تحتفل محافظة مطروح فى شهر ديسمبر من كل عام بعيدها القومى والذى يصادف ذكرى معركة وادي ماجد وانتصار بدو مطروح على الإنجليز.
وتعد معركة وادى ماجد أحد أهم المعارك التي يتذكرها ويتذكر ما دار بها أبناء مطروح بعدما استطاعوا رغم فارق الإمكانيات من صد الإنجليز ومنعهم من التقدم.
ويقص مختار منصور إدريس أحد أبناء قبائل مطروح قصة معركة وادى ماجد وكيف كانت معركة وادى ماجد معركة أصيلة في تاريخ الدولة المصرية الحديثة وذكرى نعتز بها جميعا رغم مرور 107 أعوام، وأضاف أن المعركة كانت في 15 ديسمبر 1911 وتعد أول ثورة مسلحة ضد الإنجليز مشيرا إلى أن الدولة العثمانية في الحرب العالمية الثانية كانت تريد أن تضعف الشوكة فتحالفت الحركة السنوسيه مع أحمد الشريف السنوسى ومع صالح حرب باشا.
وأشار إلى أن زعماء القبائل البدوية في محافظة مطروح جهزوا جيشا ضد الإنجليز ودارت المعركة غرب مطروح بحوالي 16 كيلو مترا واستطاعت القبائل أن تجتمع تحت راية واحدة وتحت كلمة واحدة وهي الإنجليز وهزيمتهم واستطاع المجاهد صالح الزوير قتل القائد سناو في المعركة.
رجال خلف الخطوط
وأوضح أن هناك رجالا للمعركة خلف الخطوط العمده عبد الرحمن طرام والحج حسين العاصي ومجموعة من قبائل الأفراد وكل القبائل في مطروح استطاعوا في هذه المعركة كسر شوكة الإنجليز وهزيمتهم واستمرت المعركة إلى أكثر من شهرين فى عدة مواقع في براني والسلوم وفي منطقه المثاني وتكبد فيها الإنجليز فيها خسائر.
قتل 400 من أبناء مطروح
وقال إنه للأسف قتل فى المعركة من القبائل 400 شخص، مضيفا أن المكسب اللي كسبته القبائل هو قتل الجنرال سناو وكان بفضل هذا الفعل مجد لكل القبائل العربية يتذكره في كل عام في نفس التاريخ الآباء الأجداد.
كيف سارت المعركة
ويحكى أهالي مطروح بعد مرور 107 أعوام كاملة، قصة انتصار بدو مطروح على الانجليز ودور حسين العاصي قائد المجاهدين وحميدة عطيوة ومحمد الدربالى، حيث بدأت عملية الاستعداد للمعركة بعد وصول الانجليز لمطروح وأرسل المجاهد حسين العاصي مندوبين يخبرون القبائل المجاورة لمدينة مرسى مطروح بالتجمع غربي مرسى مطروح.
خدعة الإنجليز
توهم الإنجليز أن البدو يتجهون قاصدين أماكن الماء من هذه المنطقة التى تشتهر بمياه الآبار الرومانية وبدأت القبائل تتوافد من سيدي حنيش ورأس الحكمة ومرسى مطروح في اتجاه الغرب واستقرت فى وادي ماجد المجاور لمرسى مطروح لمدة عشرين يوما وفى هذه الإثناء بدأ يشعر الانجليز بمكيدة تدبر من قبل العرب وكانوا مسيطرين على المدينة سيطرة كاملة وكان يمثلهم الجنرال إسناو قائد قوات الاحتلال البريطاني بالصحراء الغربية وروبل قائد منطقة مرسى مطروح.
روبل يلتقى بعمد مطروح
ذهب روبل إلى منزل العمدة يونس الدر بالى وطلب منه ان يقنع القبائل بعدم المقاومة والرحيل شرقي مرسى مطروح، ولكن يونس الدربالى أصدر أوامره عكس ما طلب القائد الإنجليزي وفى وادي ماجد اجتمع زعماء القبائل حسين العاصي وعبد الرحمن طرام ومحمد الدربالى وحميدة عطيوة وأصدروا تعليماتهم الى القبائل بالتحرك والتمركز في وادي ماجد.
2400 جندى إنجليزي في المعركة
تولى قيادة مجاهدي مطروح فى هذه المعركة المجاهد حسين العاصي ومعه زعماء القبائل وتم وضع الأطفال والنساء بخيامهم في مؤخرة الوادي غربا.
وكانت قوات الأعداء متمركزة فى القاعدة الرئيسية مطروح وقوامها فرسان محمولين على الخيول ومسلحين بالبنادق والسيوف وعربات مدافع تجرها البغال و4 قطع بحرية وطائرة هيلوكوبتر وقد قدر عدد هذه القوات بما يزيد على 2500 جندي وضابط.
خسائر قوات الانجليز
ومع بداية المعركة تحركت قوات الانجليز فى اتجاه الغرب واتخذت الساحل لتعقب المجاهدين وبدا اسناو بضرب طلقات نارية واشتعل الميدان بالنيران من الجانبين واستخدمت فيه البحرية والمدفعية والبنادق من قبل الأعداء وظل القتال محتدما طوال النهار وحتى مغيب الشمس تفوق فيه المجاهدون على الأعداء الذين أصيبوا بخسائر كبيرة قدرت بحوالي 40 ضابطا وأضعافهم من الجنود إلى جانب أكثر من 150 حصانا، وأصيب قائد المجاهدين حسين العاصي ولكن أولاده عبد الكريم وعلى وقفا حوله مدافعين ببسالة حتى أصيبا.
قتل اسناو
وبدأ بعد ذلك الجنرال (أسناو) محاولة الاقتراب من مخيمات النساء والأطفال إلا أن المجاهد صالح السمالوسى أطلق عليه النار فقتله وقام جنوده بتوجيه الرصاص ناحية المجاهد فاستشهد والكثير من النساء والأطفال.
انتهى اليوم الأول وفى اليوم الثانى قاموا بقصف قرية ام الرخم الحالية وهدم الكثير من المنازل وفى اليوم الثالث 13 ديسمبر عاودت القوات الإنجليزية هجومها على المجاهدين في وادي ماجد واستطاع المجاهدون صدهم بقوة إلي أن ارتدت قوات الأعداء إلى قاعدتهم.