رأت صحيفة (الخليج) الإماراتية، أن القمة الأمريكية الإفريقية -التي تعقد في (واشنطن) حاليا بمشاركة حوالي 50 زعيماً ومسؤولاً إفريقياً، وهي القمة الثانية التي تعقد منذ عام 2014- محاولة متجددة لاستعادة مكانة الولايات المتحدة بالقارة في مواجهة الصعود الصيني الذي يعتمد على مفهومي القوة الناعمة وبناء شراكات اقتصادية استراتيجية متنوعة، على عكس النهج الأمريكي الذي يعتمد على شروط سياسية وأمنية.
وكتبت الصحيفة - في افتتاحيتها اليوم /الخميس/ تحت عنوان "الصراع على إفريقيا"- إن القادة الأفارقة مطالبون بألا تقتصر مشاركتهم على الحضور، بل عليهم تحديد احتياجاتهم الاقتصادية والتنموية وطرحها بشفافية والاستفادة من الدعم الأمريكي، وفق شروط اقتصادية وتجارية عادلة، ومن دون تدخل في الشؤون الداخلية للقارة.
وأشارت إلى أن الصين تتربع على عرش التجارة مع إفريقيا، إذ بلغ حجم الاستثمار الصيني المباشر في القارة ضعف المعدل الأمريكي، كما أن الصين باتت أكبر مقرض للدول الإفريقية، كما أقدمت (بكين) خلال السنوات القليلة الماضية على تخفيض ديونها أو إلغائها للتخفيف من أزماتها الاقتصادية.
وأوضحت (الخليج) أن بيانات خدمة أبحاث الكونجرس كشفت عن أن الصين أبرمت في عام 2020 وحده اتفاقيات بقيمة 745 مليار دولار مع 623 شركة، فيما بلغت قيمة 800 صفقة تجارية واستثمارية مع 45 دولة إفريقية أكثر من 50 مليار دولار العام الماضي، في حين أن الولايات المتحدة استثمرت 22 مليار دولار في 80 شركة إفريقية فقط خلال الفترة نفسها، وهذا يظهر الفرق الشاسع بين حجم الإستثمارات الصينية والأمريكية.
واختتمت بالقول"إن إفريقيا تحتاج للكثير من الاهتمام والدعم الدوليين، لكن من دون محاولات للاستقطاب السياسي، أو فرض شروط عليها، فهي في مواجهة تحديات كثيرة وصعبة لمواجهة الإرهاب والتطرف، والفقر والجوع والتغير المناخي، وتعزيز التعافي من وباء كورونا وتعزيز الأمن الغذائي وتشجيع الاستثمار في مشاريع البنية التحتية والصحة والطاقة المتجددة".