الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سماء مصر تزدحم بخمس ظواهر فلكية تحدث في يوم واحد| هل هناك خطورة علينا؟.. لا تغمض عينك عن مشاهدة السماء... وغدآ أطول ليل وأقصر نهار

ظواهر فلكية
ظواهر فلكية

الدكتور جاد القاضي: فصل الشتاء يستمر لمدة 88 يوماً و23 ساعة و38 دقيقة

الدكتور أشرف تادرس: الظواهر الفلكية لا تؤثر على صحة الإنسان على الأرض…وندعو الجميع للاستمتاع بها

أستاذ فلك: كرات تتساقط على النار في مصر  (شهب الدببيات)

 

نشهد غدآ يوما استثنائيا علي كافة الأصعدة حيث موعدنا مع 5 إحداث وظواهر فلكية بديعة في المشاهدة وفريدة في حدوثتها تلتقي جميعآ في يوم واحد، وتكون أهم الظواهر الفلكية التي نشهدها غدآ هي حدوث الانقلاب الشتوي لإعلان بداية فصل الشتاء فلكيًا، بالإضافة إلى ظاهرة ذروة زخة شهب الدببيات التي ستزين السماء، تعامد الشمس على بهو الأعمدة بمعابد الكرنك بالأقصر، وقدس أقداس معبد قصر قارون بالفيوم، بالإضافة إلى إمكانية مشاهدة كوكب عطارد بالعين المجردة.

 ساعات قليلة و تدخل مصر فصل الشتاء فلكيآ، و قد يظن او يعتقد البعض أن فصل الشتاء قد بدأ بالفعل خاصة مع الشعور في الإيام الماضية بانخفاض درجات الحرارة ، ولكن هذا ليس حقيقيا فنحن كنا نعيش في فصل الخريف، ولكن الشتاء يبدأ من غد.

كشف المعهد القومي للبحوث الفلكية عن مواعيد بدء فصل الشتاء وذلك وفقا للحسابات الفلكية والأرصاد التي يقوم بها معمل أبحاث الشمس بالمعهد ، لتحديد موعد بداية فصل الشتاء وحدوث الانقلاب الشتوي لعام 2022م.

ويكون الأربعاء أول أيام فصل الشتاء فلكيا ، ويكون أطول ليل وأقصر نهار فى النصف الشمالى للكرة الأرضية حيث يصل طول النهار حوالى 10 ساعات ويطول الليل فيصل 14 ساعة تقريبا.

وقال الدكتور جاد القاضي، انه طبقا للحسابات الفلكية والأرصاد التي يقوم بها معمل أبحاث الشمس بالمعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، سيحدث الإنقلاب الشتوي هذا العام 2022 يوم الأربعاء 21 ديسمبر 2022م الموافق 27 من جمادى الأولى 1444هـ، في تمام الساعة 23:48 معلنا بداية فصل الشتاء فلكيا.

وأوضح رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية، أن فصل الشتاء يصل طوله إلى 88 يوماً و23 ساعة و38 دقيقة، وينتهي يوم الإثنين 20 مـارس 2023م الموافق 28 من شعبان 1444هـ الساعة 23:26.

وأضاف جاد أنه من المعلوم فلكيا أن الشمس تدور في مدار ظاهري بالنسبة إلى نجوم الخلفية السماوية التي تظهر ثابتة في السماء، ويعرف هذا المدار بدائرة البروج ويميل مستوى دائرة البروج مع مستوى دائرة الاستواء السماوي بزاوية، قدرها 23 درجة و 27 دقيقة وهي الزاوية نفسها التي يميل بها محور دوران الكرة الأرضية عن العمودي على مستوى مدارها، ونتيجة لدوران الأرض حول الشمس وميل محورها على مستوى مدارها تحدث الفصول الأربعة وفي فصل الشتاء تسقط أشعة الشمس متعامدة على مدار الجدي 23 درجة ونصف جنوباً وتكون أشعة الشمس شديدة الميل على نصف الكرة الشمالي وشبه عمودية على نصف الكرة الجنوبي في ما عدا مدار الجدي، ويقل طول النهار عن طول الليل في نصف الكرة الشمالي.

قال الدكتور أشرف تادرس أستاذ الفلك بـ المعهد القومي للبحوث الفلكية ورئيس قسم الفلك السابق، أننا نعيش في الفترة الحالية في فصل الخريف وأن فصل الشتاء لم يبدأ بعد ويفصلنا عن بدايته 18 يوم.

بينما قال الدكتور أشرف تادرس أستاذ الفلك بـ المعهد القومي للبحوث الفلكية ورئيس قسم الفلك السابق، انه لم يعد يفصلنا عن مواعيد بداية فصل الشتاء سواء يوم واحد فقط حيث أن الشتاء في مصر يبدأ يوم الأربعاء 21 ديسمبر عند حدوث الانقلاب الشتوي وانه مواعيد ثابت يحدث في كل عام حيث يميل القطب الجنوبي للأرض نحو الشمس وتكون أشعتها عمودية تماما على مدار الجدي عند خط عرض 23.44 درجة جنوبا.

وأضاف الدكتور تادرس أن يوم الأربعاء 21 ديسمبر وهو ذروة فصل الشتاء فلكيا  هو أقصر نهار في السنة إذ يصل طول النهار حوالي 10 ساعات تقريبا ، في حين يصل طول الليل إلى 14 ساعة تقريبا، كما تبلغ الشمس أدنى ارتفاع لها فوق الأفق وقت الظهيرة عند عبورها خط الزوال ويكون ظل الإنسان على الأرض في هذا الوقت أطول ما يمكن.

وأوضح أستاذ الفلك أن يوم 21 ديسمبر يعد هو ذروة فصل الشتاء فلكيا (الإنقلاب الشتوي) في النصف الشمالي للكرة الأرضية وفي نفس الوقت هو ذروة فصل الصيف فلكيا (الإنقلاب الصيفي) في النصف الجنوبي للكرة الأرضية، وأن ذروة الشتاء يمثل أقصى ميل لمحور دوران الأرض في المدار ، علما بأن الأرض تكون أقرب الى الشمس نسبيا في الشتاء عنها في الصيف.

واشار إلي اننا عندما نقول ذروة فصل الشتاء فهذا لا يعنى أنه سيكون أبرد يوم في السنة، لأن برودة الجو وسخونته تتعلق بأمور الطقس داخل الغلاف الجوي وله عوامل كثيرة تدخل في نطاق عمل الهيئة العامة للأرصاد الجوية، أما فلكيا فالأمر يتعلق بحركة الأرض في مدارها حول الشمس.

كما تشهد سماء مصر غدآ ايضآ ظاهرة فلكية مميزة وهي زخة شهب الدب الأصغر (الدببيات) Ursids وهى تعد من الظواهر البديعة والجميلة فى المشاهدة والرصد والتصوير، وهذه الظاهرة يترقبها جميع هواة الفلك والمهتمون بهذا المجال.

وقال الدكتور أشرف تادرس أستاذ الفلك بـ المعهد القومي للبحوث الفلكية ورئيس قسم الفلك السابق، أن غدآ الاربعاء 21 وعلي مدار يومين سنكون على موعد مع مشاهدة بديعة فى سماء مصر حين تتساقط شهب الدب الأصغر (الدببيات)  وهي من الزخات الخفيفة حيث يبلغ عدد الشهب فيها حوالى 10 شهب فى الساعة تقريبا.

وأوضح الدكتور تادرس أن زخات شهب الدب الأصغر (الدببيات) تنتج عن طريق الحطام الغبارى المتناثر على طول مدار المذنب  Tuttle الذى تم اكتشافه عام 1790، تسقط شهب الدببيات كما لو كانت آتية من مجموعة الدب الأصغر Ursa Minor (بالقرب من النجم القطبى) .

وأضاف أن زخة الدببيات سميت بهذا الاسم لأن الشهب تتساقط كما لو كانت آتية من مجموعة الدب الأصغر وهو سبب تسميتها ، ولكن يمكن أن تظهر الشهب في أي مكان آخر في السماء .

وأشار الى أن التوقيت السنوي لهذه الزخة الشهابية من 17 إلى 25 ديسمبر من كل عام ، وتصل ذروتها فى ليلة 21 حتى بزوغ فجر يوم 22 ديسمبر، تكون أفضل مشاهدة لهذه الشهب بعد منتصف الليل من مكان مظلم تماما بعيدا عن أضواء المدينة بشرط صفاء السماء وخلوها من السحب والغبار وقت الرصد، موضحآ إن الزخات الشهابية عموما تُرى بالعين المجردة ولا تحتاج مناظير او تلسكوبات فلكية بشرط البعد عن إضاءة المدينة وخلو السماء من السحب والغبار وبخار الماء.

والفت الدكتور أشرف تادرس أن الفرصة هذا العام جيدة لمشاهدة شهب الدبيات حيث لا يؤثر القمر المتناقص على رؤية الشهب هذا العام .

وأكد أستاذ الفلك إلى أنه لا يوجد أي اثار سلبية لزخات الشهب او أي مخاطر لزخات الشهب على الإنسان اذ انها تدخل الغلاف الجوي وتحترق فيه على ارتفاع 70 إلى 100 كيلومتر تقريبا من سطح الارض ، كما ان الشهب لا تلتزم بالسقوط من اتجاه المجموعة النجمية التي لها اسمها فقط بل يمكن أن تظهر من أي مكان آخر في السماء .

ونكون أيضآ مع ثالث ظاهرة فلكية في هذا يوم  الأربعاء 21 ديسمبر مع حدث فلكي فريد تشهد سماء مصر، حين يصل كوكب عطارد أصغر كواكب المجموعة الشمسية اليوم الى أقصى استطالة له من الشمس، فى ظاهرة ينتظرها جميع هواة الفلك والمهتمين بهذا المجال للرصد والتصوير إذا سمحت لهم الفرصة وتوافرت لديهم المعدات والظروف المناخية والجغرافية الملائمة.

وقال الدكتور أشرف تادرس أستاذ الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية رئيس قسم الفلك السابق، أننا نشهد يوم الاربعاء الموافق 21  ديسمبر، حيث يصل كوكب عطارد إلى أقصى استطالة له تبلغ 20.1 درجة من الشمس في ذلك اليوم.

واوضح الدكتور تادرس أن استطالة كوكب عطارد هي أفضل وقت لمشاهدة عطارد وتصويره لأنه سيكون في أعلى نقطة له فوق الأفق الغربي في السماء بعد غروب الشمس مباشرة.

أكد استاذ الفلك، أن إستطالة كوكب عطارد ليس لها أي أضرار على صحة الإنسان أو نشاطه اليومي وأن  الظواهر والأحداث الفلكية فمشاهداتها ممتعة ويحبها هواة الفلك والمهتمون بعلوم الفضاء لمتابعتها وتصويرها.

ونوه تادرس، بأنه للتمكن من مشاهدة أي ظاهرة فلكية مثل اقترانات القمر مع النجوم  والكواكب أو ميلاد أهلة الشهور العربية؛ فإن الأمر يتطلب صفاء الجو، وخلو السماء من السحب والغبار وبخار الماء.

كوكب عطارد
يمكن رصد عطارد لبضعة أسابيع فقط في كل مرة يصل فيها إلى أكبر زواية تفصله من الشمس، تتكرر هذه الظهورات مرة كل 3-4 أشهر تقريبًا ، وتحدث بالتناوب في سماء الصباح والمساء ، اعتمادًا على ما إذا كان عطارد يقع شرق الشمس أو إلى غربها.

يعد كوكب عطارد أصغر كوكب من الكواكب الثمانية الموجودة في المجموعة الشمسية، حيث إن قطره يبلغ حوالي 4880 كيلومتر فحسب، كما أنه يعد أقرب الكواكب إلى الشمس، إذ يكمل دورته حولها في 87.969 يوماً فقط، وحرارة سطحه مرتفعة جداً.

وكوكب عطارد  من آلهة الرومان، والأسرع بينهم، حيث لوحظ قبل 5000 عام في العصور السومرية، وقد اعتقد اليونانيون أنه نجمان، فقد أطلقوا عليه اسم أبولو عند ظهوره في الصباح قبل شروق الشمس، وهيرمس في المساء بعد غروب الشمس.

سمّى قدماء العرب كوكب عطارد بهذا الاسم لسرعة تحركه وجريانه المتتابع، حيث إنه يتحرك ويدور بسرعة حول الشمس لقربه الشديد منها (من ناحية فيزيائية كلما اقترب الكوكب من الشمس تزداد سرعة دورانه حولها).

كما اننا نشهد غدآ إيضآ ظاهرة فلكية هامة يتأكد فيها براعة المصريين في الفلك والحسابات الفلكية، حيث تتعامد الشمس  على معابد الكرنك لتعلن عن موعد بدء فصل الشتاء.

وأوضح الدكتور جاد القاضي رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية، أن المصري القديم ما زال يبه العالم بانجازاته في علوم الفلك حيث تتعامد الشمس على معبد الكرنك في السادسة والنصف صباحاَ يوم الأربعاء 21 ديسمبـر  حيث تشرق الشمس موازية للمحور الرئيسي لمجمع معابد الكرنك بالأقصر لتتعامد على قدس الأقداس، معلنة حلول الانقلاب الشتوي الذي يحدث في نفس اليوم عند الساعة الحادية عشرة و48 دقيقة مساء نفس اليوم، وحسب الروايات الأثرية فإن هذا التعامد قد يكون اعلاناَ لبداية الشتاء أو احتفالاّ بميلاد رع الكبير.

كما ينظم المعهد بهذه المناسبة وبالتعاون مع جميع الجهات المعنية بالأقصر (محافظ الأقصر، مكتبة مصر العامة بالاقصر – هيئة التنشيط السياحى)، أمسية فلكية عن تعامد الشمس على المعابد المصرية وكذلك فعاليات رصد لصفحة السماء باستخدام التليسكوبات الفلكية الصغيرة يوم الثلاثاء الموافق 20 ديسمبر في مكتبة مصر العامة بالأقصر.