الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أنت قدوة .. أم تحتاج

أحمد نجم
أحمد نجم

المدينة الفاضلة التي كانت حلما من أحلام الفيلسوف اليوناني أفلاطون والتي تمنى أن يحكمها ويدير شؤونها الفلاسفة ظناً منه أنها ستكون مدينة الخير والأمن و الأمان والسلم والسلام  في كل شيء خالية من الجشع و الفساد و الجرائم و الغش و الخداع طالما يحكمها الفلاسفة .

وبرغم أن الفلاسفة بشر مثلنا و لهم سقطاتهم و صراعاتهم إلا أن أفلاطون تعالي علي الكبائر وحاول أن يبشرنا بأن الفلاسفة لا يخطئون في المدينة الفاضلة. وان المدينة الفاضلة سيجد كل من يعيش وتطأ أقدامه فيها مختلف أنواع الخدمات التي تدار بإسلوب حضاري دون روتين سواء في المصالح و المؤسسات و البيع والشراء و جميع الخدمات التي يتم تقديمها للمواطن سيجد المثالية والرقي في كل ما يريده ويطلبه .

فلن يجد المدير المكشر و لا المسؤول المعقد و لا رئيس العمل المتسلط و لا البائع الغشاش .  وتغاضي افلاطون عن أن السبب الرئيسي لإنتشار الفساد و الجرائم في الأرض هو وجود الإنسان بطبيعة إستمرارية الحياة وأن الخير و الشر  في الأساس صناعة وإبتكار بشري يعيش في أرض الواقع دون الغوص في الأحلام وما الفلاسفة إلا بشر مثلنا ..

ولن تتحقق المدينة الفاضلة إلا بوجود القدوة الصالحة و التابعين الصادقين المخلصين الأنقياء في ضمائرهم .الذين يريدون الإصلاح و السعي للتطوير للأفضل و الأنقي . والقدوة بإختصار هي أن يكون الكبير سواء كان مربيا أو داعية أو قائد عمل  مثالًا يحتذى به في أخلاقه التي تنعكس علي أفعاله وتصرفاته مع الآخرين . فالمعلم المربي هو الأساس في صنع المستقبل الإنساني .

فلابد أن يرتقي بأخلاقه متنزها عن السقوط في براثن مواقف تسقطه من نظر الآخرين بإعتبار أنه المصدر الوحيد لإعلاء كلمة المعرفة و التعقل و التنوير لتكوين جيل متجدد يحكم ويدير أمور البلاد .

  لابد ان يكون قدوة في كل تعاملاته بعيدا عن المتغيرات السيكولوجية التي يمكن أن يتعرض لها ويصاب بها في ممارسة حياته العملية.

هو كما الرسل لا يجب أن يخطئ مثلما يخطئ الآخرون . لان القدوة دوما يقلدها الآخرون . فيجب أن تكون الأخلاق الحميدة والسلوك القويم  و التقاليد و الأعراف الأصيلة المقبولة مقياسا لتصرفاتك ومنبرا تعتلي مكانتك فيه للتعبير الصامت ليسير علي نهجك الأخرون . ولا تقتصر القدوة علي المربي فقط .لكنها تنسحب علي كل قائد عمل في مجاله.

كثيرا منا يحتاج لتطوير دور القائد القدوة داخله . فدور القائد لا ينصب علي أنك رقم واحد في مكانك إذ يجب عليك التحلي بالمقومات التي تجعلك قدوة للآخرين  بالعمل و القول و الابتعاد عن تعظيم ذاتك و تحقير الآخرين .فقيادتك الناجحة ستجعلك بالطبع مثالا يقلده الآخرون ويتمنون استكمال مسيرتك في حياتهم.

فاحترام الآراء و الإنصات و تقديم الدعم والمشورة الصادقة و النصائح و التعاون والعمل من خلال الجماعة وستر الأخطاء وإبراز الإيجابيات ومساندة الضعاف والمتأخرين فكريا وثقافيا بتقديم وسائل 
النمو والمساعدة وابراز دورهم من شأنه العمل علي رفعة مكانتهم وتغيير حالتهم المزاجية.

أن تكون صادقا مع من حولك ولا تميز أو تعلي من شأن أحد علي أحد . أن تساوي في المعاملة بين الجميع بالحق فأنت قدوة حسنة.

أن ترتفع عن الأخطاء والصغائر لدي البعض وتتفادي إبرازها مع علاجها وتقديم الحلول المناسبة سواء للتصرف أو للمشكلة بحيث تدار الأمور بينك وبين مرتكبيها فقط دون إشاعتها . أن تكون قدوة في كل تعاملاتك في البيئة المحيطة بك سواء في البيت أو الشارع او أماكن العمل وايضا في أماكن التنزة .. التحلي بالأخلاق و الحكمة في التصرف .
أنت قدوة لانك تريد إصلاح المجتمع .

فكثيرا من الجرائم قلدها مرتكبوها من الآخرين . سواء في حياتهم العملية او من خلال مشاهد في بعض الأعمال الفنية التي تعتبر من أخطر الوسائل التي تغير في سلوك وتصرفات البعض وخاصة جيل الشباب بعيدا عما تبثه المناهج التعليمية في المؤسسات التربوية و الدينية . فخطورة وسائل الإعلام المختلفة أنها تقدم الحل المختلف للجميع علي طبق من فضة . من خلال وجهه نظر مختلفة .

ذات يوم سألت أستاذي المرحوم الاستاذ محمود صلاح وكان رئيسا لتحرير مجلة أخبار الحوادث التي تصدر عن مؤسسة أخبار اليوم عن أن مانكتبه  لكيفية إرتكاب الجرائم قد يكون دافعأ للآخرين للتكرار .فقال لي تفصيلات إرتكاب الجريمة خطأ لذلك نشير للواقعة دون تفصيل وإبراز وسيلة العقاب ومصير مرتكب الجريمة . و نختتم الموضوع بجملة  أن الجريمة لاتفيد ..

الآن اختفت مقومات الطرح الصحيح لدي بعض العاملين في بعض وسائل الإعلام .فالهدف هو جمع أكبر عدد من المشاهدين و القراء حول ما يقدمونه ويتباري البعض في تقديم نماذج للبلطجة لجذب نسبة اكبر من المشاهدين  والتي يقدها البعض أحيانا . الأن نحتاج إلي وقفة .. نحتاج داخل كل منا تطوير دور القدوة وإعلاء الأخلاق و الصدق و الضمير و البعد عن الإستغلال و الغش .. 
الآن انتبه وفكر :  هل أنت قدوة لمن حولك  . أم تحتاج إلي قدوة ؟