ماذا يحدث في ألمانيا .. الأسبوع الماضي محاولة السطو على السلطة واليوم حادث احتجاز رهائن .. هكذا تفاجأ المتابعون لأخبار العالم بما يحدث في ألمانيا على مدار أسبوع.
ففي نهاية الأسبوع الماضي كانت هناك محاولة السطو على السلطة من قبل جماعة الرايخ المتطرفة، واليوم وقع حادث احتجاز رهائن .. وكانت البداية بقتل الابن لأمه، ثم انتهى به المطاف أن مات على أيدي الشرطة الألمانية.
البداية كانت مع قتل الأم
وفقا لما نشرته عدد من الصحف الألمانية، فإن بداية أحداث اليوم كانت صباحا، وتحديدا في الـ7.20 صباحا بتوقيت ألمانيا، عندما قام رجل يبلغ من العمر 40 عاما، بقتل والدته البالغة من العمر 62 عاما في مبنى سكني في منطقة بروهليس في مقاطعة دريسدن؛ وبعد أن أطلق هذا الرجل النار على والدته، أخذ سلاحه الناري وانطلق لتنفيذ مخطط للهجوم على عدة أماكن داخل المقاطعة كان قد خطط لها من قبل، وعثرت الشرطة على المرأة الميتة في وقت لاحق، وبعدها تم استعداء طبيب الطوارئ الذي أكد وفاتها.
الهجوم على راديو المقاطعة
كانت أول أهداف المشتبه به في عملية الرهائن محطة راديو المقاطعة "راديو دريسدن"، حيث قام باقتحام المحطة، وأطلق النار عند المدخل الرئيسي، ويبدو أنه كان يخطط لإلقاء بيان على العامة، حيث إنه حاول الوصول إلى جهاز الإرسال داخل المحطة، ولكنه لم يتمكن من ذلك.
فعند دخول ديفيد إلى المحطة، نجح أحد أفرادها في الاتصال بالشرطة، والتي جاءت بشكل سريع في ظل حالة التأهب منذ الأسبوع الماضي بعد محاولة مجموعات الرايخ للسيطرة على الحكم، والحادث كان مرتبطا بمنصة إعلامية، وبالفعل فور سماع المهاجم أصوات سيارات الشرطة، سارع بمغادرة المحطة.
وقال رئيس راديو دريسدن تينو أوتاسي لجريدة بيلد الألمانية: "لحسن الحظ ، تمكن جميع الموظفين من الوصول إلى بر الأمان، دون أن يصاب أحد بأذى، حيث اتصل صناع الراديو بالشرطة، وعندما اقتربت الشرطة انطلق مطلق النار في السيارة الخاصة به باتجاه وسط المدينة".
التحصن بصيدلية واحتجاز رهائن "امرأة وطفل"
ويبدو أن المشتبه به كان قد فقد قدرته على تنفيذ مخططه، ومع مطاردة الشرطة لسيارته، توجه إلى وسط المدينة، وسارع في التحصن بأحد المحلات، حيث قام باقتحامه وهو يشهر مسدسه على مبنى صيدلية داخل مول تجارى على بعد حوالي كيلو متر واحد من مقر محطة الراديو، حيث تحصن هناك في قبو صيدلية مع احتجاز رهينتين.
وفي وقت قصير، قامت قوات الشرطة الألمانية بمحاصرة مكان الاحتجاز وهي مدججة بالسلاح، وتبين أن المشتبه به قد أخذ رهينتين (امرأة وطفل) في حوزته تحت تهديد السلاح، في حدود الساعة 12 ظهرًا بتوقيت ألمانيا.
وقامت الشرطة الألمانية بإغلاق وسط المدينة، ولم يُسمح بفتح المحلات التجارية في المنطقة المجاورة مباشرة لمركز التسوق، وقال أحد التجار لجريدة "بيلد": "طلب منا البقاء في أكشاكنا مغلقة بسبب وضع الشرطة".
وتم تجميع كل الوحدات الخاصة للشرطة السكسونية معًا، في حوالي الساعة 12:30 ظهرًا، وقالت الشرطة إن حركة المرور في دريسدن انهارت تماما خلال العملية كما تضررت وسائل النقل العام المحلية.
وقامت الشرطة بإخلاء المركز التجاري والمناطق المجاورة، وقامت بإيواء العديد من الأشخاص في حافلة تابعة لشركة النقل دريسدن وتم الاعتناء بهم هناك، كما ظل المتجر الشهير مغلقًا في الوقت الحالي، قبل أن يتم فتحه مرة أخرى فقط في وقت لاحق مع انتهاء الحادث، وأثناء الحادثة طلبت الشرطة من المواطنين تجنب وسط مدينة دريسدن.
أخيرا اقتحام المكان وقتل محتجز الرهائن
ولم تتردد القوات الألمانية كثيرا، حيث قامت القوات الخاصة بالشرطة الألمانية، باقتحام المول التجاري، وأطلقت النار على الفور باتجاه محتجز الرهائن بحسب معلومات بيلد، حيث قالت إن الضباط أطلقوا النار على الرجل فور تمكنها من ذلك.
وقالت قوات الشرطة إنها اعتقلت محتجز الرهائن البالغ من العمر 40 عامًا، وقال المتحدث باسم الشرطة توماس جايثنر، إن الرهينتين الآن بحوزتنا وهما في صحة جيدة، ولكن أصيب ديفيد بجروح خطيرة وتوفي منذ وقت قليل.
وزير الداخلية الألماني .. المشتبه به مختل عقليًا
تحدث وزير داخلية ساكسونيا أرمين شوستر بعد ذلك بوقت قصير، على تويتر، وأعلن عن مقتل شخصين "المشتبه به وأمه"، ثم أكدت متحدثة باسم الوزير لـ"بيلد" أن ديفيد توفي بالإضافة إلى والدته.
ووصفت الشرطة الشاب البالغ من العمر 40 عاما بأنه "مختل عقليا"، وأنه توفي بجروح في النهاية بعد ذلك بوقت قصير، وأن ظروف الحادث لا تزال محل مزيد من التحقيقات.
وأوضح متحدث باسم الشرطة أن دافع الجاني كان واضحًا جدًا في سلوكه العقلي، قائلا “من المرجح أن نفترض أنه مرض عقلي وإلا ، لم يكن هناك شيء معروف للشرطة”.
ويأتي الحادث في الوقت الذي تحول فيه الأمن إلى بؤرة الاهتمام في ألمانيا، بعد أن أحبط محققون في وقت سابق هذا الأسبوع مؤامرة يمينية متطرفة للإطاحة بالحكومة الألمانية وتنصيب أرستقراطي كزعيم لدولة جديدة.