أكد الدكتور رضا مسعد رئيس قطاع التعليم الأسبق بوزارة التربية والتعليم والخبير التعليمي، أن استخدام العقاب البدني كوسيلة لزيادة التحصيل الدراسي يعد من الأخطاء الشائعة التي يستخدمها أولياء الأمور والمدرسون في المدارس، لأنه يؤدي إلى اضطرابات شخصية وجسمانية منها الإصابة بالاكتئاب، مشدداً على ألا يكون العقاب فيه إهانة أو عقاب بدني أو نفسي.
وأوضح الخبير التربوي، أن العقاب يجب أن يكون بسيطاً، فالعقاب مجرد تنبيه فقط للطالب بأن هناك قصوراً ما، أو أن هناك قلة في التحصيل الدراسي أو إهمالاً في الواجبات، لكن إذا وصل إلى درجة الإهانة يؤدي بالضرورة إلى تدني مستوى تحصيل الطالب ويكون له أثر سلبي فيه، وقد يسبب العقاب البدني عدم ثقة الطالب في نفسه ويؤدي إلى ضعف شخصيته، وكرهه للدراسة بشكل عام أو المدرسة، أو كرهه لهذه المادة.
وقال رئيس قطاع التعليم الأسبق بوزارة التربية والتعليم، إن الضرب سواء كان في الأسرة أو المدرسة أسلوب فاشل يمارسه الآباء أو المعلمون، لعدم قدرتهم على فهم نفسية الطفل، وكيفية التعامل معه وتلبية حاجاته، ويلجأ إليه البعض بسبب عدم فهمهم لخصائص نفسية الطفل واحتياجاته، أو بسبب الوضع الشخصي للمعلم نفسه، كعدم قدرته على تحمل حركة الطفل وقد يعكس بعض المعلمين مشكلاتهم الأسرية على طلابهم، ويؤدي في النهاية إلى خلق جيل "جبان" يخاف من السلطة الأعلى طالما استطاعت معاقبته ويخالف القوانين إذا ما تأكد أنه لم يعاقب.
وأضاف الخبير التربوي، أن استخدام أسلوب الضرب كأداة تربوية أمر يجلب سلبيات تؤثر في الطالب، وتبقى لحظات الضرب التي يتعرض لها أثناء فترة الدراسة عالقة دائماً بذهنه على مر الأيام والسنين، فهناك أساليب أخرى يستطيع أن يلجأ إليها المعلم الناجح من خلال كسب التلميذ وتشجيعه وتسهيل عليه فهم المادة، موضحة ان اتباع الطرق الناجحة للاستيعاب والفهم يؤدي إلى نتائج جيده في العلاقة بين المعلم والطالب.
وأشار الدكتور رضا مسعد، إلى أن المعلم الذي يستخدم العنف كوسيلة تربوية، غير قادر على استخدام الأساليب التربوية، وهنا تظهر أهمية التأهيل التربوي والأكاديمي للمعلم، وشددت على أهمية الترغيب في التعليم، فكلما كانت البيئة المدرسية مهيأة للطالب، كلما زاد ارتباط الطالب بها.