عاد الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى أرض الوطن بعد مشاركته في أعمال القمة العربية الصينية الأولى التي عقدت الجمعة في العاصمة السعودية الرياض، حسب ما صرح به السفير بسام راضي، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية.
وأكد السفير بسام راضي، أن مشاركة الرئيس السيسي في القمة، تأتي في إطار حرص مصر على تدعيم وتطوير أواصر العلاقات التاريخية المتميزة بين الدول العربية والصين، فضلًا عن المساهمة بفعالية في جهود تعزيز آليات العمل المشترك لتحقيق المصالح المشتركة.
وشدد على أن القمة تهدف إلى البناء على الحوار السياسي الممتد بين الجانبين، إلى جانب التشاور والتنسيق بشأن سبل تعظيم آفاق التعاون المتبادل على الصعيدين الاقتصادي والتنموي، إلى جانب بحث مساعي الحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، موضحا أن برنامج الرئيس تضمن عقد عدد من اللقاءات الثنائية مع القادة المشاركين في قمة الرياض من أجل التباحث حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية، وكذا مناقشة آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية.
وفيما يلي نستعرض حصاد زيارة الرئيس السيسي، إلى العاصمة السعودية الرياض، وأهم اللقاءات التي عقدها على هامش مشاركته في القمة العربية الصينية.
القمة المصرية الصينية في الرياض
وصل الرئيس السيسي، الخميس إلى مطار الملك خالد الدولي في الرياض، وكان في استقباله، الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز آل سعود، والسفير أحمد أبو الغيط، أمين عام جامعة الدول العربية، وفي نفس اليوم، عقد الرئيس، جلسة قمة مع الرئيس الصيني، شي جين بينج.
وقال السفير بسام راضي، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، أن الرئيس السيسي، أعرب عن تهنئته للرئيس الصيني، بمناسبة إعادة انتخابه مؤخرًا أمينًا عامًا للحزب الشيوعي الصيني لفترة ثالثة.
فيما قدم الرئيس الصيني التهنئة للرئيس السيسي، على التنظيم المصري الرفيع المستوى للقمة العالمية للمناخ COP27، بشرم الشيخ والنجاح الكبير الذي حققته، مؤكدًا أن بلاده تعتز بعلاقاتها مع مصر وتسعى دائمًا للارتقاء بشراكتها مع مصر في جميع المجالات.
واستعرض الجانبان، أوجه التعاون الثنائي بين مصر والصين، حيث أكد الرئيس السيسي على تكامل المبادرة الصينية "الحزام والطريق" مع جهود مصر التنموية، خاصةً تلك المتعلقة بتنمية محور قناة السويس، وكذا تطوير البنية الأساسية بالدولة، لاسيما في مجالات الطرق والموانئ البحرية والطاقة.
كما شهد اللقاء تبادل الرؤى بالنسبة لتطورات الأوضاع في الشرق الأوسط، لاسيما في ظل التحديات التي تواجهها المنطقة، حيث ثمن الرئيس الصيني في هذا الإطار الدور المصري الرائد في صون السلم والأمن والاستقرار في المنطقة، خاصةً من خلال مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، أو عن طريق الجهود المصرية الفاعلة في تحقيق التسوية السياسية لمختلف الأزمات في محيطها الإقليمي، وهو الدور الذي تعول عليه الصين في ترسيخ الشراكة الصينية العربية.
القمة المصرية العراقية في الرياض
والتقى الرئيس السيسي، في الرياض، مع محمد شياع السوداني، رئيس وزراء جمهورية العراق، حيث قال السفير بسام راضي، إن الرئيس السيسي، جدد التهنئة لرئيس الوزراء العراقي على نجاحه في نيل ثقة البرلمان وتشكيل الحكومة، متمنيًا خالص التوفيق في أداء مهام منصبه.
وأكد الرئيس السيسي، على الثوابت الراسخة للسياسة المصرية بدعم العراق وتعظيم دوره القومي العربي، فضلًا عن تقديم الدعم الكامل للشعب العراقي على مختلف الأصعدة، ومساعدته على تجاوز كافة التحديات، لاسيما ما يتعلق بحربه على الإرهاب، واستعادة الأمن والاستقرار، سواء في إطار آلية التعاون الثلاثي مع المملكة الأردنية الشقيقة، أو على المستوى الثنائي من خلال إقامة شراكة استراتيجية بين البلدين الشقيقين تعتمد على التكامل وتحقيق الأهداف التنموية المشتركة.
وأشار الرئيس إلى أهمية الإسراع في عملية تنفيذ المشروعات المشتركة بين مصر والعراق، بحيث تتواكب الإنجازات الاقتصادية مع نظيرتها السياسية بين الجانبين.
من جانبه؛ أكد رئيس الوزراء العراقي، على تقدير بلاده للجهود المصرية الداعمة للشأن العراقي على كافة الأصعدة، والتطلع لتعزيز أطر التعاون، سواء على المستوى الثنائي أو في إطار آلية التعاون الثلاثي مع الأردن، وذلك للاستفادة من تجربة النجاح المصرية الملهمة على صعيد بناء مؤسسات الدولة وتحقيق التنمية المستدامة والمشروعات القومية ونقلها إلى العراق، خاصةً في مجال البنية التحتية والطاقة الكهربائية، فضلًا عن تعزيز مجالات التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري، مع تثمين الدور المصري الداعم للعراق، والذي يمثل عمقًا استراتيجيًا لبلاده على المستويين الإقليمي والدولي، لا سيما فيما يتعلق بمواجهة التحديات المشتركة، وعلى رأسها مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية.
وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء شهد التطرق إلى مجمل العلاقات الثنائية المشتركة، خاصةً متابعة الموقف التنفيذي لمشروعات التعاون الثنائي في مختلف المجالات، فضلًا عن متابعة تنفيذ المشروعات المنبثقة عن آلية التعاون الثلاثي مع الأردن.
القمة المصرية التونسية في الرياض
كما التقى الرئيس السيسي، الجمعة، مع الرئيس التونسي قيس سعيد، بالعاصمة الرياض، حيث أشاد الرئيس بتميز العلاقات الثنائية الأخوية بين مصر وتونس، متمنيًا كل التوفيق والنجاح للسلطة التنفيذية بتونس تحت قيادة الرئيس قيس سعيد في إدارة الدولة خلال هذا المنعطف الهام من تاريخ الشعب التونسي الشقيق.
وأكد الرئيس حرص مصر على بذل المزيد من الجهد للدفع قدمًا بأطر التعاون الثنائي على شتى الأصعدة، لا سيما فيما يتعلق بتعزيز قنوات التواصل بين البلدين الشقيقين على المستوى الاقتصادي وتعظيم حجم التبادل التجاري وزيادة الاستثمارات البينية.
من ناحيته، أكد الرئيس التونسي اعتزاز بلاده بما يربطها بمصر من روابط وعلاقات وثيقة على المستويين الرسمي والشعبي، مثمنًا ما حققته مصر خلال السنوات الماضية على الصعيد الداخلي من إنجازات في مجالات الأمن والاستقرار والتنمية، فضلًا عن ثقلها السياسي البارز على الصعيدين الإقليمي والدولي، وما لذلك من انعكاسات إيجابية على العمل الأفريقي والعربي المشترك، وجهود التوصل لتسويات سياسية للأزمات القائمة بالمنطقة.
والتقى الرئيس السيسي، مع الفريق أول عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، بالعاصمة الرياض، حيث استهل اللقاء بالتشديد على ثبات موقف مصر من الحفاظ على أمن واستقرار السودان والحرص الدائم على دعم السودان اقليميًا ودوليًا وذلك في إطار العلاقات الأخوية المتينة والأزلية بين مصر والسودان، التي تتطلع مصر لتعزيزها وتطويرها في جميع المجالات خاصة على المستوى الأمني والعسكري والاقتصادي والتجاري.
وأكد الرئيس السيسي، على دعم مصر الكامل لجهود مجلس السيادة في تحقيق الاستقرار السياسي والأمني في السودان، وذلك انطلاقًا من الارتباط الوثيق للأمن القومي المصري والسوداني، والروابط التاريخية التي تجمع شعبي وادي النيل.
مصر تدعم الاتفاق السياسي الإطاري
كما أكد السيسي، دعم مصر للاتفاق السياسي الإطاري الذي تم توقيعه مؤخرًا خلال الشهر الجاري بشأن الفترة الانتقالية في السودان، باعتباره خطوة هامة ومحورية لإرساء المبادئ المتعلقة بهياكل الحكم في السودان ودعم الدولة السودانية لإنجاح العملية السياسية عبر توافق سوداني خالص يضمن استقرار ورخاء السودان.
وقد شهد اللقاء استعراضًا لمجمل العلاقات الثنائية بين مصر والسودان، حيث تم الإعراب عن الارتياح لمستوى التنسيق القائم بين البلدين، كما تم تبادل الرؤى فيما يخص تطورات ملف سد النهضة، حيث تم تأكيد التوافق حول الأهمية القصوى لقضية المياه بالنسبة للشعبين المصري والسوداني باعتبارها مسألة أمن قومي، ومن ثم تمسك البلدين بالتوصل إلى اتفاق قانوني ملزم لعملية ملء وتشغيل السد، بما يحقق المصالح المشتركة لجميع الأطراف.
والتقى السيسي مع الأمير محمد بن سلمان، ولي عهد المملكة العربية السعودية، حيث أعرب ولي العهد عن ترحيبه، بزيارة الرئيس إلى الرياض، مؤكدًا اعتزاز السعودية بمسيرة العلاقات المتميزة التي تربط البلدين الشقيقين وما يجمعهما من مصير مشترك ومستقبل واحد، والحرص على دعم أطر التعاون الثنائي على مختلف الأصعدة، مع الإشادة بالجهود المصرية المساهمة في إنجاح القمة العربية الصينية الأولى.
من جانبه؛ أعرب الرئيس السيسي، عن تقديره لحفاوة الاستقبال، مؤكدًا أهمية اللقاء مع ولي العهد السعودي، في ظل التوقيت الدقيق الذي يشهد العديد من التطورات المتلاحقة على الصعيدين الإقليمي والدولي، ومعربًا عن الاعتزاز والمودة التي تكنها مصر قيادةً وشعبًا للسعودية و الأواصر التاريخية الوثيقة التي تجمع بين البلدين.
وأكد أهمية استمرار وتيرة التشاور والتنسيق الدوري والمكثف بينهما حول القضايا محل الاهتمام المشترك على أعلى مستوى، بما يعكس التزام البلدين بتعميق العلاقات الاستراتيجية الراسخة بينهما، ويعزز من وحدة الصف العربي والإسلامي المشترك في مواجهة مختلف التحديات التي تتعرض لها المنطقة في الوقت الراهن.
وذكر المتحدث الرسمي، أن المباحثات تناولت سبل تعزيز مختلف جوانب العلاقات الثنائية بين البلدين، لاسيما على الصعيدين الاقتصادي والاستثماري، وتدشين المزيد من المشروعات المشتركة في ضوء ما يتوافر لدى الجانبين من فرص استثمارية واعدة، فضلًا عن الاستغلال الأمثل لجميع المجالات المتاحة لتعزيز التكامل بينهما.