خبراء التعليم:
-ألعاب الموت تحاصر طلاب المدارس
-طرق حماية الأطفال من الألعاب الخطيرة
-دوافع حب طلاب المدارس لالعاب الموت بالتيك توك
-لابد عقوبات مخصصة التحذير وحده لايكفي
حالة من القلق يعيشها أولياء الأمور، في الفترة الأخيرة بسبب التطبيقات الضارة التي تنتشر بين الحين والآخر بين الطلاب، والتي تؤدي إلى إزهاق أرواحهم في بعض الأحيان.
ألعاب الموت على التيك توك
فقد ظهر خلال الآونة الأخيرة العديد من ألعاب الموت بين طلاب المدارس، والتي بدأ عدد كبير من الطلاب يقوم بتقليدها دون وعي، وتسببت في إزهاق أرواحهم في بعض الأحيان، وآخرها طالب المدرسة الدولية التي أصيب بشلل.
فبعد تحدي كتم الأنفاس التي أثار القلق بين أولياء الأمور مؤخرًا، بسبب انتشاره بين الطلاب، ظهر مؤخرًا لعبة جديد بين بعض طلاب المدارس، بعد انتشارها على تطبيق "التيك توك"، وهي لعبة "ارمي صاحبك في الهواء، ولعبة تشارلي، وكان قبل ذلك لعبة الحوت الأزرق أو تحديات عبر مواقع التواصل الاجتماعي مثل تحدي الوشاح الذي قاد أحد 3 شباب إلى الانتحار بسبب إقبالهم على التجربة.
وهذا ما دفع "صدى البلد"، على فتح نقاش مع خبراء التعليم حول تحدي لعبة الموت الذي انتشر في مدارس مصر، وأثار ضجة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، لما فيه من أضرار خطيرة على حياة الأطفال، منعًا لتكرار مثل هذه الحوادث، وعدم وقوع ضحايا جديدة.
وفي هذا السياق، أكد الدكتور محمد فتح الله، أستاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، أن عملية تثقيف طلاب المدارس الثقافة الواعية بمخاطر هذه الألعاب، ليست بالعملية السهلة والبسيطة في ظل المشكلات الثقافية الخطيرة التي بدأت تلوث المجتمعات العربية بصفة عامة والمجتمع المصري بصفة خاصة، والتي من أهم مظاهرها ومشكلاتها عدم إحساس الطالب بالمسئولية، وعدم وعيه بواجباته وحقوقه، والتسيب والإهمال واللامبالاة، والبعد عن القيم الدينية والاجتماعية السليمة.
وشدد الخبير التربوي، خلال تصريحات خاصة لـ “صدى البلد”، على خطورة التحديات الجديدة المنتشرة بين أطفال المدارس مثل لعب الموت أو تشارلي أو الإغماء أو كتم الأنفاس، لأنها قد تسبب الوفاة خاصة إذا كان الطفل في سن صغيرة أو جسمه ضعيف أو يعاني من أمراض تزيد تأثيراتها بتعرض الجسد لصدمة غياب الأكسجين.
وأوضح أستاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، أن مثل لعبة كتم النفس إذا لم تسبب الوفاة فإنها تؤثر على جميع وظائف الجسم، خاصة المخ، الذي ينقطع عنه الاكسجين لفترة قد تصل لدقيقة أو أكثر وهذا زمن كبير وخطير.
وأضاف الخبير التربوي، أن الكثير من الأطفال قد يدخلون في غيبوبة بسبب هذه التحديات، والمدارس غير مجهزة طبيا للتعامل مع تلك الحالات الطارئة وقد يتطور الأمر للوفاة.
وأشار الدكتور محمد فتح الله، إلى أنه يمكن للوزارة استخدام عقوبات مخصصة لمواجهة السلوك العدواني في هذا الشأن، مثال تشمل فصل الطالب مدة لا تجاوز 15 يوما ثم تخفيض درجات سلوك الطالب بنسبة 20% مع فصل الطالب 15 يوما أو عرضه على لجنة الحماية الفرعية بالإدارة التعليمية لاتخاذ ما تراه مناسبا.
وأعلن أستاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، أن الدافع وراء هذه المشكلات هو وقوع فئات کثيرة في المجتمع خاصة طلاب المدارس لملوثات ثقافية من خلال وسائل الإعلام والاتصال المختلفة، وهم غير قادرين علي التفرقة بين ما هو خطر علي حياتهم وما هو مناسب للتجربة مما أدى إلى اندفاع العديد من تلاميذ المدارس بالتجربة.
ومن جانبها أكدت الدكتورة سامية خضر، الخبير التربوي أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس، أن مثل تلك التحديات والألعاب تستهدف من في سن المراهقة من خلال ما يثيرهم ويحبونه، مما يثير دوافعهم نحو التقليد، وفي الأيام الأخيرة أصبح الشيء المسيطر علي جيل بالكامل هو دوافع تحقيق التريند والبحث عن الشهرة، وإثبات الذات من خلال تحقيق نسب كبيرة للمشاهدة والتباهي بفعل مثل هذه الألعاب دون الالتحاق بأي ضرر.
وأوضحت أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس، خلال تصريحات خاصة لـ “صدى البلد”، أن هذا الأمر يتطلب تدخلات وقائية بشدة لمواجهة هذه المخاطر بهدف حماية الأطفال من هذه الألعاب الخطيرة المنتشرة، ودعم فكرة الاستخدام الإيجابي للإنترنت والتقنيات الحديثة واستخدام السوشيال ميديا للحد من المحتوى الضار على الإنترنت.
وأشارت الخبيرة التربوية، إلى أنه ينبغي على الأسر توعية الأطفال بأن الألعاب المباحة هي التي تكون مصدر للترفيه الإيجابي والتي لا تعود عليه بالضرر، وألا تكون مضيعة للوقت ولا تعرضه هو وزملاءه لتأثيرات تضر بصحتهم وحياتهم أو أخلاقهم وعقولهم.
ولفتت الدكتورة سامية خضر،إلى أهمية الإرشاد التربوي والأسري وبرامج رفع وعي طلاب المدارس والمراهقين بتلك المخاطر لحماية أنفسهم منها ومن التأثيرات الضارة لمواقع الإنترنت بصفة عامة والألعاب الخطرة بصفة خاصة.
وشددت أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس، علي ضرورة تنفيذ حملات توعية مكثفة للتوعية بأضرار الألعاب الإلكترونية الخطيرة والتي يسعى الطلاب لتطبيقها على أرض الواقع، كما أكدت وزارة التربية والتعليم على دور أولياء الأمور للطلاب بمراقبة أبنائهم ومراقبة سلوكهم وما يشاهدونه على الهواتف الذكية.
وأوضحت أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس أن يمكن حماية الأطفال من خلال:
نشر الوعي بين الأطفال سواء من المنزل أو في المدرسة، بعدم محاكاة أي فيديوهات أو مشاهد يتلقونها عبر الإنترنت.
- الأطفال يندفعون وراء التقليد بهدف إرضاء رغباتهم وخوض تجربة جديدة في اللعب، ولذا يجب إثنائهم عند ذلك لأن بعض الفيديوهات مضرة وخطر على حياتهم.
- مراقبة الأبناء باستمرار من قبل الآباء.
- وضع قيود على الجهاز الذي يستخدمه الأبناء وربطه بجهاز الآباء.
- وضع خاصية تلقي الإشعارات الخطر على الأجهزة.
- الحرص في التعامل مع الأبناء، وبناء الثقة بينهم لحمايتهم من مخاطر تلك الألعاب القاتلة.
- تحميل التطبيقات المفيدة فقط عند شراء الجهاز.
ومن جانب اخر، أكد الدكتور حسن شحاتة، الخبير التربوي وأستاذ المناهج بكلية التربية في جامعة عين شمس، أن تحذيرات الوزارة في غاية الأهمية وتأتي للوعي بكل المستجدات وحرص شديد على أمن وسلامة أبنائنا الطلاب
وشدد أستاذ المناهج بكلية التربية في جامعة عين شمس، خلال تصريحات خاصة لـ “صدى البلد” علي ضرورة انطلاق حملات التوعية بشتى أنواعها بجميع المديريات والإدارات على مستوي الجمهورية ندوات ولقاءات توعوية وبرامج إذاعة مدرسية وجزء من الحصص ولو ١٠ دقائق للتوعية بمخاطر هذه الألعاب والأفعال، ولابد من تضافر جهود كل المؤسسات الحكومية والمجتمع المدني والأزهر والأوقاف والإعلام لحماية أبنائنا الطلاب والحفاظ على أمنهم وسلامتهم.
وأوضح الخبير التربوي، أن أسباب إقبال المراهقين والأطفال على الألعاب القاتلة، هي انجذابهم لكل ما هو شاذ وخطير ويميل للعنف، وهو الأمر السائد في تلك الألعاب الإلكترونية التي انتشرت مؤخرا عن طريق تطبيق التيك توك، حيث أصبحت الألعاب عبارة عن تحديات تستهدف الإثارة والخطورة أكثر من المتعة والتسلية.
وأعلن الدكتور حسن شحاتة، عن السبب الرئيسي وراء هذه الميول تقليد كل ما هو جديد بدون وعي هو غياب دور الأسرة، وانعدام التربية، وعدم التواصل بين الآباء والأبناء، ومراقبتهم لمعرفة حدود المواقع والألعاب الذين يلجأون إليها للتسلية، وتعويض لحرمان المراهقين عن اهتمام الأهالي، كما أن غياب دور المدرسة في توعية الطلاب، يسمح بانتشار هذه الألعاب بهذا الشكل.
وطالب أستاذ المناهج بكلية التربية في جامعة عين شمس، من المدارس بالفصل النهائي لكل طالب يقوم بممارسة هذه الألعاب الجديدة، لأن هذه العقوبة الصارمة هي التي ستحد من انتشار هذه اللعبة.
ونصح الخبير التربوي أولياء الأمور للحفاط على ابنائهم من العاب الموت بالمدارس بالاتي:
-متابعة تطبيقات هواتف الأبناء، وعدم تركها بين أيديهم لفترات طويلة.
-شغل أوقات فراغ الأبناء بما ينفعهم من تحصيل دراستهم، والأنشطة الرياضية المختلفة.
-التأكيد على أهمية استثمار وقته في بناء الذات وتحقيق الأهداف.
-مشاركة الأبناء جميع جوانب حياتهم، مع توجيه النصيحة لهم.
-تنمية مهارات الأبناء، وتوظيفها فيما ينفعهم وينفع مجتمعهم، والاستفادة من إبداعاتهم.
لعبة الحوت الأزرق
وكانت أول مخاطر هذه التحديات والألعاب هو تحدي لعبة الحوت الأزرق التي كانت سببا فى إزهاق العديد من أرواح الصغار والتى أطلقها طالب الطب النفسي الروس المطرود من جامعته فيليب بوديكين وحينما ألقي القبض عليه بتهمة التحريض على القتل، قال إنه ابتكر اللعبة التي تدفع الأطفال والمراهقين على الانتحار، الذي انتشر في العديد من الدول العربية وفي مصر أيضا خاصة عام 2018.
تحديات التيك توك تزهق أرواح الطلاب
ولكن في الفترة الأخيرة بدأت هذه التحديات تظهر من جديد بين طلاب المدارس خاصة بعد أن انتشر تحدي مرعب آخر عبر تطبيق تيك توك يدفع الأطفال إلى كتم أنفاسهم أطول وقت ممكن، كانت البداية أن التطبيق يعطي الطفل الأمر أن يقوم بإطفاء الأنوار وكتم أنفاسه إلى أن يحدث له إغماء وهناك حالات وفاة تم تسجيلها حول العالم إذ قام أطفال بشنق أنفسهم دون قصد.
وفي المدارس بدأ الأطفال في سن المراهقة مساعدة بعضهم بعضا لتطويل الفترة حيث يقومون بكتم أنفاس بعضهم إن حاول أحدهم التنفس إلى أن يحدث له الإغماء.
ارمي صاحبك
أما تحدي ارمي صاحبك في الهواء، تقوم فكرة اللعبة المميتة الجديدة على أن يقوم الطلاب بالتجمع حول أحد زملائه ويقومون برفعه للأعلى وتركه يسقط على الأرض بحجة معرفة مدى التحمل، والتي أدت إلى إصابات بالغة بين الطلاب، قد تصل إلى حد الشلل.
لعبة تشارلي
فيما تصدرت لعبة جديدة وهي لعبة تشارلي بين الطلاب وذلك بعد أن تم تداول أنباء عن نقل إحدى طالبات مدرسة في إمبابة، إلى المستشفى، بعد إصابتها بحالة هياج عصبي، جراء هذه اللعبة، التي تعتمد على استحضار الجن والشياطين.
فقد قررت الطالبة هي ومجموعة من زميلاتها لعب لعبة يقمن بها باستدعاء أرواح وتقطيع شرايين، ما أدى إلى انتشار حالة من الهلع بين أولياء الأمور.
آخر أخبار وزارة التربية والتعليم
ووجهت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني تحذيرا عاجلا ومهما لأولياء الأمور بضرورة التأكيد على مراقبة نشاط أبنائهم على الهواتف الذكية في ظل انتشار تطبيقات وألعاب إلكترونية قد تمثل خطرًا داهمًا على صحتهم العقلية والجسمانية.
الألعاب الإلكترونية
وفي هذا الإطار، تؤكد وزارة التربية والتعليم إنها وجهت كافة الإدارات التعليمية على مستوى الجمهورية بالتنبيه على مديري المدارس مراقبة أي أنشطة غير معتادة يقوم بها الطلاب قد تضر بهم، وتنفيذ حملات توعية بأضرار الألعاب الإلكترونية التي يسعى بعض الطلاب لتطبيقها على أرض الواقع.
كما تؤكد الوزارة أن الرقابة الأسرية باتت ضرورة ملحة وأولوية قصوى في ظل ممارسة بعض الطلاب لأنشطة خطرة عبر تطبيقات الهواتف الذكية بما يؤثر على صحتهم النفسية والجسمانية، والتي تنعكس بدورها على أدائهم الدراسي.