دائمًا في كل عام نشهد معارك كبيرة بين وزارة التربية والتعليم وأولياء الأمور حيث إنه دائما ما يشتكي ولي الأمر من صعوبة المناهج وأن المدة الدراسية التي يتم تخصيصها للعام الدراسي لا تكفي لشرح المنهج وأن الطلاب في حاجة ماسة لتقليل المناهج أو إلغاء آخر الوحدات أو جعلها للاطلاع فقط وألا يأتي الامتحانات منها.
قال الدكتور تامر شوقي، الخبير التربوي، أستاذ علم النفس التربوي بجامعة عين شمس، أنه لا شك أن إنصات وزارة التربية والتعليم لكافة الأطراف المتصلة بالعملية التربوية من الأمور المرغوبة، خاصة لمطالب أولياء الأمور والطلاب باعتبارهم أكثر الفئات اتصالًا بالواقع العملي والتربوي في التعليم، ولكن يبقي أن تكون استجابة الوزارة لمطالب أولياء الأمور في سياق بعيدًا عما قد يخل بالعملية العلمية.
وأضاف “شوقي” خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد”، أن الوزارة من الممكن أن تستجيب لمطالب أولياء الأمور فيما يتعلق بالزي المدرسي مثلا أو عدد فترات اليوم الدراسي أو إدخال أنشطة معينة يحتاج إليها الطلاب في المدرسة، أو حتي الاستجابة لمطالبهم بتقديم الامتحانات ما دام ان هذا الأمر لا يخل بالعملية التعليمية ولا يؤثر بشكل سلبي علي جوانب أخري منها.
وأشار إلى أنه يجب ألا تستجيب الوزارة لبعض المطالب غير التربوية لأولياء الأمور والتي غالبا ما تكون بدافع الخوف علي أبنائهم فقط أو الميل إلي أراحت أولادهم وعدم تحميلهم مطالب إضافية ، مثل المطالب بحذف الوحدات الأخيرة من كل المقررات الدراسية لان مثل هذا المطلب يعتبر غير تربوي وسيترتب عليه تأثيرات سلبية بعيدة المدي علي الطلاب في بعض الحالات.
وألفت الخبير التربوي إلي خطورة مطالبة أولياء الأمور بحذف الوحدات الأخيرة من كل المقررات الدراسية أو حذف أي أجزاء من المنهج بدون دراسة كافية يقوم عليها رجال تربويين وأساتذة مناهج من قبل وزارة التربية والتعليم وأنه من خطورة حذف الوحدة الأخيرة أو أجزاء من المناهج تكون كالتالي:
• أن تكون المعلومات في تلك الوحدات ضرورية لتحقيق الفهم الكامل للدروس السابقة عليها والتي تمهد لها.
• او ترتبط ببعض نواتج التعلم الرئيسة وبالتالي سيؤثر حذفها سلبيا علي تلك النواتج.
• أو تكون هي الأساس لمعلومات تالية في صفوف دراسية لاحقة مما يترتب عليه عدم قدرة الطالب علي استيعاب للمعلومات الجديدة لافتقاده أصولها.
• كما قد يترتب علي حذف المعلومات الأساسية المرتبطة بمعلومات تالية في الصفوف التالية إصابة بعض الطلاب بصعوبات في تعلم تلك المواد.