أثارت حوادث العنف داخل المدارس ضجة واسعة في مصر، خاصة بعد وفاة تلميذة في الصف الخامس الابتدائي، حيث أعرب نشطاء عن سخطهم بعدما توجهت أصابع الاتهام لمعلمها الذي قام حسب التقارير الإخبارية بعقابها قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة بين يديه.
وفي هذا السياق، أكد الدكتور محمد فتح الله، أستاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، أن ظاهرة ضرب الطلاب بالمدارس هي من الحالات التي تعتبر وسيلة غير حضارية لرسالة التعليم بالدرجة الأولى وتجعل الطالب على علاقة كراهية مع المدرسة وكل ما يتعلق به، لافتاً إلى أن الطالب يقضي كل وقته في المدرسة مع المعلم والأصدقاء، وإذا ما شعر أنه معرض للضرب في تلك المدرسة تصبح الرغبة لديه كبيرة بترك التعليم وهذا ما لا يصح.
وأوضح أستاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن هذه الحوادث التي اصبحنا نشاهدها اليوم هي بسبب ان كثيرا من المعلمين استخدموا وسيلة الضرب مقتنعين أنها طريقة سليمة للسيطرة على الطالب وإجباره على التعلم، مشيرا إلى أن هذه الوسيلة تعتبر من اخطر الظواهر السلبية على نفسية الطالب وحبه للمدرسة والتعليم.
وأشار الخبير التربوي، إلى أن وسيلة الضرب تجعل بعض الطلاب لا يرغبون بالذهاب للمدرسة، وتتحول إلى عبء، وبالتالي نجد الطالب يعتبر المدرسة سجناً لا يستطيع التعبير عن رأيه بأي حال من الأحوال ما دام الأمر متعلقاً بضربه وتوبيخه لأي سبب، لانه سيولد عندة نوع من الخوف والجبن، موضحا أن هناك بعض الطلاب يتجهون إلى ممارسة سلوكيات عنيفة نتيجة توبيخ المدرس له وضربه أمام أصدقائه.
واعتبر الدكتور محمد فتح الله، أن الضرب من الوسائل التي تقضي على جيل بأكمله من الطلاب، فمنهم من يهرب من المدرسة ومنهم من يبقى صامتا خوفا من أن يسأل ومنهم من يبقى في حيرة من أمره ما يسبب لهم الاكتئاب وترك المدرسة، بل قد يصل بالطالب حد مواجهة الأب والأم لإلزامهم برغبته الخروج من المدرسة وتوجهه لعالم العمل حيث يجد هناك رجولته بدلا من المدرسة التي لا يلقى فيها إلا التوبيخ والضرب.
واتهم والد الطفلة، ريناد، التي لفظت أنفاسها الأخيرة داخل المدرسة، أحد المعلمين بالتسبب في وفاتها، نظرا لتعديه عليها بالضرب باستمرار، موضحًا أنه حرر محضرا رسميا اتهم فيه المعلم بالتسبب في وفاة نجلته.
التقطت صور الإصابة
وقال إن ابنته قبل وفاتها بيوم واحد تعرضت للضرب من قبل مدرس اللغة العربية، وهو ما أدى لإصابتها بيدها، مشيرا إلى أن والدتها قامت بالتقاط صورة للإصابة بيدها ونشرتها على صفحة المدرسة على موقع "فيسبوك"، من أجل إبلاغ الإدارة.
وأكد أن ابنته في اليوم التالي أصيبت بحالة نفسية وطلبت منه عدم الذهاب إلى المدرسة خوفا من عقاب المدرس، مؤكدا أنه طمأنها بعدم تعرض المدرس لها، وطالبها بالذهاب إلى مدرستها وحصل على رقم هاتفه للاتصال بها في حال حدوث أي مشاكل من قبل المدرس.
وأضاف أنه فوجئ بزيارة مدرسين له يخبروه بضرورة الذهاب إلى المدرسة من أجل الاطمئنان على ابنته لإصابتها بوعكة صحية، مشيرا إلى أنه فور ذهابه إلى المدرسة وجد ابنته جثة هامدة وبها آثار لعاب تخرج من فمها بجانب تبولها لا إراديا على نفسها.