سلطت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية الضوء على تفاصيل "اللحظات الأخيرة" حول إعلان نتنياهو عن إمكانه تشكيل حكومة، وقالت إن أمام الأخير سبعة أيام لوضع اللمسات الأخيرة على صفقات الائتلاف مع حلفائه قبل أن يؤدي اليمين كرئيس للوزراء.
وذكرت الصحيفة أن نتنياهو أبلغ الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتسوج، بأنه سيكون قادرًا على تشكيل حكومة، في خطوة تقربه أكثر من العودة إلى السلطة، رغم استمرار التحديات التي يواجهها داخل ائتلافه اليميني المتطرف.
ورأت الصحيفة أن نتنياهو قد يكون تعمد تأخير إعلانه (أي قبل انتهاء المهلة بـ20 دقيقة فقط) ليستغل عطلة "عيد حانوكا اليهودي"، حيث يغلق "الكنيست" في وقت مبكر وقد لا يجتمع مرة أخرى حتى الإثنين المقبل، وذلك في خطوة قد تمنحه بعض الوقت لتسوية الخلافات مع شركائه.
ونقلت الصحيفة عن محللين قولهم إن الحكومة ستكون الأكثر تطرفاً في تاريخ البلاد، حيث ستتكون من ستة أحزاب يمينية متطرفة؛ خمسة منها دينية محافظة، إلى جانب حزب "الليكود" بزعامة نتنياهو، والذي لديه أجندة اجتماعية ليبرالية.
وأشارت الصحيفة إلى أن ائتلاف نتنياهو لا يزال في طور رعاية العديد من القوانين من خلال الكنيست، والتي من شأنها تقنين الاتفاقات غير العادية التي أبرمها رئيس الوزراء المكلف مع شركائه مقابل الحصول على دعمهم.
وتشمل هذه القوانين التي تسمح للأفراد المدانين أخيرًا بالسجن مع وقف التنفيذ للعمل كوزراء، ومنح النائب اليميني المتطرف، إيتمار بن غفير، سلطات موسعة على الشرطة وإنشاء منصب داخل وزارة الدفاع يمنح بتسلئيل سموتريتش، زعيم حركة "الصهيونية الدينية" اليمينية المتطرفة، سيطرة غير مسبوقة على شؤون المدنيين في الضفة الغربية المحتلة.
ووفقاً للتقرير، لم يعلن نتنياهو بعد عن المناصب الحكومية لأعضاء حزب "الليكود"، حيث أعرب بعض أعضاء حزبه عن غضبهم علنًا من المناصب الرئيسة التي منحها زعيمهم لأحزاب أخرى، على الرغم من أن الليكود هو أكبر حزب في الائتلاف القادم.
وفي هذا الصدد، نقلت الصحيفة الأمريكية عن يوهانان بليسنر، رئيس "معهد الديمقراطية" الإسرائيلي ومقره القدس المحتلة، قوله إن مفاوضات الائتلاف المطولة تظهر "اعتماد نتنياهو المطلق على هؤلاء الشركاء"، لكنه أضاف أنه لا يوجد خطر حقيقي من أن يخسر نتنياهو دعم الأغلبية قبل أن تؤدي الحكومة اليمين.
من جانبها، قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية، إن تصرفات نتنياهو الغريبة في اللحظة الأخيرة تكشف عن "قنابل موقوتة" داخل ائتلافه المقبل، مشيرة إلى أن بعض القضايا مع اليمين المتطرف والأحزاب الأرثوذكسية المتطرفة قد تضطر إلى الانتظار حتى ما بعد التنصيب.
وأشارت الصحيفة إلى أن الكنيست كان أقر أمس مشروع قانون مثير للجدل من شأنه أن يوسع إلى حد كبير السلطة على الشرطة لوزير الأمن العام الجديد، بن غفير؛ ما يثير مخاوف المؤسسة الدفاعية في البلاد.
ونقلت الصحيفة عن المحلل السياسي، يوسي ألفر، قوله إن حكومة نتنياهو الجديدة تشكل "كارثة وشيكة" للبلاد إذا كان الأخير غير قادر أو غير راغب في كبح جماح الأحزاب المتطرفة التي تنازل لها عن سلطات غير مسبوقة خلال المفاوضات.
وصرح ألفير للصحيفة بأنه حتى لو حاول، كرئيس للوزراء، كبح جماح تلك الأحزاب، فإن البلاد لا تزال في طريقها نحو "كارثة طويلة الأمد"، مضيفًا "لم نكن في مثل هذا الموقف من قبل". وتوقع ألفير تآكل حكم القانون في إسرائيل والمزيد من عنف المستوطنين ضد العرب.