لاشك أن هناك أمورًا شائعة أي يفعلها كثيرون في الصلاة وفي كثير من العبادات والطاعات بطريقة خاطئة فتفسدها، وحيث إن الصلاة هي عماد الدين ، وهي من الفرائض التي لا ينبغي التهاون فيها ، فإنه ينبغي معرفة كل تلك الأفعال التي يفعلها كثيرون في الصلاة لتجنبها حتى لا تبطل الصلاة ، ونغتنم كامل الفضل والثواب.
يفعلها كثيرون في الصلاة
قالت لجنة الفتوى التابعة لمجمع البحوث الإسلامية، إن هناك أمورًا يفعلها كثيرون فتبطل صلاتهم، ومنها أن الكثير من المصلين يقومون ببعض الحركات أثناء الصلاة ، وتكثر الحركة في القيام أكثر منه في الركوع والسجود، منوهة بأن الأصل أَنَّ الْحَرَكَةَ فِي الصَّلَاةِ لَيْسَتْ مَطْلُوبَةً ؛ لاستحضار الخشوع والأدب بالقلب والجسد.
وأوضحت «البحوث الإسلامية» عبر صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، في إجابتها عن سؤال: «ما حكم الحركة أثناء الصلاة ؟»، أنه قال الله – سبحانه -: «قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ»، وقال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- للذي أساء في صلاته ولم يطمئن فيها: «ارجع فصل فإنك لم تصل».
وأضافت أن تحديد الحركات المنافية للطمأنينة وللخشوع بثلاث حركات فليس ذلك بحديث عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وإنما ذلك كلام بعض أهل العلم، وليس عليه دليل يعتمد، إلا أن الفقهاء ذكروا أن حركات المسلم في الصلاة أنواع ، وذكروا لكل نوع حكما : فمنها : ما يبطل الصلاة كالحركات الكثيرة غير الضرورية والتي لا يُحتاج إليها.
وتابعت: ومنها ماهو مكروه وإن كانت لا تبطل الصلاة ، كالحركات اليسيرة القليلة غير الضرورية التي لا يُحتاج إليها كالعبث اليسير بالملابس أو البدن أواللحية أو شعر الرأس بدون سبب،لأنه ينتفي معه الخشوع المطلوب في الصلاة، ومنها: ما هو مباح كالحركات اليسيرة القليلة الضرورية التي يُحتاج إليها كالتي كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يفعلها من حمل أمامة بنت ابنته زينب، فكان إذا سجد وضعها، وإذا قام حملها ، وطلوعه على المنبر، ونزوله منه حال الصلاة، وفتحه الباب لعائشة، ونحو ذلك مما يفعله للحاجة ولبيان الجواز كما في سؤالك.
وأشارت إلى أن الأفضل للمؤمن أن يحافظ على الخشوع، ويترك العبث قليله وكثيره ؛ حرصًا على تمام الصلاة وكمالها ؛ ولعظم شأن الصلاة، وكونها عمود الإسلام، وأعظم أركانه بعد الشهادتين، وأول ما يحاسب عنه العبد يوم القيامة، ومنها : ماهو مشروع ومطلوب؛ لمصلحة الصلاة ، وقد يصل الطلب لدرجة الوجوب ، كمن كان مستقبلا غير القبلة فعليه حينئذ أن يستقبل القبلة وجوبا .
واستشهدت بما روي أن الناس كانوا يصلون في مسجد قباء في صلاة الصبح فجاءهم آتٍ فقال لهم: إن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قد أنزل عليه الليلة قرآن ، وأمر أن يستقبل القبلة فاستقبلوها، فانصرفوا إلى الكعبة وهم يصلون ، وقد يصل لدرجة السنة ، كالحركات التي يتوقف عليها كمال الصلاة، مثل للمكان الفاضل، أو الذي في الصف إذا انفتحت الفرجة فدنا الإنسان إلى جاره لسد خلل الصفوف وما يشبه ذلك.