كان عام 2022 بالنسبة لمنصة التدوينات القصيرة تويتر، مليئ بالتحديات والتغييرات الكبرى، بعد استحواذ إيلون ماسك على العصفور الأزرق أعلن صراحة عن تغييرات جذرية في إدارته للمنصة مع الجهر بأنه مع إلغاء تعليق الحسابات بسبب اختلاف الآراء، وبالفعل أعاد حساب الرئيس السابق دونالد ترامب، ولكنه استغنى عن معظم العاملين وأقال كل المدراء، مع إعلان عن تغييرات في شكل المنصة وسياسات علامة التوثيق الزرقاء التي أصبحت مقابل 8 دولار شهريا، في خطوات بدت واضحة بأنه يبدأ عصر جديد ومختلف كليا للمنصة.
بعد أسابيع قليلة من امتلاك "ماسك" لزمام الأمور، غرقت الشركة في فوضى عارمة، حوالي نصف موظفيها غادروا أو تم تسريحهم، طالب المسؤولون في لجنة التجارة الفيدرالية و الاتحاد الأوروبي ماسك بالحفاظ على سياسات الخصوصية والأمن، كما أوقف عدد من المعلنين إعلاناتهم مؤقتًا وسط كل هذا التشويش والاضطرابات.
الأغرب من كل ما سبق هو خرق المنصة لحقوق النشر من خلال سماحها بعرض أفلام كاملة عبر تغريدات وظهور حسابات موثقة باسم شخصيات بارزة ولكن اتضح أنها حسابات مزيفة، كل ذلك أدى إلى إحجام الشركات الكبيرة عن تمويل المنصة بعد أن فقدت مصداقيتها وسمعتها.
أصبحت شركة تويتر في مهب الريح على يد إيلون ماسك بعد أن كانت في وضع مستقر ولها مكانتها بين مواقع التواصل الاجتماعي، مما يهدد الاستقرار المالي للشركة على المدى الطويل.
في السطور القادمة يرصد معهد brookings للأبحاث أربع سيناريوهات متوقعة لمستقبل تويتر في ظل الإدارة الحالية.
الاحتمال الأول: الإفلاس
مستقبل تويتر ونجاحه مرهون بقوة الجانب المالي، المعلنون من أهم العوامل التي يعتمد عليها العصفور الأزرق في استمرار تحليقه عاليا في سماء الفضاء الإلكتروني، نظرًا لأن الجزء الأكبر من عائدات الشركة يأتي من الإعلانات، في حال توقف العديد من الرعاة مؤقتًا أو تراجعوا عن الإنفاق، فقد يؤدي هذا إلى إعلان المنصة إفلاسها، لأن ضخ الأموال هو الضمان الوحيد لبقاء تقديم الخدمات الأساسية مع التحديثات، وفقًا للبحث يحتاج Twitter إلى أكثر من مليار دولار سنويًا فقط للحفاظ على بقاؤه.
الاحتمال الثاني: ساحة للكيانات المتطرفة
أعلن ماسك صراحة أن يشتري المنصة لأنه يريد تغيير سياساتها الخاصة بحرية التعبير، وأنه مهتم بالترويج لحرية التعبير والسماح بنطاق أوسع من الآراء، كدليل على التزامه بكلامه ، أعاد دونالد ترامب وكاثي جريفين وبابل بي و جوردان بيترسون إلى المنصة، وهي كلها حسابات تم تعليقها لأسباب تتراوح بين الخطاب التحريضي وانتحال الهوية إلى نشر آراء ضد المتحولين جنسيا.
بالرغم من أن خطوة استرجاع الحسابات قد تبدو خطوة في طريق حرية الرأي والتعبير وجديرة بالثناء، إلا أن هذه القرارات جنبًا إلى جنب مع إلغاء التركيز على المحتوى مهما كان درجة خطورته من المحتمل أن يعني المزيد من نشر الكراهية والتطرف على مواقع التواصل الاجتماعي.
الاحتمال الثالث: مستنقع للهجمات الإلكترونية
عاني موقع تويتر من عدة مشكلات تقنية فور استقالة معظم العاملين لدرجة أن بعض الحسابات التي تم إلغائها أو تعليها كان ما زال التغريدات التابعة لها تظهر بالبحث عن اسم الحساب، بالفعل لا تستطيع الدخول عليه ولكن التغريدات تظهر بوضوح بمجرد كتابة اسم الحساب نتيجة خلل تقني، وهو ما لم يكن يحدث قبل ذلك.
استقالة العاملين ذوي المهارات والكفاءة تعني أن بنيته التحتية التقنية وحماية الموقع من تهديدات الخصوصية والأمن السيبراني أصبحت أقل فعالية، خاصة إذا كان العاملين حتى الآن ذوي خبرة محدودة مع البرمجيات المملوكة لتويتر ، قد يتعرض مستخدمي المنصة لعمليات احتيال جنائية واختراقات لحساباتهم بكل البيانات عليها أو تهديدات برامج الفدية.
الاحتمال الرابع: تقديم خدمات جديدة مميزة
من الممكن لـ إيلون ماسك أن يتجاوز هذه الفترة العاصفة التي تمر بها الشركة وأن يجعلها تزدهر على المدى البعيد بعد هبوط أسهمها مع الاستمرار في إطلاق منتجات وميزات جديدة تجذب الناس مرة أخرى لتويتر وبالتالي تعيد المعلنين لها.
من الممكن أن يقدم "ماسك" خدمات ممتازة أو premium في مجالات التجارة الإلكترونية والاتصالات ، والمواعدة ، والألعاب ، مع تغيير المحتوى، مع خدمات مقابل دفع الاشتراكات.