خبراء تعليم عن الأنشطة المدرسية:
دورها مهم في اكتشاف مواهب الطلاب
الوزارة تسعى لتطوير المسابقات المدرسية للتعرف على الطاقات الطلابية
المسابقات المدرسية تشعل المنافسة والإبداع والابتكار لدى الطلاب
أكدت الدكتورة سامية خضر، الخبير التربوي أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس، أن المسابقات المدرسية سواء العلمية أو الثقافية أو الدينية أو الفنية تسهم في إبراز مواهب الطلاب والطالبات في مجالات الإبداع العلمي والثقافي والديني، كما أنها تتيح الفرصة للطلاب والطالبات على التفوق وإثبات الذات وتنمية روح المنافسة، لأنها تعمل على تنمية الأخلاق والقيم التربوية وتعزز الانتماء الوطني والصداقة كما تساعد الطلاب على التخلص من بعض المشكلات «القلق والاضطراب والخجل» .
وأوضحت أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس، خلال تصريحات خاصة لـ “صدى البلد”، أن المشكلة التي يجب على المسؤولين النظر بجدية لها؛ هي رعاية الطلبة ما بعد الفوز في المسابقات المختلفة، فالطالب لا يجد أي جهة ترعى موهبته وتوجهه نحو التطوير بعد المسابقات أو حتى بعد انتهاء حياته المدرسية، ما يبقي هذه الموهبة هواية أو تنسى مع الأيام، مؤكدة أهمية أن نبني عقولا مبتكرة ومبدعة، وأنه لا يمكن ذلك؛ إلا من خلال صقل خبرات ومهارات الطلبة بالأنشطة.
وأشارت الخبيرة التربوية، إلى أن المسابقات العلمية تشعل فتيل المنافسة، ليس بين صفوف الطلبة أو بين المعلمين، بل وبين المجتمعات المدرسية ككل، فالإدارات المدرسية وأولياء الأمور والمعلمون يتكاتفون لتحفيز الطلبة وتقديم العون لهم لخوض المسابقة.
واختتمت أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس، حديثها قائلة: أهمية الانشطة المدرسية تكمن في تحصيل التلميذ وتطوير مهاراته ولا يخفى تأثيرها العميق على حياته مستقبلا فهي تساعده على المستوى الاجتماعي و الشخصي و الدراسي على حد سواء و تنصح الآباء بشدة بتشجيع أبنائهم على المشاركة الفعالة في هذه الانشطة كما تتمنى تعزيز هذه الانشطة من الجهات المعنية بالامر و الإشراف الفعال عليها وتنظيم ميزانية خاصة لها لما لها من الأثر الكبير والإيجابي في حياة الطالب.
وشددت أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس، على ضرورة الاستعانة بأولياء الأمور في تحديد النشاط التي يرغب ابنهم في ممارسته بالمدرسة، والتي يرى الوالدان أن ابنهما يبدع فيها، وذلك بناءً على معرفتهما بابنهما وبما يتميز به من قدرات واستعدادات في أي مجال .
وأشارت الخبيرة التربوية، إلى أن يجب التنسيق مع المدرسين لتوجيه رعاية خاصة للطلاب الموهوبين داخل الفصل كل في مادته ، وترشيح الطلاب المتميزين في كل مادة دراسية بناءً على الرغبة والقدرة .
وفي ذات السياق؛ أكد الدكتور ماجد أبو العينين، عميد كلية التربية جامعة عين شمس السابق، الخبير التربوي، أهمية المسابقات المدرسية التي تنظمها وزارة التربية والتعليم لأنها تساهم في كشف قدرات الطلاب ومواهبهم، موضحًا أن الوزارة تبذل جهوداً كبيراً في البحث عن هذه المواهب الطلابية وتنميتها، من خلال المسابقات التي تطلق بداية كل موسم دراسي.
وأضاف الخبير التربوي، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد" أن للمسابقات العلمية والفنية أثراً إيجابياً في المنظومة التعليمية، فهي تؤدي إلى تحفيز الطلبة على التعلم والإبداع والابتكار، فبمجرد إطلاق أو إعلان مسابقة ما فإن المجتمعات المدرسية تقيم مسابقات محلية في مجال المسابقة نفسه لاختيار مرشحيها.
وتابع "ومثال على ذلك مسابقة الرسم "لمحات من الهند" التي تقام بصورة سنوية في مصر للاحتفاء بالعلاقات الوثيقة والمتجذرة بين الهند ومصر، ولدعم التواصل مع الشباب في مصر".
ويشارك في المسابقة هذا العام كما هو الحال في الأعوام السابقة الطلاب من ثلاث فئات عمرية هي: 6-12 سنة (المرحلة الابتدائية) و13-15 سنة (المرحلة الإعدادية) و16-18 سنة (المرحلة الثانوية) من مختلف المدارس الحكومية والخاصة والمعاهد القومية.
وأوضح عميد كلية التربية جامعة عين شمس السابق، أن المسابقات الطلابية التي تقيمها وزارة التربية والتعليم تسعى إلى تغطية جميع الأنشطة وتوجيه الميول لدى الطلبة، في جو من المنافسة والتحفيز، ويتم وضع خطة سنوية للمسابقات الطلابية من قبل وزارة التربية والتعليم، توزع على شكل كتيبات على جميع المدارس، تتضمن موضوعات المسابقات ومواعيدها.
وأشار الخبير التربوي، المسابقات تطرح لجميع الطلاب، والأمر يكون متروكاً لهم إما أن يرغب في المشاركة أو يمتنع عنها، ولا يمكننا التخلي عن دور المعلم في ترشيح الطلاب للمشاركة في المسابقات فهو الأقدر على تمييز الطالب الأكثر تميزاً والأقدر على المشاركة.
ولفت عميد كلية التربية جامعة عين شمس السابق، إلي إن عملية الكشف عن الطلبة الموهوبين وأصحاب العقول المميزة والتعرف عليهم تمثل المدخل الطبيعي لأي مشروع أو برنامج يهدف إلى رعايتهم وإطلاق طاقاتهم.
ويشار إلى أن مركز مولانا آزاد الثقافي الهندي، التابع لسفارة الهند بالقاهرة، نظم الدورة السادسة والعشرين من مسابقة الرسم السنوية “لمحات من الهند”؛ وذلك بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم.
المسابقة تقام في الفترة من 12 إلى 14 ديسمبر 2022 من الساعة 10:30 صباحا إلى 1:00 ظهرا، فى عدة أماكن مختلفة وهي: حديقة الحرية- الزمالك - القاهرة ، نادي المعلمين بمدينة طنطا- محافظة الغربية، مدرسة ليسيه الحرية- الإسكندرية، مركز الطفل للحضارة والإبداع -هليوبوليس- القاهرة، مدرسة الزقازيق الثانوية العسكرية- محافظة الشرقية، مدرسة حامد جوهر الرسمية للغات- الغردقة- محافظة البحر الأحمر، وحديقة الأورمان- الجيزة .
وفي هذا السياق أكد الدكتور محمد فتح الله، أستاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، أن مثل هذه الأنشطة تساعد على اكتشاف المواهب المختلفة للطلبة، وذلك بهدف رعايتها وتشجيعها، خصوصا وأن المدرسة تعد الحاضن الرئيسي لتلك المواهب بهدف تبادل الثقافات، مشددا علي أهمية الأنشطة التي تنظمها الإدارة أو المدارس المتعاونة ومنها المسابقة السنوية التي تنظمها وزارة التربية والتعليم لطلبة وطالبات المدارس.
وأشار أستاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، خلال تصريحات خاصة لـ “صدى البلد”، إلى تركيز وزارة التربية والتعليم، على وضع رؤية جديدة لأنشطتها لتفعيل هذه المسابقات، واستحداث برامج ثقافية تستهدف تعويد الطلبة على البحث والنقد البناء، إضافة إلى تعويدهم على التباين في الأفكار وتقبل الرأي الآخر.
وأوضح الخبير التربوي، أن الأنشطة المدرسية تساعدالتلاميذ على التخلص من بعض المشاكل النفسية والاجتماعية كالقلق والتوتر والانطواء والضغوط النفسية والخجل والاكتئاب ، وتساهم في تنمية العديد من الصفات الشخصية والعادات السلوكية الحميدة كالثقة بالنفس، والإتزان الإنفعالي، والتعاون، والتحدي، والمثابرة، والمنافسة الشريفة، وتحمل المسئولية، وإنكار الذات، كما تنمي قدرة الطلاب على التفاعل مع المجتمع وتحقيق التكيف الاجتماعي، وتنمي سمات القيادة والتبعية لدى الطلاب.
وأعلن أستاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، أن أهمية الانشطة المدرسية تكمن في النقاط التالية:
- تساعد الطلاب على إكتشاف قدراتهم ومواهبهم وميولهم والعمل على تنميتها وصقلها
- تعميق القيم الدينية وترجمتها سلوكيًا
- تنمية وتعزيز القيم الاجتماعية الهادفة كالتعاون والتسامح وخدمة الآخرين والمنافسة الشريفة.
- بناء الشخصية المتكاملة مع تعزيز القيم الثقافية وتطبيقها والتحلي بآدابها
- حسن استخدام أوقات الفراغ بما يعود على الطلاب بالفائدة،
- القدرة على التفريق بين أنواع النشاطات واختيار ما يعزز ويخصب حياتهم
- تحقيق النمو البدني والعقلي من خلال توسيع الخبرات في مجالات متعددة
- إتاحة الفرص للموهوبين وتشجيعهم على التفوق والابتكار
- إشباع حاجات التلاميذ النفسية والاجتماعية.