الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أيام صعبة.. هذا ماذا يحدث في بريطانيا.. إضرابات عمالية ضخمة تجبر الجيش على نزول الشوارع.. والحكومة تواصل عقد لجنة “كوبرا” للطوارئ

أفراد من الجيش البريطاني
أفراد من الجيش البريطاني

 

- أفراد القوات المسلحة سيقودون عربات الإسعاف
-فئات غير متوقعة تدخل على خط الإضرابات

- الحكومة البريطانية تناشد المضربين بوقف إضراباتهم .. ندرس كل مطالبكم

 

تناقش الحكومة البريطانية خطط الطوارئ لمواجهة  الإضرابات العمالية المقبلة، بما في ذلك استخدام الجيش، والعسكريين والموظفين المدنيين لتغطية نقص الموظفين الذي سينجم عن الإضرابات، وفق ما ذكرت صحف بريطانية.

لكن الغريب في الأمر، إنه سينضم لقائمة المضربين الكثيرة،  قوة دفاع الحدود، وهو ما يكثر موضوعات الحكومة البريطانية فيما يسمى باجتماع كوبرا الطارئ.

وتقول الحكومة إن القوات المسلحة تنتشر أيضا في المستشفيات قبل أن يحدث إضراب قائدي سيارات الإسعاف.

لكن الحكومة البريطانية التي يوجد مقرها في داونينج ستريت حذرت من استمرار "الاضطرابات أمر خطير".

لجنة كوبرا

وتعد كوبرا هي لجنة استجابة للطوارئ الحكومية مكونة من وزراء وموظفين مدنيين وآخرين.

يأتي ذلك وسط موجة من الإضرابات حول الأجور هذا الشهر من الممرضات والمسعفين وعمال السكك الحديدية وموظفي قوة الحدود، وسائقي الباصات، وغيرهم.

وحث أوليفر دودن، وزير مكتب مجلس الوزرا ، النقابات على إلغاء الإضرابات.

وقال إن الحكومة كانت "عادلة ومعقولة" من خلال احترام توصيات هيئات مراجعة الأجور المستقلة.

وذكر  دودن إن الوزراء "يجهدون كل أوتار تفكيرهم" لتقليل مخاطر الإضرابات والخروج بحلول، لكن الحكومة لن تكون قادرة على القضاء على الإضرابات.

أيام صعبة

وأكد المتحدث الرسمي باسم رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، أنه حتى مع قيادة أفراد القوات المسلحة لعربات الإسعاف، فإن العدد المتاح للإستجابة لمكالمات الطوارئ سينخفض​"بشكل كبير".

وقال إن البلاد تواجه "عددًا من الأيام الصعبة".

من المقرر أن يغادر ضباط قوة الحدود المعينون من قبل وزارة الداخلية في مطارات جاتويك وهيثرو ومانشستر وبرمنجهام وكارديف لمدة ثمانية أيام من 23 ديسمبر إلى ليلة رأس السنة الجديدة.

صوّت أعضاء نقابة الخدمات العامة والتجارية (PCS) - الذين يمثلون 75٪ من جميع موظفي مراقبة الجوازات - باتخاذ إجراءات لدعم زيادة الأجور بنسبة 10٪ والتي يقولون إنها ستساعد قوات الحدود الذين "يكافحون من أجل تحمل تكلفة الأزمة المعيشية .

قوة الحدود

ولمواجهة اضراب قوة الحدود (غير قوات الحدود العسكرية) يتم بالفعل تدريب بعض الأفراد العسكريين كجزء من التخطيط  لواجهة الطوارئ، وفي محاولة لتجنب الاضطراب على نطاق واسع في عيد الميلاد.

سيتم إرسال القوات المسلحة إلى المستشفيات لقيادة سيارات الإسعاف  قبل إضراب عمال الإسعاف في إنجلترا وويلز يومي 21 و 28 ديسمبر.

سيخرج المسعفون وموظفو غرف التحكم في إضراب منسق من قبل نقابات الإسعاف الرئيسية الثلاثة: يونيسون ، جي إم بي،  ويونيتي، بسبب مطالبهم بزيادة الأجور.

ومن المقرر أيضًا أن تقوم الممرضات في إنجلترا وويلز وأيرلندا الشمالية بالإضراب في 15 و 20 ديسمبر.

زيادة الأجور

تطالب النقابات بزيادات أكبر في الأجور لمساعدة أعضائها على مواجهة ارتفاع الأسعار ، لكن داونينج ستريت تجادل بأن "التضخم هو عدو الجميع" وأن تلبية مطالب النقابات من شأنه أن يؤدي إلى ارتفاع الأسعار.

كما قالت الحكومة إن الحديث عن إضرابات منسقة أمر "مقلق" لأن ذلك من شأنه أن "يؤدي إلى تفاقم البؤس" الذي يواجهه الناس.

وكان رئيس الوزراء ريشي سوناك قد تعهد في السابق بسن قوانين "صارمة جديدة" لمكافحة الإضراب، والحد منها حتى لا تخرج بشكل يهدد سير العمل في الدولة،بأكملها ويكلفها خسائر بالمليارات في وقت يمر في الاقتصاد البريطاني بأزمة كبيرة، أبرزها التضخم الذي يعد الأكبر منذ نحو 40 عامًا.

 

مقابلة الوزراء

وقالت بعض النقابات إنه بدلا من لقاء بعضهم البعض، ينبغي على الوزراء مقابلتهم والتفاوض معهم بشأن الأجور.

تجتمع الكلية الملكية للتمريض حاليًا مع وزير الصحة ستيف باركلي، لكن الوزراء قالوا سابقًا إن الحكومة لن تتفاوض مع النقابات بشأن الأجور.

وقال باركلي لبي بي سي، إنه مستعد لمواصلة التواصل مع نقابات الممرضات لكن الحكومة لاتريد مراجعة الأجور مع النقابات.

وأضاف أن الحكومة لا تريد إضاعة الأموال المتراكمة بعد كوفيد لتمويل رواتب إضافية.

من جانبه، قال بات كولين، رئيس نقابة آر سي إن، إن الإضرابات المقرر إجراؤها هذا الأسبوع يمكن أن تتوقف مؤقتًا إذا تفاوض وزير الصحة "بجدية" بشأن الأجور.

وقال متحدث باسم  النقابة ، إن النقابة ستحضر الاجتماع مع وزير الصحة "على أمل أن تكون الحكومة جادة الآن بشأن التفاوض".

دعت نقابة الممرضات إلى منح أعضائها زيادة في الأجور بنسبة 5٪ فوق معدل تضخم ، والذي كان 14.2٪ في أكتوبر.

وفي الوقت نفسه ، صوت أعضاء النقابات الصحية يونيسون آند أونيت لقبول عرض الحكومة الاسكتلندية لرفع الأجور بحوالي 7.5٪.

أزمة في قطاع الصحة

وقال وزير الصحة في حكومة الظل (الحكومة المعارضة البديلة التي تراقب الحكومة التي تتولى السلطة) ويس ستريتينج إن حكومة حزب العمال لن تكون قادرة على تحمل مثل هذا الارتفاع في الأجور، لكنه أضاف أنها "ستكون مستعدة للاجتماع والتفاوض" لتجنب الإضراب.

وتابع "أعتقد أن رفض الحكومة العنيد للانخراط في مفاوضات جادة يظهر أنهم يريديون تفريغ الإضراب من مضمونه ويريدون إلقاء اللوم على الممرضات، وإلقاء اللوم عل المضربين.. بصراحة أعتقد أن هذا أمر سيئ".

قالت رئيسة قسم الصحة في نقابة يونيسون، سارة جورتون: "إن زيادة الأجور الممنوحة للعاملين الصحيين هذا العام لم تكن كافية ببساطة لمنع الموظفين من المغادرة والإضراب بأعداد كبيرة.

وبدون عدد كافٍ من الموظفين في هيئة الصحة البريطانية، سيستمر المرضى في انتظار سيارات الإسعاف.. أعتقد إنه على الوزراء أن يركزوا كل جهودهم على إنهاء الخلافات".