منذ اندلاع الحرب الأوكرانية الروسية فى فبراير الماضي، تعيش دول العالم الثالث والدول الأوروبية حالة من الارتباك والتوتر، الأمر الذي استدعى كثيرا من الشعوب للاحتجاج نتيجة ارتفاع معدلات التضخم بشكل غير مسبوق، حيث سجل التضخم المالي في إسرائيل مستوى قياسيا بلغ 5.3%، أمس الأول الخميس، وهو أعلى مستوى يسجل منذ عام 2008، وذلك في أعقاب ارتفاعه بمقدار 0.1% في شهري سبتمبر وأكتوبر الماضيين، فيما تواصل ارتفاع الأسعار في قطاع الإسكان لتبلغ نسبة الزيادة السنوية 20.3%.
وارتفع المؤشر السنوي لأسعار المستهلكين في إسرائيل في نوفمبر الماضي؛ بما يتطابق مع توقعات المختصين، وذلك بنسبة 0.1%، بحسب المعطيات الصادرة عن دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية، مدفوعا بزيادات في أسعار الشقق والإيجارات والصيانة.
وأشارت المعطيات إلى أن الزيادة السنوية المسجلة في أسعار قطاع الإسكان، هي أعلى زيادة سنوية في الأسعار منذ عقد من الزمن، علما بأن الزيادة الأخيرة المسجلة بلغت 1.2% لتصل الزيادة السنوية في سعر الشقق، والتي تعكس بشكل أساسي أسعار الإيجارات.
وأشارت تقديرات محافظ بنك إسرائيل، أمير يارون، إلى أن سعر الفائدة سيصل بعد عام واحد إلى 3.5%، معتبرا أن المستويات الحالية ستسمح ببدء عملية لجم التضخم، وجاءت هذه القرارات في استجابة لقرارات للاحتياطي الفدرالي الأمريكي (البنك المركزي) الذي يواصل حملته ضد التضخم عبر زيادات قوية على أسعار الفائدة، منفذا 6 زيادات متتالية منذ مطلع العام الجاري.
كما عاود التضخم التسارع داخل الولايات المتحدة الامريكية بعدما تباطأ في الشهر السابق مسجلاً رقماً قياسياً منذ أربعين عاماً في حين دعا الرئيس جو بايدن بهذا الصدد إلى بذل جهد أكبر وسريع .. وبلغ التضخم نسبة 8,6% بوتيرة سنوية مقابل 8,3% بحسب مؤشر أسعار الاستهلاك الذي أصدرته وزارة العمل.
اعتبرت رونا ماكدانيال رئيسة اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري أن السلع الأساسية باتت أسعارها أشبه بالسلع الفاخرة .. وشملت زيادة الأسعار الشهر الماضي كل القطاعات بما فيها السكن والبنزين وتذاكر السفر والمواد الغذائية والسيارات الجديدة والمستعملة وصولاً إلى الخدمات الصحية والملابس.
الأمر الذى جعل البنوك المركزية حول العالم تسارع إلى اتخاذ قرارات اقتصادية جريئة حتى تتمكن من السيطرة على كابوس التضخم المتبق على صدر الاقتصاد العالمي لا سيما الاقتصادات المتقدمة في أوروبا وأمريكا التي سارعت إلى رفع سعر الفائدة مرات متتالية واعدة بمواصلة سياسة حصار التضخم بأي ثمن.
وأعلن مكتب الإحصاء الاتحادي الألماني استناداً إلى بيانات أولية أن معدل التضخم في ألمانيا ارتفع بنسبة 7.9% وهذا يعني أن معدل التضخم في ألمانيا واصل ارتفاعه لأكثر من 7% للشهر الثالث على التوالي.
وقفز معدل التضخم السنوي في بريطانيا بأكثر من المتوقع ، ليصل إلى أعلى مستوى في 41 عاما، مما يزيد الضغوط على بنك إنجلترا لرفع الفائدة مرة أخرى.
التضخم في فرنسا تجاوز التوقعات، ووصل لمستوى قياسي جديد عند 10% ، مما يعزز التوقعات برفع ضخم آخر لمعدلات الفائدة من جانب البنك المركزي الأوروبي رغم مؤشرات التراجع .
كل ما أصاب دول العالم من حالات احتجاج نتيجة ارتفاع الاسعار وارتفاع نسبة التضخم التى أثرت على المعيشة، هو نتيجة الحرب الأوكرانية الروسية التى ألقت بظلالها على اقتصاديات دول عظمى ودول العالم الثالث، وليس كما يزعم البعض انها نتيجة سياسات نقدية خاطئة، بل ازمة تعيشها الدول العظمى وأثرت على مستوى المعيشة لديها .