بدأ فريق عمل أمريكي ضخم في التحقيق حول كيفية وصول المكونات الأمريكية والغربية، بما في ذلك الإلكترونيات الدقيقة الأمريكية الصنع، إلى الطائرات المسيرة إيرانية الصنع التي تطلقها روسيا وبالمئات على أوكرانيا، وفقًا لما قاله العديد من المسئولين.
وقال المسئولون، إن التحقيقات تكثفت في الأسابيع الأخيرة وسط معلومات استخبارية حصلت عليها الولايات المتحدة بأن الكرملين يستعد لفتح مصنعه الخاص لإنتاج الطائرات بدون طيار داخل روسيا كجزء من صفقة مع إيران، بحسب شبكة سي إن إن الأمريكية.
وكانت شبكة سي إن إن ذكرت أن إيران بدأت بالفعل في نقل مخططات ومكونات الطائرات المسيرة إلى روسيا للمساعدة في الإنتاج هناك، في توسع كبير للشراكة العسكرية بين البلدين.
وتشارك الوكالات في جميع أنحاء واشنطن في فريق التحقيق بما في ذلك وزارات الدفاع والخارجية، والعدل، والتجارة.
ويشرف مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض على هذا الجهد كجزء من "نهج شامل" أكبر للتعامل مع إيران، حسبما قال مسئول كبير في الإدارة خصوصا مع حملتها ضد المحتجين وبرنامجها النووي إلى دورها المتعمق في الحرب بأوكرانيا.
وفرضت الولايات المتحدة قيودًا صارمة على الصادرات وعقوبات لمنع إيران من الحصول على مواد عالية الجودة، لكن ظهرت أدلة تشير إلى أن إيران تجد وفرة من التكنولوجيا المتاحة تجاريًا.
وفي الشهر الماضي، فحصت منظمة أبحاث "Conflict Armament Research " التي تتخذ من المملكة المتحدة مقراً لها عدة طائرات بدون طيار تم إسقاطها في أوكرانيا ووجدت أن 82% من مكوناتها تم تصنيعها بواسطة شركات مقرها الولايات المتحدة.
من بين المكونات التي تم العثور عليها في بعض الطائرات المسيرة تقنيات صنعتها شركة تكساس إنسترومنتس للتكنولوجيا ومقرها دالاس، وفقًا لتحقيق أجرته القوات المسلحة الأوكرانية ومصدر مطلع على التحقيق الأمريكي، بالإضافة إلى محرك من إنتاج شركة نمساوية مملوكة لشركة بومباردييه ريكريشنال برودكتس الكندية.
وغضبت كلتا الشركتين لاستخدام تقنيتهما لأغراض غير مشروعة.
ويؤكد تورطهما في صناعة الطائرات بدون طيار الإيرانية أن المنتجات الرخيصة المخصصة للاستخدام المدني يمكن تعديلها بسهولة للأغراض العسكرية، وغالباً ما تقع خارج حدود العقوبات وأنظمة مراقبة الصادرات.
وتعتبر قضية الطائرات بدون طيار ملحة بشكل خاص بالنظر إلى الحجم الهائل للمكونات المصنوعة في الولايات المتحدة، والتي تم تصنيع العديد منها في العامين الماضيين، والتي تم العثور عليها في الطائرات بدون طيار الإيرانية، وكانت روسيا تستخدمها عبر أوكرانيا ضد المدنيين والبنية التحتية الحيوية.
ووجدت أبحاث تسليح النزاعات أن الطائرات الإيرانية بدون طيار التي فحصوها في أوكرانيا في نوفمبر، تحتوي على "قدرات تكنولوجية متطورة"، بما في ذلك أجهزة استشعار من الدرجة التكتيكية وأشباه موصلات مصدرها خارج إيران، ما يدل على أن طهران "كانت قادرة على الالتفاف على أنظمة العقوبات الحالية وإضافة المزيد من القدرات والمرونة في التعامل مع أسلحتها".
كما أكدت المصادر أن إيران ربما حصلت على نسخ شبه دقيقة لمكونات غربية من الصين، وفقاً لدراسة نشرت الشهر الماضي من قبل معهد العلوم والأمن الدولي ومقره واشنطن.
وخلص التقرير إلى أن "الصين تلعب دورًا أكبر مما تم تقييمه سابقًا في تمكين إيران من تصنيع وتزويد القوات الروسية بطائرات بدون طيار ويبدو أن الشركات الصينية تزود إيران بنسخ من السلع الغربية لإنتاج طائرات مسيرة مقاتلة".
ويعتقد البيت الأبيض أنه يقود بنجاح حجم المشكلة مع الحلفاء.
وقال المسئول الكبير في الإدارة إن هناك "إجماعا دوليا واسعا وعميقا بشأن إيران، من الاتحاد الأوروبي إلى كندا إلى أستراليا ونيوزيلاندا، والذي تقوده الدبلوماسيةالأمريكية".