EN
لاشكأننا جميعًا نسأل كيف يفتح الله لي أبواب الرزق ؟، لأن الرزق من الحاجات الدنيوية التي لا ينقطع الإنسان عن طلبها مادام حيًا ، حتى وإن تنوعت وتعددت صور وأنواع الأرزاق التي نطلبها ونسعى إليها، فسيظل الإنسان يبحث عن إجابة سؤال : كيف يفتح الله لي أبواب الرزق ؟، كاستفهام متكرر ومستمر ومتواصل.
كيف يفتح الله لي أبواب الرزق
بحسب ما ورد في نصوص الكتاب العزيز والسنة النبوية الشريفة ، فإن إجابة سؤال كيف يفتح الله لي أبواب الرزق ؟، تأتي كمجموعة من الأعمال الصالحة والأدعية المأثورة ، ومن تلك الأعمال التي تعد مفاتيحًا لأبواب الرزق ، هي:
أولاً: التّقرب من الله عزّ وجل بفعل الطاعات وتطبيق أوامره والابتعاد عن المعاصي والنّواهي وعما يغضبه.
ثانيًا : التّوكلُ على الله في جميع الأمور كبيرها وصغيرها مع الأخذ بالأسباب والعمل بجدٍّ ونشاط.
ثالثًا : الاستغفار والتوبة من المعاصي والذّنوب والتّوبة الصّادقة ومعاهدة النّفس على عدم العودة لفعلها، يعد الاستغفار والتقرب إلى الله تعالى بالطاعات والنوافل من أهم الأسباب التي تجلبالرزق،قال الله تعالى: «فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا» (سورة نوح من 10 - 12).
رابعًا: صلّة الرّحم وزيارة الأهل والأصدقاء والسّؤال عن أحوالهم فهي باب للرّزق والبركة.
خامسًا: تعويد اللسان على كثرة الحمد وشكر الله على نعمه التي لا تُعدُّ ولا تحصى باستمرار، البسملة وذكر الله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، “إذا دخل الرجل بيته فذكر الله تعالى عند دخوله وعند طعامه، قال الشيطان لأصحابه لا مبيت ولا عشاء”.
سادسًا : الصدقة يجلب كلّ خير، فأكثروا منه تنالون ما ترجون، وتصدّق لو بالقليل، والإنفاق في سبيل الله ، فقال الله تعالى: «وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين»، وروى مسلم في صحيحه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: قال الله تبارك وتعالى: «يا ابن آدم أنفق أنفق عليك»، وفي هذا ضمان من الله للرزق.
سابعًا: إقامة الصلاة ، بأن يؤدي المسلم الصلاة في وقتها فقد قال الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم، “وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ۖ لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكَ ۗ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَىٰ”.
ثامنًا: الإحسان إلى الضعفاء والفقراء ، قال سعد بن مالك، قلت يا رسول الله الرجل يكون حامية القوم أيكون سهمه وسهم غيره سواء قال: «ثكلتك أمك يا ابن أم سعد، وهل ترزقون وتنصرون إلا بضعفائكم»، وقال صلى الله عليه وسلم: «أبغوني الضعفاء فإنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم».
تاسعًا: التبكير في طلب الرزق، لما حثنا النبي -صلى الله عليه وسلم- ، في حديثه الشريف، “بورك لأمتى فى بكورها”، أي أنه يجب على المرء أن يذهب مبكرًا في طلب الرزق، والسعي في أرض الله الواسعة لطلب الرزق، فقد يغلق على العبد باب من أبواب الرزق في بلده، ويفتح له بابًا من أبواب الرزق في بلد آخر، قال تعالى: «ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغما كثيرا وسعة»، وعن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: المراغم: «التحول من الأرض إلى الأرض»، والسعة: «السعة في الرزق».
عاشرًا: تلاوة القرآن الكريم ، فيقول الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم،” وهذا كتاب أنزلناه مبارك”، وقد جعل الله القرآن ككتاب مبارك لنا ويكون ذلك من خلال تدبره وأيضا اتباع تعاليمه في شؤون الحياة، ويجب أن يتم قراءة القرآن الكريم في المنزل بشكل دائم، فهو الأمر الذي تسكن بسببه الملائكة في المنزل ويجعل الشياطين تهاجر من البيت.
سورة للرزق
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن هناك أدعية تفتح أبواب الرزق ومنها قراءة سورة الشرح «أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ. وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ» 40 مرة، منوهًا بأنه لا يوجد حديث يدل على ذلك وإنما يرجع إلى تجربته الشخصية.
ورد أن سورة الشرح قال تعالى: «أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ»، فهذه السورة الكريمة عدد آياتها 8 آيات فقط ويسهل للإنسان أن يرددها بنية أن يصلح الله تعالى أحواله، وأن يرزقه ويفرج كربه.
