لاشك أن الإسلام كرم الإنسان حيًا وميتًا، وقد أخبرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأن الموت فزع، كما أرشدنا إلى آداب التعامل مع الموتى منذ الاحتضار وحتى بعد الدفن، وكذلك الجنائز ، والسؤال هنا ماذا يفعل من مرت به جنازة؟، فكثيرون لا يعرفون ما عليهم فعله عند مرور الجنائز لا يعرفون أصحابها، رغم أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم - قد تركنا على المحجة البيضاء.
من مرت به جنازة
قالت دار الإفتاء المصرية، إنه يستحبُّ القيام لمن تمرُّ عليه جنازة حتى تمضي عنه، وأن يستمرَّ مَن يتبعها في القيام حتى توضع، منوهة بأنه ورد في السنَّة المشرَّفة الأمر بالقيام للجنازة.
واستشهدت «الإفتاء » عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك،في إجابتها عن سؤال: ( من مرت به جنازة ماذا يفعل؟)، بما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- : «إذا رأيتم الجنازة فقوموا، فمن تبعها فلا يجلس حتى تُوضع» رواه البخاري. ولقول جابر بن عبد الله رضي اللهُ عنهما: مرَّت جنازة، فقام لها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقمنا معه، فقلنا: يا رسول الله، إنها يهودية! فقال: «إن الموت فزَع، فإذا رأيتم الجنازة فقوموا» رواه مسلم.
وأوضحت أنه في الأحاديث أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بالقيام للجنازة حتى تَمُرَّ أو توضَع؛ وألَّا يجلس مَن تبعها حتى توضع عند القبر، ولا فرق في ذلك بين كون الميت مسلمًا أو غيرَ مسلم؛ لأن مقتضى التعليل بقوله -صلى الله عليه وسلم- : «أليست نفسًا!» أن ذلك مطلوب لكل جنازة، مشيرة إلى أنه جاء الإسلامُ مُؤكِّدًا على قِيمةِ النَّفسِ الإنسانيَّةِ منذ مولدِها حتَّى مَوتِها، وجعَل لها مكانةً ساميةً.
وتابعت: تتجلَّى في تلك الأحكامِ الَّتي اختصَّت بها حتَّى بعْدَ مُفارَقةِ الحياةِ، ويَظهَرُ هذا في صورةٍ واضحةٍ جليَّةٍ في اهتمامِ الإسلامِ بجنائزِ الموتى ودَفْنِها ونَقْلِها إلى القَبرِ والبرزخِ ليَنتظِرَ صاحبُ القبرِ يومَ القِيامةِ، وفي هذا الحديثِ يَروي أبو سعيدٍ الخُدْريُّ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أمَر إذا رأى أحدٌ الجنازةَ أن يقومَ، سواءٌ كان المَيتُ مسْلِمًا أو كافرًا؛ تعظيمًا للهِ تعالى، وفزَعًا مِن الموت، وعلى مَن تبِعَها ألَّا يَجلِسَ حتَّى توضَعَ عن الأعناقِ على الأرضِ، والجنازةُ: اسمٌ للنَّعشِ الَّذي عليه المَيتُ.
وأضافت: قيل: إنَّ هذا الحُكمَ نُسِخَ بأحاديثَ أُخرى لم يَقُمْ فيها النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عِندَما مَرَّتْ به الجنازةُ، وقد أخرَجَ مسلمٌ عن عليِّ بنِ أبي طالِبٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّه قال: «رأَيْنا رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قامَ فقُمْنا، وقعَدَ فقَعَدْنا، يعني: في الجنازةِ»؛ فدَلَّ هذا على أنَّ القِيامَ لِلجَنازةِ كان أوَّلًا، ثمَّ نُسِخَ. وقيلَ: إنَّ المَرءَ مُخيَّرٌ؛ لِمَجيءِ الأمرَيْنِ عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ويُعمَلُ بالدَّليلَيْنِ ما أمْكَنَ، ولا يُقالُ: أحَدُهما مَنسوخٌ.