الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بمعركة عض الأنامل.. الإغتيالات سلاح أوكرانيا لمواجهة روسيا.. قصة رئيس الأركان ورد موسكو

رئيس الأركان الروسي
رئيس الأركان الروسي

"إنها حرب موازنة للمعركة على الأراض بين الدبابات والجنود .. حربا لها أهدافها ولا تقل أهمية عن حرب الطائرات .. إنها معركة الاغتيالات أحد أهم أسلحة معركة عض الأنامل" .. هكذا يرى المتابعون للشأن الدولى تفاصيل معركة الاغتيالات التي بدأت تتوسع، وربما كان الكشف عن محاولة اغتيال رئيس الأركان الجيش الروسي، هو جزء من تلك المعركة والسعي لتحقيق أهدافها.

 

ويعد سلاح التصفية الجسدية لقيادات الجانب الروسي، هو محاولة من أوكرانيا في إحداث توازن بمعركة عض الأنامل، وإحداث خسائر مؤلمة للجانب الروسي، تكون دافع للصغط الداخلي على الرئيس بوتن من أجل التراجع بمعركته.

 

البداية من أغسطس واغتيال ابنتة عقل بوتن 

 

دخلت الحرب الأوكرانية مرحلة جديدة من الصراع إذ باتت تطفو ملامح استراتيجية الاغتيالات، في أغسطس الماضي، وذلك للتأثير على سير العلميات العسكرية، وتأتي تلك المرحلة بعد مقتل قادة عسكريين ومدنيين روس؛ أبرزهم الصحفية الروسية داريا دوغينا، ابنة ألسكندر دوغينا، الملقب بـ"عقل بوتن"، وفق تقارير روسية وغربية.

 

وعقب مقتل دوغينا، أعلنت السلطات الروسية، الأربعاء، اغتيال إيفان سوشكو، رئيس الإدارة العسكرية والمدنية لمدينة ميخائيلوفكا، شرقي أوكرانيا، بانفجار لغم بسيارته، وقال فلاديمير روغوف، عضو مجلس إدارة منطقة زابوريجيا، في بيان، إن رئيس إدارة ميخائيلوفكا، إيفان سوشكو، تم اغتياله في تفجير سيارة متعمد، تم زرع عبوة ناسفة تحت المقعد في سيارته.

 

ويرى خبراء عسكريون أن تلك الحوادث هي رسالة لموسكو وتؤشر على فشل أي حلول سياسية مستقبلية، كما تهدف إلى إظهار قدرة أوكرانيا على استفزاز روسيا وتنفيذ عمليات بقلب موسكو.

 

وتلك المعركة لم تكشفها الصحف الغربية فقط، بل اعترفت بها الصحف الروسية أيضا، فوفق تقارير روسية، فإن سياق الحرب دخل مرحلة استهداف مسؤولين وبخاصة مناطق الشرق الأوكراني، حيث ذكرت أنه في 14 أغسطس الجاري، تعرض عمدة بيرديانسك، ألكسندر ولينكو، لمحاولة اغتيال وتم إحباطها، وكانت بإشراف مباشر من جهاز الأمن الأوكراني.

 

وفي 6 أغسطس، تم اغتيال نائب رئيس إدارة نوفا كاخوفكا في منطقة خيرسون، فيتالي جورا، بإطلاق النار عليه من قبل مسلحين مجهولين قرب منزله، وفقًا لوكالة "تاس" الروسية، وفي 22 مايو، أصيب أندريه شيفتشيك، عمدة مدينة إنرغودار، بمنطقة زابوروجيه، واثنان من مرافقيه في انفجار عبوة ناسفة يدوية الصنع بمدخل منزله.

 

سلاح سوفيتي قديم وأوكرانيا تجيده منذ فترة 

 

فيما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"، العالم، بأن مقتل داريا دوغينا يعيد للأذهان فوضى التسعينيات والاغتيالات السياسية التي أعقبت تفكك الاتحاد السوفييتي، وهي إعادة لاستخدام هذا السلاح الذي طالما اعتاد السوفيت استخدامه ضد معارضيه.

 

وأكدت الصحيفة الأميركية أن استهداف أنصار بوتن من قبل فرق أوكرانية مدربة على ذلك ليس جديدًا، فقد قُتل الصحفي الأوكراني البارز، أولي بوزينا، المؤيد للكرملين عام 2015 في جريمة لم تكشف ملابساتها حتى الآن، مشيرة إلى أن "مقتل داريا دوغينا فتح باب الاغتيالات السياسية بين روسيا وأوكرانيا".

 

محاولة اغتيال بوتن 

 

ورغم نفي دميتري بيسكوف، السكرتير الصحفي للرئيس الروسي، في سبتمر الماضي، ما نشرته صحف غربية بشأن محاولة اغتيال فلاديمير بوتن في العاصمة موسكون إلا أن نشر الخبر في حد ذاته هو رسالة لها أهدافها، سواء كانت الحادثة حقيقة أو لا.

 

وكانت تقارير إعلامية غربية، قد أفادت في وقت سابق، بتعرض الرئيس الروسي لمحاولة اغتيال، خلال عودته إلى مقره الرسمي، نفذتها دراجة نارية، وذكرت التقارير أن "شخصا مجهولا على متن دراجة نارية ألقى قنبلة على سيارة بوتن، مما تسبب في انفجار إطارها الأمامي، وتصاعد الدخان منها".

 

وأوضحت أن بوتن لم يصب بأذى، وجرى تأمينه، مؤكدة أن جهاز الأمن نفذ اعتقالات عدة يشتبه في صلتها بالحادث، ولكن لم تحسم التقارير السؤال حول دور لأوكرانيا في هذا الحادث.

 

"غيراسيموف" محاولة لم تنجح ودور واشنطن بها 

 

وتفصيل ما سبق من تلك المعركة، يجعل القارئ يدرك أهمية فهم الحديث الأخير بصحف الغرب، وبالأخص الـ"نيويورك تايمز"، عن منع واشنطن من محاولة اغتيال رئيس أركان الجيش الروسي، فهو خبر يحمل عدة رسائل، ففي حال صحته تظهر قدرة الأوكران في الوصول إلى أعلى القيادات الروس، وفي نفس الوقت توضح الإداراة الأمريكية قدرتها في تصعيد المشهد بدون تدخل مباشر، وفي نفس الوقت رغيتها في عدم حدوث ذلك.

 

فوفق ما ذكرته صحيفة New York Times الأمريكية، حاولت الولايات المتحدة منع أوكرانيا من شن هجوم كان مخططاً له لاستهداف الخطوط الأمامية للجيش الروسي، عندما كان رئيس الأركان الروسي، فاليري غيراسيموف، يستعد لزيارة جنوده، مما كان سيؤدي لاغتياله.

 

الصحيفة الأمريكية أوضحت في تقرير لها نشرته الأحد 18 ديسمبر 2022، نقلاً عن مسؤولين أمريكيين، أن الإدارة الأمريكية كانت أول من اكتشف أن غيراسيموف كان يخطط لزيارة الخطوط الأمامية لقواته في أوكرانيا، ولكن الولايات المتحدة لم تمرر هذه المعلومات إلى أوكرانيا؛ "خوفاً من أن تؤدي محاولة اغتيال رئيس الأركان الروسي إلى حرب بين الولايات المتحدة وروسيا"، وفق ما ذكره التقرير.

 

كما أضافت صحيفة "نيويورك تايمز"، أنه بعدما علمت كييف بأنباء زيارة رئيس الأركان الروسي، حاول المسؤولون الأمريكيون دون جدوى، إقناع أوكرانيا بإلغاء الهجوم، حيث مضت أوكرانيا في تنفيذ مخططها، لكن غيراسيموف لم يصب بأذى.

 

 

أوكرانيا تؤكد .. استهدفناه لكنه غادر قبل القصف بقليل 

 

من جهته، أكد أليكسي أريستوفيتش مستشار مكتب رئيس أوكرانيا، أن قوات بلاده حاولت تصفية رئيس هيئة الأركان العامة الروسية، فاليري غيراسيموف، عندما زار منطقة العملية العسكرية الخاصة في الربيع، وذكر أريستوفيتش في حوار عبر "يوتيوب"، السبت، أن القوات الأوكرانية حاولت استهداف غيراسيموف "في مايو أو أبريل، عندما كان الجنرال الروسي في مدينة إيزيوم".

 

كما قال: "اسمحوا لي بأن أكشف عن سر رهيب: كان رئيس الأركان الروسي في إيزيوم، واستهدفناه". وأضاف أن القوات الأوكرانية "ضربت المقر" الذي كان فيه غيراسيموف، لكنه كان قد غادره قبل الضربة بقليل.

 

 

روسيا تواجه المعركة النفسية بزيارة في قلب أوكرانيا 

 

وفي محاولة للرد على تلك الحرب النفسية، أعلنت وزارة الدفاع الروسية بأن وزير الدفاع، سيرغي شويغو، زار المنطقة العسكرية الجنوبية الروسية لتفقُّد عمل القوات في منطقة العمليات الخاصة.

 

كما قالت الوزارة في بيان، إن "وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، قام بزيارة عمل للمنطقة العسكرية الجنوبية وتفقّد تجمعات القوات في مناطق العملية العسكرية الخاصة"، وأضافت أن شويغو استمع، في مركز القيادة، إلى تقارير من القادة حول الوضع وإجراءات القوات الروسية في مناطق العمليات.