تحدثت الدكتورة سعاد صالح ، أستاذ الفقه المقارن، عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية بالأزهر، عن واقعة شهادة إحدى الأمهات على عقد زواج ابنتها بدولة تونس، وهو الأمر الذي أثار جدلا واسعا.
وأضافت سعاد صالح، خلال حوارها مع الإعلامية إنجي أنور، ببرنامج "مصر جديدة " المذاع على قناة etc اليوم الثلاثاء، أن القرآن بين شهادة المرأة في البيوع، قال تعالى: وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِن رِّجَالِكُمْ ۖ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَن تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَىٰ، وبينت الآية الكريمة الحكمة من وجود امرأتين، وهي الخوف من أن تنسى إحداهما جزءا من الشهادة فتأتي أختها فتذكرها بما نسيت؛ نظرًا لأن هذا المجال يقوم على الحسابات والموازين والمقاييس.
وتابعت سعاد صالح: "المرأة نتيجة انشغالها ببيتها وأبنائها قد تنسى، ولكن بالنسبة للرجل إذا نسي جزءا من الشهادة في هذه المجالات فإن شهادته تسقط وتبطل، ولا يأتي رجل آخر يكمل له ما نقص منها، وهذا يبين تكريم الإسلام للمرأة في هذا المجال".
وأكملت: "لم يأتي دليل على قطعي الثبوت أو الدلالة سواء في القرآن أو السنة يمنع شهادة النساء في عقد الزواج أو الطلاق؛ لأن المرأة كاملة الأهلية، طيب لو بعض المجتمعات معندهاش رجالة تشهد في هذا الوقت، فهل يقف العقد، لا، نستعين بالمرأة".
مجال الجنايات
وأكدت صالح، أنه إذا كانت الشهادة في مجال الجنايات والحدود كالقتل والزنا فإن الإسلام قد أبعد المرأة عن هذه المجالات التي تقوم على الهتك وسفك الدماء؛ وذلك صيانة لها، أما في المجالات التي تكون الشهادة فيها خاصة بالمرأة فإنه لا يقبل فيها إلا شهادة المرأة حتى وإن كانت واحدة.