الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

القاهرة لاعب رئيسي.. سبب أهمية القمة الأمريكية الإفريقية.. تعرف على دور مصر؟

أرشيفية
أرشيفية

تنطلق القمة الأمريكية الإفريقية، غدا الثلاثاء في واشنطن، ومن المقرر أن تستمر لمدة 3 أيام، في إطار استراتيجية إفريقيا الجديدة التي كشف عنها الرئيس الأمريكي، جو بايدن أغسطس الماضي، والتي تشمل إصلاحات للتحركات الأمريكية في البلدان الإفريقية خاصة جنوب الصحراء.

القمة الأمريكي الإفريقية ، هي الثانية من نوعها؛ إذ تأتي بعد 8 سنوات من قمة عقدها الرئيس باراك أوباما عام 2014، فيما تناقش الحالية ما يلي:

  • ضخ استثمارات أمريكية جديدة في القارة السمراء.
  • بحث الأمن الغذائي الذي تراجع جراء الحرب في أوكرانيا.
  • أزمة المناخ وقضايا الديمقراطية والحوكمة.

ووفقًا لما صرح به كبير مستشاري مجلس الأمن القومي الأمريكي للقمة، دانا بانكس ونائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الإفريقية روبرت سكوت.

أهداف القمة الأمريكية الإفريقية

وتهدف القمة في العاصمة الأمريكية إلى دفع الأولويات المشتركة وتعزيز العلاقات بين الولايات المتحدة وإفريقيا، وتوفير فرصة لتعزيز تركيز إدارة بايدن على التجارة والاستثمار في إفريقيا، وتسليط الضوء على التزام أمريكا بأمن إفريقيا، وتطورها الديمقراطي، وشعبها، وكذلك التأكيد على عمق واتساع التزام الولايات المتحدة تجاه القارة الإفريقية.

حضور كبير لقادة القارة

ومن المقرر أن تشهد القمة الأمريكية الإفريقية، حضورًا كبيرًا من القادة الأفارقة؛ إذ دعا الرئيس الأمريكي بايدن 49 رئيس دولة أفريقية بينها مصر وتونس وإثيوبيا، مستثنيًا أربع بلدان علق الاتحاد الأفريقي عضويتها، كما دعا رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فقي محمد، وأكد 45 رئيس دولة وحكومة أفريقية حضور القمة، وذلك وفق مرسوم رسمي للبيت الأبيض.

دلالات القمة الأمريكية الإفريقية

في هذا الصدد، قال الدكتور أحمد سيد أحمد، خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات، إن القمة الأمريكية الإفريقية التي تنعقد من 13 إلى 15 ديسمبر الجاري في واشنطن، تعكس العديد من الدلالات والتداعيات المهمة، سواء على صعيد العلاقات بين الجانبين أو على صعيد التسابق الدولي على إفريقيا.

وأضاف خبير العلاقات الدولية، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن القمة تأتي في سياق التنافس الدولي من جانب القوى الكبرى على بناء وتقوية الشراكات الاقتصادية والسياسية والأمنية مع القارة الإفريقية، وهو ما انعكس في العديد من القمم التي جمعت الدول المتقدمة والبارزة اقتصاديا مع إفريقيا مثل القمة الروسية الإفريقية التي عقدت مرتين من قبل في عام 2019 وفى يونيو الماضي، كذلك القمة الصينية الإفريقية والقمة اليابانية الإفريقية، والقمة الهندية الإفريقية والقمة الأوروبية الإفريقية وغيرها من القمم التي تعكس أهمية وحيوية القارة السمراء بالنسبة لهذه الدول وتسعى لتقوية علاقتها معها.

القمة الأمريكية الإفريقية الأولى

إفريقيا قارة المستقبل للدول الكبرى

وأوضح أن إفريقيا تمتلك العديد من الفرص الاقتصادية والاستثمارية الواعدة والموارد البشرية والطبيعية الضخمة وتحقق العديد من دولها معدلات نمو مرتفعة في ظل سوق واسعة تضم 1٫3 مليار نسمة، بما يؤهلها لأن تحتل مكانة بارزة على الخريطة الاقتصادية العالمية، ولذلك تسعى الدول الكبرى لزيادة الاستثمار والتعاون الاقتصادي مع دول القارة الإفريقية في إطار مساعيها لتحقيق التعافي الاقتصادي بعد جائحة كورونا والأزمة الروسية الأوكرانية التي أثرت سلبا على معدلات النمو الاقتصادي العالمي.

التبادل التجاري بين إفريقيا والاقتصادات الكبرى

أشار خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام، إلى أن الاهتمام الأمريكي بإفريقيا ظل مقصورا بشكل أساسي في السنوات الماضية على البعد الأمني المتمثل في محاربة الإرهاب والتنظيمات الإرهابية مثل القاعدة وداعش وبوكو حرام وحركة الشباب الصومالية وغيرها، وأنشأت القيادة الأمريكية العسكرية، إفريكوم في إطار الحرب على الإرهاب، ولم تهتم كثيرا بالأبعاد الاقتصادية والسياسية والإستراتيجية، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين أمريكا وإفريقيا نحو 63 مليار دولار، في حين حجم التبادل التجاري بين الصين وإفريقيا يتجاوز 254 مليارا، بما يجعلها الشريك التجاري الأول للقارة.

وسلط الضوء على أن الصين توجد بشكل كبير في كثير من الدول الإفريقية، كما أن روسيا أخذت تطور علاقاتها ونفوذها في القارة، وتزيد تعاونها الاقتصادي لكنه يظل محدودا مقارنة بالصين، حيث لا يتجاوز 24 مليار دولار، بينما يصل التبادل التجاري بين الهند وإفريقيا إلى ما يقارب 90 مليار دولار، لذلك تستهدف القمة الأمريكية الإفريقية تفعيل وتعزيز التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري مع القارة في إطار المبادرات العديدة التي طرحتها أمريكا في السابق مثل مبادرة ازدهار لتعزيز حرية التجارة بين الجانبين وفي إطار منافسة القوى الكبرى الأخرى في إفريقيا.

دور مصر في تحقيق التوافق بين أبناء القارة

وأكد أن القمة الأمريكية الإفريقية وغيرها من القمم الإفريقية مع الدول الكبرى تتطلب بلورة رؤية إفريقية موحدة وتحقيق التوافق بين السياسات المختلفة للدول الإفريقية التي تتباين في أنظمتها الاقتصادية والسياسية، وهنا تبرز أهمية الدور المصري في تعزيز استراتيجية حشد الدعم الدولي لإفريقيا وتغيير المعادلات القديمة التي كانت تربط إفريقيا بالعالم القائمة على أن إفريقيا مجرد سوق لتصريف منتجات وسلع الدول الكبرى ومصدر للمواد الخام، لتتحول إلى معادلة جديدة قائمة على تحقيق التنمية والازدهار والتمكين الاقتصادي، وزيادة إسهام الدول الكبرى في تحقيق التنمية في إفريقيا وتحقيق الاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية والبشرية.

واختتم: لذلك تشكل القمة الأمريكية الإفريقية محطة مهمة في مسار إعادة صياغة علاقات إفريقيا بالعالم وتوظيف التنافس الدولي لمصلحة تحقيق التنمية فيها.