قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

انهيار متوقع.. هل يوجه الاحتياطي الفيدرالي ضربة قوية لـ أسعار الذهب ؟

الذهب والدولار
الذهب والدولار
×

شهدت أسعار الذهب تقلبات عدة مؤخرًا لترتفع إلى عتبة 1800 دولار للأوقية عقب انخفاض تاريخي، وعلى الرغم من ذلك لا تزال هناك فرصة لانخفاض حاد في أسعار الذهب، إذا ما فاجأ مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركز الأمريكي) دعاة تخفيف السياسة النقدية الانكماشية المتشددة، واتخذ قرارًا بالحفاظ على وتيرة عالية لرفع أسعار الفائدة خلال اجتماعه المنتظر الأربعاء المقبل.

أسعار الذهب تنتظر قرار الاحتياطي الفيدرالي

وعلى الرغم من الارتفاع المطرد في أسعار الذهب اليومية مؤخرًا، استقرت أسعار العقود الآجلة للذهب تسليم فبراير عند نحو 1815 دولارًا للأوقية خلال الأسبوع الماضي، فيما تتجه الأنظار إلى إعلان نسبة التضخم المسجلة خلال شهر نوفمبر الماضي مع إصدار مؤشر أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة المنتظر يوم الثلاثاء المقبل، والذي يمكن اعتباره مؤشرًا أوليًا على اتجاه الاحتياطي الفيدرالي لإبطاء وتيرة رفع أسعار الفائدة أو الإبقاء عليها سريعة.

وخلال اجتماع لجنة السوق المفتوحة التابعة للاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، والمسئولة عن تحديد أسعار الفائدة، الأربعاء المقبل، تتضارب التوقعات بين فريق متفائل يرى أن التضخم يتباطا بما يعطي فرصة للاحتياطي الفيدرالي لإبطاء وتيرة رفع أسعار الفائدة بدورها ليقتصر الرفع هذه المرة على 50 نقطة أساس، وفريق آخر متشائم يرى أن التضخم لم يتباطأ بما يكفي ويتوقع أن يمضي الاحتياطي الفيدرالي في تشديد سياسته الانكماشية فيرفع أسعار الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس، وهو المعدل الذي حافظ عليه خلال آخر 4 قرارات لرفع الفائدة هذا العام.

وعندما يرفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة ترتفع بالتالي العوائد على الاستثمار في أدوات الدين الأمريكية المقومة بالدولار مثل سندات وأذون الخزانة الأمريكية، وحتى عوائد ادخار السيولة النقدية في البنوك في صورة ودائع أو شهادات ادخار، ما يجعلها أكثر جاذبية للاستثمار من بقية العملات الأخرى في العالم ومن الذهب نفسه، فكلما ارتفعت قيمة الدولار تخبو جاذبية الذهب.

انخفاض متوقع في أسعار الذهب

ولكن حتى إن اختار الاحتياطي الفيدرالي إبطاء وتيرة رفع أسعار الفائدة وقصرها على 50 نقطة أساس، فقد لا يعني ذلك بالضرورة أن الاحتياطي الفيدرالي سيبدأ على الفور تخفيف سياسته الانكماشية في اتجاه خفض أسعار الفائدة، وقد حذر رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في وقت سابق من أن أسعار الفائدة قد تظل مرتفعة لوقت أطول من المتوقع.

وقال المحلل بشركة "تي دي سيكيوريتيز" لتداول الأوراق المالية دانييل غالي إن الأرقام المنتظرة سواء أكانت نسبة التضخم لشهر نوفمبر أو المقدار الذي سيرفع به الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة تشكل خطرًا على أسعار الذهب، وعلى الرغم من أن الإشارات الصادرة عن رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي ومتحدثيه تلمح إلى إبطاء محتمل في وتيرة رفع أسعار الفائدة، لا يزال من المحتمل أيضًا أن يمضي الاحتياطي الفيدرالي في رفعها بمقدار عال يبلغ 75 نقطة أساس بدلًا من المقدار الباعث على التفاؤل 50 نقطة أساس.

وأوضح غالي أن أسعار الذهب ارتفعت مؤخرًا جزئيا بسبب الإقبال على عمليات البيع على المكشوف (بيع أصول بهدف شرائها لاحقًا بأسعار أقل)، ولكن هذا الإقبال يوشك على تراجع متوقع بحلول نهاية العام الجاري، لأنه بمرور الوقت يصبح البيع على المكشوف أكثر خطورة مع توقع انخفاض أسعار الذهب في أي وقت تأثرًا بقرار الاحتياطي الفيدرالي المنتظر.

ارتفاع الدولار يخفض أسعار الذهب

ولأن الدولار والذهب يُعدان الملاذين الأكثر أمانًا للحفاظ على قيمة الثروة، فهناك ارتباط وثيق بين حركات أسعارهما، لأن معظم حجم تجارة الذهب والمعادن النفيسة الأخرى تجري بالدولار، ومن شأن ارتفاع سعر الدولار أمام العملات الأخرى تقليل قدرة المستثمرين غير الأمريكيين على شراء الذهب، ولذا يؤدي تراجع الطلب على الذهب إلى تراجع أسعاره بدورها.

ومن جانب آخر، فمع رفع أسعار الفائدة يبدو الدولار استثمارًا أعلى ربحية حتى من الذهب، وهو ما يدفع عدد كبير من المستثمرين إلى التخلص مما يملكونه من ذهب والاتجاه لشراء أدوات الدين الأمريكية المقومة بالدولار طبعا

ولطالما عُد الذهب استثمارا فعالا لحماية مدخرات الأفراد من الآثار المالية السلبية المحتملة، وأخطرها هبوط سوق الأوراق المالية والتضخم، لكن في عالم اليوم تخبو سمعة الذهب التاريخية كاحتياطي اقتصادي آمن، مع لجوء المستثمرين لإجراءات سوقية أخرى كمهرب من ارتفاع تكاليف مواجهة الأزمات الاقتصادية.

وعندما يكون الارتفاع في معدل التضخم طفيفًا لا تضطر البنوك المركزية إلى رفع أسعار الفائدة، ما يعني أن الفائدة الحقيقية، التي تحتسب بخصم نسبة التضخم من سعر الفائدة الرسمي، تكون بالسالب بالنسبة للأصول الثابتة كالسندات الحكومية، وبالتالي فعند انخفاض أسعار الفائدة إلى مستويات متدنية للغاية، يصبح الذهب بأسعاره المرتفعة عامل حماية من التضخم، ويمكن المستثمرين من حفظ قيمة أموالهم من الانهيار.