ظنا أن النزول إلى الترعة أمرا هينا وسوف يخرجان منها بسهولة بعد إنقاذ طفلهما الذى وقع فى الترعة بطريق الخطأ، لكنها كانت نهاية مؤلمة أحزنت قلوب جميع الأهالي بمركز قفط جنوب قنا ، حزناً على الفقيدين الذين لم ير منهما الأهالي إلا كل ود واحترام.
أحداث الواقعة المؤلمة بدأت أحداثها بنزول طفل صغير إلى الترعة لاستخراج الكرة التى كان يلعب بها بجوار ترعة نجع هارون ، إلا أنه تعثر فى إحضارها، دون تردد نزل والده لإنقاذ ابنه، لكنه تعثر الآخر، لحظات قليلة وكان والده فى الماء لإنقاذ ابنه وحفيده، لكن عدم إجادتهما للسباحة حال دون خروجهما.
محاولات الأهالى نجحت فى إنقاذ الطفل الصغير من وسط المياه المظلمة، لكنها لم تفلح فى إنقاذ المهندس ، ووالده، ليتحولان إلى جثتين هامدتين فى لحظات معدودة، و يتم استخراجهما بواسطة قوات الإنقاذ النهرى، التى هرعت إلى مكان الحادث فور تلقى بلاغ بالواقعة.
مشاهد الحزن اكتملت مع تشييع الأهالى جنازة الفقيدين فجر اليوم، إلى مقابر الأسرة، وسط أجواء حزينة بين أبناء مدينة قفط، وصرخات مؤلمة من أسرة الفقيدين، حزناً على شخصين لم يعرف عنها سوى الأدب وحسن التعامل مع الجميع.
قال أحمد سيد"موظف"، الواقعة بدأت بسقوط حفيد الحاج عمر فى ترعة نجع هارون، فتوجه الأب مباشرة إلى الترعة لإنقاذ ابنه، لكن عدم إجادته للسباحة لم تمكنه من الوصول إلى ابنه، فنزل جد الطفل إلى الترعة ولم يتمكن أيضاً من الوصول للطفل، لكن تمكن الأهالى من انتشال الطفل وانقاذه من المياه، وفى لحظات معدودة نتيجة الظلام، غرق الأب وابنه فى المياه.
و تابع سيد، بعد محاولات من الأهالى جرى استخراج الفقيدين، لكن بعد مفارقتهما الحياة، لعدم قدرتهما على السباحة فى مياه الترعة، ما أدى إلى غرقهما وسط المياه، وبعدها تم نقلهما بالاسعاف إلى مشرحة المستشفى لاتخاذ الإجراءات اللازمة.
و أضاف سيد، الأب وابنه الراحلين يتميزان بالأدب وحسن الخلق، ما جعلهما يتمتعان بحب من الجميع، وجعل الجميع يحزن عليهم حزناً شديداً، لكن فى النهاية هى ارادة المولى عز وجل ولا راد لقضاء الله، ونسأل الله لهم الرحمة و أن ينزلهما منازل الشهداء.
وكان اللواء إيهاب طه، مساعد وزير الداخلية مدير أمن قنا ، تلقى إخطارًا من مركز شرطة قفط، يفيد مصرع عمر حسن عبدالنور ٦٥ عاماً، ونجله مهندس أحمد عمر ٣٥ عاماً، غرقاً داخل ترعة بنطاق المركز.