التليفزيون الرسمي لـ بكين: القمة العربية الصينية نجحت في تحقيق أهدافها

اختتمت رحلة الرئيس الصيني شي جين بينج إلى السعودية، حيث حضر شي قمتين في الرياض، القمة الصينية العربية الأولي، وقمة الصين ودول مجلس التعاون الخليجي، وتعد تلك القمتان هما محور رحلته إلى الشرق الأوسط.

واستطاعت الصين أن تحقق غاياتها من تلك الزيارة، حيث كانت تأمل في تعميق علاقاتها مع دول مجلس التعاون الخليجي الذي يعتبرون في الوقت الحالي المصدر الأكبر للنفط، منذ اندلاع الأزمة الروسية الأوكرانية.

كما استطاعت بكين الحصول على تأييد الدول العربية بشأن الأزمة التايوانية والتي تعد سبب الصراع المشتعل بين بكين وواشنطن، وأكدت جميع الدول العربية التزامها بمبدأ الصين الواحدة.

ووقعت الصين العديد من الاتفاقيات مع الدول العربية منها اقتصادية لاستيراد وتصدير النفط، و تعليمية لنشر اللغة الصينية في الشرق الأوسط.

و تعد رحلة الرئيس شي جين بينغ إلى الشرق الأوسط؛ هي ختام الأعمال الدبلوماسية الرئيسية هذا العام. وذلك حسبما ذكر التلفزيون المركزي الصيني.

"القمة الصينية العربية: حدث كبير في الوقت المناسب"

وذكر التلفزيون الصيني في تقريره، أنه في يناير 2004، أعلنت الصين وجامعة الدول العربية بشكل مشترك عن إنشاء منتدى التعاون الصيني العربي، وأصبح هذا المنتدى منصة مهمة لتعزيز الحوار الجماعي والتعاون بين الصين والدول العربية.

وقد عقد المنتدى تسعة اجتماعات وزارية حتى الآن. وحرص الرئيس الصيني شي جين بينغ دائما علي الحضور أو إرسال رسائل تهنئة في كل مرة، منذ الدورة السادسة في عام 2014.

وفي يوليو 2020، أشار "إعلان عمان" الذي تم اعتماده في الاجتماع الوزاري التاسع لمنتدى التعاون الصيني العربي على أن الجانبين اتفقا على عقد قمة صينية عربية لتوسيع آفاق الشراكة الاستراتيجية الصينية العربية وخدمة المصالح المشتركة لكلا الجانبين.

وأكد التقرير، أن القمة الصينية العربية الأولى تعتبر خيارا استراتيجيا لتعزيز الوحدة والتعاون بين الصين والدول العربية في ظل الوضع الراهن؛ لذلك كان عقد القمة الصينية العربية في مركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات بالرياض، هو أكبر وأعلى إجراء دبلوماسي للصين تجاه العالم العربي منذ تأسيس الصين الجديدة.

وتابع، حيث حضر القمة الرئيس الصيني شي جين بينغ وقادة 21 دولة من جامعة الدول العربية والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.

ومن ناحية أخرى، قال قادة الدول العربية الذين حضروا الاجتماع، إن القمة العربية الصينية عقدت في الوقت المناسب، مما يعكس المستوى العالي للعلاقات العربية الصينية، وهو أيضا استمرار وتطور لمنتدى التعاون العربي الصيني. من جانبه قال الرئيس الصيني، "عندما أقابل الأصدقاء العرب، أشعر دائمًا أنني رأيت الماضي من النظرة الأولى".

بذل كل جهد لبناء مجتمع صيني عربي مصيره مشترك للعصر الجديد

ألقى شي جين بينغ كلمة رئيسية في افتتاح القمة الصينية العربية بعنوان، "المضي قدما بروح الصداقة الصينية العربية والعمل معا لبناء مجتمع عربي صيني ذي مصير مشترك لعصر جديد".

وفي عام 2014، اقترح الرئيس شي لأول مرة بناء مجتمع مصالح صيني عربي ذي مصير مشترك، واستجابت الدول العربية بشكل إيجابي. خلال حفل افتتاح الاجتماع الوزاري السادس لمنتدى التعاون الصيني العربي.

ومنذ ذلك الحين، تحدث المؤتمران الوزاريان الثامن والتاسع مرة أخرى عن مجتمع المستقبل المشترك الصيني العربي. وخلال قمة الرياض، اتفقت الصين والدول العربية على بذل كل جهد لبناء مجتمع صيني عربي ذي مستقبل مشترك للعصر الجديد. وذلك حسبما ذكر التلفزيون المركزي الصيني.

وأشار الرئيس الصيني في القمة، إلى أنه كخطوة أولى في بناء مجتمع صيني عربي ذي مستقبل مشترك وتنفيذ "الخطوط العريضة لخطة التعاون الشامل بين الصين والعرب" في السنوات المقبلة، فإن الصين مستعدة للعمل مع الدول العربية لدعم التنمية والأمن الغذائي والصحة وتعزيز "ثمانية إجراءات مشتركة رئيسية" في 8 مجالات تشمل الابتكار الأخضر وأمن الطاقة والحوار بين الحضارات وتنمية الشباب والأمن والاستقرار.

وذكر "cctv"، أن هذه "الأعمال المشتركة الثمانية الكبرى" كلها تعد إجراءات عملية، وهي ما تحتاجه الدول العربية. على سبيل المثال، الاستمرار في إرسال فرق طبية صينية للعمل في الشرق الأوسط، وإنشاء مركز صيني عربي دولي للبحوث حول الجفاف والتصحر وتدهور الأراضي، والبناء المشترك لمركز التعاون الصيني العربي في مجال الطاقة النظيفة.

ومن ناحية أخرى، أضاف التقرير، أن حجم التجارة بين الصين والدول العربية زاد بمقدار 100 مليار دولار أمريكي، وتجاوز الحجم الإجمالي للتجارة بين الجانبين 300 مليار دولار أمريكي. واقترحت "الإجراءات المشتركة الثمانية الرئيسية" أن يصل حجم التجارة بين الصين والدول العربية إلى 430 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2027.

ووصف "إعلان الرياض" تلك القمة أنها "قمة تاريخية". وأشار الإعلان إلى أن الصين ترحب بعقد القمة الصينية العربية القادمة في الصين، وسيتم الاتفاق على الوقت المحدد بشكل مشترك بين الجانبين.

الشركاء الاستراتيجيون للصين في ازدياد

وذكر التقرير، أنه في نفس يوم القمة الصينية العربية، حضر الرئيس شي جين بينغ أيضًا قمة الصين ودول مجلس التعاون الخليجي.، وهي منظمة عربية دون إقليمية وأكثر المنظمات الإقليمية ديناميكية في منطقة الشرق الأوسط والخليج. وقد تأسس مجلس التعاون الخليجي في عام 1981، والذي يضم المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر والكويت وعمان والبحرين، وجميعهم من كبار المصدرين للنفط في العالم.

ومنذ إنشاء مجلس التعاون الخليجي، أقامت الصين اتصالات معها وحققت قفزة في التنمية. حيث تشير البيانات إلى أنه في عام 2020، ستصبح الصين أكبر شريك تجاري لدول مجلس التعاون الخليجي لأول مرة، كما أنها تعد أيضًا أكبر وجهة لتصدير المنتجات البتروكيماوية في دول مجلس التعاون الخليجي.

وصرح التلفزيون الصيني، أنه في بداية هذا العام، أصدر الجانبان بيانًا مشتركًا، وتوصلا إلى اتفاق بشأن إقامة شراكة استراتيجية بين الصين ودول المجلس، وتم التوقيع على خطة عمل الحوار الاستراتيجي بين الجانبين. وتعد هذه هي المرة الأولى التي يجتمع فيها قادة الصين ودول مجلس التعاون الخليجي معًا لمناقشة القضايا الرئيسية للعلاقات بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي.

ومن جانبه أشار الرئيس الصيني، إلى أنه في السنوات القادمة، ترغب الصين في بذل جهود مع دول مجلس التعاون الخليجي في خمسة مجالات رئيسية للتعاون، وهم بناء نمط جديد للتعاون ثلاثي الأبعاد في مجال الطاقة، وتعزيز التقدم الجديد في التعاون في مجال الاستثمار المالي، وتوسيع مجالات جديدة من الابتكار والتعاون التكنولوجي، وتحقيق التعاون في مجال الفضاء وخلق معالم جديدة في التعاون اللغوي والثقافي.
وأكد، أن بلاده ستواصل الصين زيادة وارداتها من النفط الخام والغاز الطبيعي المسال من دول مجلس التعاون الخليجي، وتنفيذ تسوية الرنمينبي لتجارة النفط والغاز. وترحب الصين بدخول رواد الفضاء من دول مجلس التعاون الخليجي إلى محطة الفضاء الصينية، وتعزز التعاون التقني لشبكات الجيل الخامس والسادس.