ذكر مقال في صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن روسيا تتوعد أوكرانيا أنها لن تنعم بالسلام خلال أعياد الميلاد التي على الأبواب ولن تقيم احتفالات السنة الجديدة في ظل تواجد القوات الروسية على الأراضي الأوكرانية.
وسلط المقال، الذي شارك في كتابته كل من فرانسيسكا إبيل وريك نوك، الضوء على تصريحات المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف التي أكد فيها أن انسحاب القوات الروسية من أوكرانيا قبل نهاية العام أمر غير وارد على الإطلاق وأنه بات من المستحيل توقيع أي اتفاق سلام مع الجانب الأوكراني.
وأضاف المتحدث الرسمي للكرملين في مؤتمر صحفي أمس الثلاثاء أنه يجب على كييف إدراك حقائق جديدة على أرض الواقع والتي تشكلت مع بداية العملية العسكرية الروسية هناك في أواخر فبراير الماضي بما في ذلك انضمام أربعة مناطق في شرق أوكرانيا للأراضي الروسية وهي لوجانسك ودونتيسك وخيرسون وزابوريجيا، معرباً عن اعتقاده أنه بدون أخذ تلك الحقائق في الاعتبار فإنه من المستحيل تحقيق أي تقدم ملموس في الصراع الدائر حالياً.
وفي رده على سؤال حول اقتراح الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي باتخاذ ثلاث خطوات لتحقيق السلام منها تقديم الدول الغربية للمزيد من الأسلحة لأوكرانيا وعقد قمة دولية للسلام، وصف المتحدث الرسمي للكرملين تلك الخطوات بأنها خطوات لاستمرار الحرب والأعمال القتالية وليست لتحقيق السلام.
ويتناول المقال تطورات الحرب في أوكرانيا على صعيد آخر حيث قررت الدول المشاركة في مؤتمر للمانحين عقد في باريس أمس الثلاثاء تقديم مساعدات إضافية لأوكرانيا تصل قيمتها إلى ما يربو على مليار دولار لتعزيز شبكة الطاقة التي دمرتها الهجمات الصاروخية الروسية المكثفة على مدار الأسابيع الماضية خاصة مع حلول فصل الشتاء قارس البرودة.
وأوضح المقال أن ممثلي 24 منظمة دولية و46 دولة شاركوا في مؤتمر باريس والذي يعقد بعد مرور شهرين من الضربات الروسية الصاروخية المكثفة في جميع أرجاء أوكرانيا ما أدى إلى إلحاق خسائر فادحة للبنية التحتية هناك وانقطاع التيار الكهربي لعدة ساعات في مناطق عديدة إلى جانب تعطيل وسائل التدفئة وإمدادات المياه.
وأوضح المقال أن ما يقرب من 440 مليون دولار من تعهدات الدول المانحة في مؤتمر باريس سوف توجه لإصلاح البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا، مسلطاً الضوء على تصريحات الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي التي ناشد فيها الدول الغربية والمجتمع الدولي تقديم المساعدات اللازمة لبلاده لإصلاح منظومة الطاقة الأوكرانية والتي تصل قيمتها إلى 850 مليون دولار.
وفي الوقت نفسه تعهدت الدول المانحة بتقديم مساعدات إضافية بقيمة 67 مليون دولار لتعزيز قطاع المياه والأغذية بينما خصصت 18 مليون دولار لقطاع الصحة فضلاً عن 23 مليون دولار لقطاع المواصلات.
وتناول المقال في الختام الموقف الأوروبي خاصة في هذا الصدد حيث سلط الضوء على تصريحات رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، أثناء مشاركتها في مؤتمر باريس للمانحين، والتي تعهدت خلالها بتقديم "دعم عملي" للجانب الأوكراني، مؤكدة أن دول الاتحاد الأوروبي جميعاً تسعى لزيادة الدعم المقدم لقطاع الكهرباء في أوكرانيا.