خبراء التعليم:
- الهدف من تطوير مناهج التربية الدينية لجميع الصفوف الدراسية
- مناهج التربية الدينية ترسخ المفهوم الديني لطلاب المدارس
- تربية النشء تربية سليمة قائمة علي الأخلاق الحميدة
- التجديد المستمر في التربية لمواجهة التغيرات ومتطلبات العصر والمستقبل
يرى عدد من التلاميذ في المدارس أن حصة التربية الدينية هامشية، لا طائل من ورائها، فدرجاتها التى يحصلون عليها فى النهاية لا تضاف إلى المجموع الكلى الذى يتباهى به أهلهم أمام الجميع، هكذا هو التصور الذى انطبع فى أذهان الكثير من الكثيرين حول ماهية حصص الدين فى المرحلة الابتدائية.
ويزداد الأمر سوءا فى المرحلة الإعدادية، وما يليها من مرحلة الثانوية التى يصبح الفصل فيها فارغًا من الطلاب فى تلك الحصص، وطالب عدد من أولياء الأمور فى الفترات الماضية بعدة مطالب تخص مادة الدين لأبنائهم.
وأكدت وزارة التربية والتعليم، أن تطوير المناهج يشمل التربية الدينية، موضحة أن هناك اهتمام خاص بتلك المادة من حيث تطوير المنهج والكتاب والأنشطة المصاحبة، وتدريب المعلمين.
وأوضحت وزارة التعليم أن تدريس مادة التربية الدينية أساسى بحكم الدستور المصري، وبنص قانون التعليم رقم 139 لسنة 1981، حيث نص القانون على أن المادة لا تضاف درجاتها لمجموع الطالب.
وفي هذا السياق،أكد الدكتور محمد فتح الله، أستاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، أن الهدف من تطوير مناهج التربية الدينية هو ضرورة لترسيخ المفهوم الديني بالنسبة لطلاب المدارس لأنها مسألة جوهرية، فجوهر الأديان واحد، وجميعها تشجع على التسامح وترتكز حول ركائز واحدة وهي الفضيلة وقيمة الإنسان في التعامل مع نفسه وجاره ونصرة المظلوم.
وأوضح الخبير التربوي، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن مادة التربية الدينية تكتسب أهميتها من كونها تستهدف تربية النشء تربية سليمة قائمة علي التسامح والرفق والتراحم وغيرها من الأخلاق الحميدة، والتي تعمل علي تنظيم سلوكيات الفرد وتعاملاته مع المحيطين به، ما يساهم في تجنب حالات التخبط الناشئ عن غيبة القيم الموجهة للسلوك وما يؤدي اليه ذلك من عجز الفرد عن تحديد التوجه الصحيح لأفعاله وعجزه عن التمييز بين الصواب والخطأ.
وأضاف أستاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، أن مادة التربية الدينية تساهم في تكوين جيل يتسم بالاتزان النفسي بعيدا عن التشدد والتطرف وما يستتبعه من سلوكيات منحرفة، لذلك تحرص وزارة التربية والتعليم علي تطوير مادة التربية الدينية في المدارس، لأنها تحتاج إلى مراجعة من جديد في ظل الظروف التي تمر بها البلاد وانتشار سوء الأخلاق، بل وانعدامها، وذلك يتم من خلال لجنة من كبار العلماء لوضع خطة لتطوير مادة التربية الدينية في جميع المدارس.
وأشار الدكتور محمد فتح الله، إلى أن نتائج هذه الخطوة ستنعكس على المجتمع من خلال تعليم صحيح الدين الإسلامى والمفاهيم الصحيحة الوسطية التى جاء بها النبى "صلى الله عليه وسلم" والتى بعيدة كل البعد عن التشدد والتطرف.
ومن جانبه، أكد الدكتور حسن شحاتة، الخبير التربوي وأستاذ المناهج بكلية التربية بجامعة عين شمس، أن الهدف من تطوير مناهج التربية الدينية هو مواجهة الأفكار الهدامة كما أن المناهج يجب أن تحرص دائماً على اختيار الآراء الوسطية المعتدلة التي تعبر عن الإسلام الذي هو دين الاعتدال والوسطية البعيد عن التطرف والتشدد بجميع أشكاله وألوانه.
وأوضح أستاذ المناهج بكلية التربية في جامعة عين شمس، خلال تصريحات خاصة لـ “صدى البلد”، أن المجتمع المصري أصبح يعاني من خلل ملحوظ في التربية الدينية السليمة المعتدلة الي تساهم في بناء شخصية متزنة دينية ونفسيا.
وأضاف الخبير التربوي، أن تطوير المناهج يتم من خلال لجنة قومية مشكلة من 150 أستاذا جامعيا وأكاديميا فى ضوء المؤشرات الدولية للمناهج، لذلك يجب على المتخصصين في المناهج وطرق تدريس التربية الدينية الإسلامية الاهتمام بالتعلم المدمج، والاستفادة منه في مجال تدريس التربية الإسلامية بكافة فروعها في مراحل التعليم المختلفة .
وأشار الدكتور حسن شحاتة، أن عدم اضافة درجات التربية الدينية والقومية للمجموع نتج عنها إهمال الطلاب وأولياء الأمور لهاتين المادتين، وإحجام أولياء الأمور عن الاهتمام بدراستهما، وتسبب ذلك فى أن عقول الطلاب أصبحت فارغة من تعاليم الدين وكذلك التربية القومية، وبالتالى يصبح الطالب تربة خصبة لاستغلاله للأفكار المتطرفة ضد الدين والوطن.
وصرح أستاذ المناهج بكلية التربية في جامعة عين شمس، بأن عدم الاهتمام بمادة التربية الإسلامية في المناهج الدراسية، يؤدى إلى تدنى المستوى الأخلاقي للطلاب، من خلال عدم المعرفة بأصول الحياة التى تقوم بها التربية الدينة السليمة.
ولفت الدكتور حسن شحاتة، إلى أن المناهج الدينية فى المؤسسات التعليمية هى الأساس والقواعد الثابتة للمجتمع المصرى، وإلغاؤها يأخذ المجتمع إلى الهاوية الأخلاقية والدينية وسقوط الأصول الثابتة للمجتمع المصرى.
واستطلع "صدى البلد" آراء بعض الطلاب من مختلف المراحل التعليمية الأساسية، وبعض آراء أولياء الأمور حول أهمية مادة التربية الدينية فى المراحل الابتدائية والاعدادية والثانوية وفيما يلى عرض لبعضها، والتى تحدث فيها كل منهم عن اهتمامهم بالمادة على مدار سنواتهم الدراسية.
وأكد حسين طارق ولي أمر طالب بالمرحلة الابتدائية، أن يعتمد دائمًا الطلاب على أن مادة الدين فى المراحل الابتدائية والاعدادية والثانوية لا تضاف إلى المجموع الأساسى الذى يسعى الطالب للحصول على أعلى درجة به، كى يظهر تفوقه، لذلك فإن الطلاب يهملون مذاكرة مادة الدين ولا يعطوها اهتمام كغيرها من المواد الدراسية.
بينما قالت نها عبد المنعم ولي امر طالبين بالابتدائية والاعدادية، "للاسف يعتمد عدد من معلمي مادة الدين على ترديد الأطفال للآيات القرآنية خلفهم، ما جعل مادة الدين تصبح لدى الطلاب مادة حفظ فقط يرددون آياتها دون فهم معانيها"
وتابعت نها: "لو المدرس بيفهم الأطفال القرآن بدل ما يحفظهلهم كان الأطفال حبوا المادة وقدروها، انا ابنى بيعتبر حصة الدين زى حصة الألعاب للجرى فى حوش المدرسة بس".
وأوضحت فاتن محمود احدى أولياء الأمور، أن أسئلة الدين فى السنوات الماضية اعتمدت على كتابة الآيات القرآنية وبعض الأسئلة التى يعلمها من يسير فى الشارع أى أنها معلومات عامة يعرفها الجميع، ما جعل وتيرة أسئلة مادة الدين تسير بشكل مشابه كل عام، لذلك تقترح أن يتم تغيير أسئلة الدين لتصبح أسئلة معتمدة على المنهج بشكل أكبر من اعتمادها على المعلومات العامة.
وقالت ملك علاء 6 ابتدائى: " مدرس العربى بيشرح المنهج حصتين فى الأسبوع، وبيخلينا نحفظ السورة بس بصراحة مش بكون فاهماها، عشان كدة بدات اروح للجامع لحفظ القرآن وعمرى ما جبت فيها درجة وحشة أصل الامتحان بيكون سهل واللجنة بتبقى سهلة وساعات بنغش".
بينما قالت مروة سعيد 3 إعدادى: "المدرس فى الفصل مش بيهتم أساسا بحصة الدين ومش بيتكلم فى المنهج وإنما فى موضوعات عامة، ويقرأ السورة القرآنية الموجودة وإحنا بنقولها وراه، ولو متأخرين فى منهج العربى بناخدها بدلا من حصة الدين"، ورغم أن مروة من أوائل المدرسة إلا أنها لا تذاكر الدين إلا فى اليوم السابق للامتحان قائلة: "المدرسين بيركزوا على المواد الثانية وتقريبا كل صحابى، بيعملوا كدة وبنعتمد فى الإجابة على المعلومات العامة وساعات بيدخلوا يغششونا".
وفى الثانوية لم يختلف الوضع كثيرا حيث قالت اية محمد 3 ثانوى فاعتبرت لأنها لا تدخل فى المجموع تجعل مذاكرة الدين فى آخر اهتماماتنا، لازم المدرسة تشدد على الطلبة فى حصة الدين فلا تتحول إلى عربى أو ألعاب، وتناقش موضوعات من حياتنا الحالية حتى يكون التأثير أعمق".