بذلت الدولة المصرية جهودا كبيرة خلال الفترة الماضية لاكتشاف حقول غاز جديدة، وتطوير الحقول القديمة، حيث شهدت الدولة المصرية في الأعوام الماضية طفرة حقيقية في مجال الطاقة، وأصبح الحديث عن مصر كونها مركزا إقليميا للطاقة، فمنذ اكتشاف حقل ظهر عام 2015 باحتياطياته الضخمة، سعت الإدارة المصرية إلى التوسع في التنقيب عن الغاز في البحر المتوسط، وسرعان ما توالت الاكتشافات في المنطقة.
حقل غاز جديد في البحر المتوسط
أعلن وزير البترول والثروة المعدنية المهندس طارق الملا، اليوم أن خطة الوزارة للعام المالي 2022/20230 تتضمن 118 بئرا استكشافياً، جزء منها لإنتاج سريع ومنها الكشف الخاص ببئر نرجس وبالفعل ثبت نجاحه ووجود كميات كبيرة من الغاز وسيتم تحديد حجم الاحتياطي وحجم الكشف.
كانت شركة شيفرون أعلنت عن اكتشاف حقل غاز جديد في البحر المتوسط أمام العريش، وقالت الشركة العملاقة إنها اكتشفت البئر البحري "نرجس 1X "، الواقع في منطقة النرجس البحرية، حيث تبلغ احتياطاته 3.5 تريليون قدم مكعب من الغاز.
وتمت عمليات حفر البئر بواسطة سفينة ستينا فورث، وأشارت الشركة إلى أن هذا الاكتشاف سيكون بمثابة دفعة كبيرة لإنتاج الغاز الطبيعي بمصر، إلى جانب الاكتشافات الأخرى في مجال النفط والغاز.
اكتفاء الدولة المصرية من الغاز الطبيعي
في ذلك الصدد، قال المهندس مدحت يوسف، خبير الطاقة، ونائب رئيس هيئة البترول السابق، إن مصر تنتج 6.8 مليار قدم مكعب غاز في اليوم الواحد، وهذه حصيلة الاكتشافات الأخيرة التي قامت بها الدولة المصرية وكان آخرها توسعات حقل "نورس"، وكانت بدايتها من حقل "ظهر"، وبعدها شهدت الحقول البحرية الأخرى حالة من التوسعات لم تشهدها من قبل، فهذا المعدل نتيجة للتوسعات وخطة الدولة في البحث عن اكتشافات أكثر من الحقول، وهذا المعدل كبير جدًا، واستطاع أن يجعل الدولة المصرية تكتفي من الغاز الطبيعي ويفيض منه أيضًا لغرض التصدير إلى الخارج في أوروبا.
وأكد يوسف – في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد"، أن حقل نرجس الجديد الذي تم اكتشافه مازال تحت التقييم حتى هذه اللحظة، وشركة شيفرون هي الجهة التي تمتلك الإعلان عن حجم احتياطي هذا الحقل، وأشارت إلى أن احتياطي هذا الحقل يبلغ 3.5 تريليون قدم مكعب من الغاز، وهذا رقم ضخم جدًا، وننقل حجم احتياطي حقل الغاز على أبعاد التقديرات التي تقدمها شركة شيفرون لأنها هي المسئولة عن تنمية الحقل، وهذا يعني حفر كمية الآبار المرتبطة بالخزان لكي تتم الاستفادة بأكبر كمية ممكنة من هذا الحقل.
كيف يمكن الاستفادة من الحقل؟
وأضاف يوسف، أن الاكتشافات الأخيرة من الآبار قادرة على أن ترفع أسهم مصر في تصدير الغاز إلى القارات المجاورة، والحقول المكتشفة تستغرق فترة زمنية محددة لكي تدخل على الشبكة، فحقل نرجس ليس قريبا ويحتاج إلى تسهيلات بحرية، فمصر من الممكن أن تقوم بإدخال هذا الحقل على الشبكة في 28 شهرا تقريبًا، فبعد هذه الفترة من الممكن أن نستغل هذا الحقل في تصدير الغاز، والمساهمة في رفع معدل النمو الاقتصادي وجذب عملة صعبة.
واختتم يوسف، أنه في السنوات الماضية كان دخول حقل جديد تم اكتشافه إلى الشبكة يستغرق ثلاث أو أربع سنوات تقريبًا، ولكن بعد حقل "ظهر" الذي دخل في عامين فقط، من السهل أن نستغرق هذه الفترة في أي حقل جديد أيضًا، فالعائد التي تحصل عليه الدولة من الحقول التي تم اكتشافها 60% لأن 40% يحصل عليه الشريك الأجنبي بغرض استرداد النفقات التي تم صرفها.