الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حتى هتلر لم ينجح.. 5 محاولات ألمانية فاشلة للإطاحة بالحكومة في التاريخ الحديث

هتلر
هتلر

"هكذا اعتاد الألمان .. الفشل في كل محاولات تغيير الحكومة القائمة بالقوة" .. هكذا هو لسان حال تاريخ ألمانيا الحديث مع كل محاولات تغير نظام الحكم بالقوة، وكان محاولة حركة الرايخ صباح اليوم هي سادس محاولة فاشلة للإطاحة بالحكومة القائمة عبر استخدام القوة العسكرية. 

 

ونرصد في هذا التقرير 5 محاولات لتغيير الحكومة القائمة بالقوة داخل ألمانيا، كان من ضمنها محاولة لهتلر نفسه قبل الخروج من السجن والعدوة ليحكم ألمانيا ... 

 

انتفاضة سبارتاكوس .. انتفاضة يناير 1919 

 

انتفاضة سبارتاكوس، وتـُعرف أيضاً بانتفاضة يناير، وكانت إضراب عام رافقته معارك مسلحة،  في ألمانيا في الفترة من 5 يناير إلى 15 يناير من عام 1919، وقد تم تسجيل قمعها نهاية ثورة نوفمبر الألمانية، وكان الهدف الإطاحة بمجلس نواب الشعب الذي يهيمن عليه الاشتراكيون الديمقراطيون.

 

 

اسم «انتفاضة سبارتاكوس» يستخدم عادة لهذا الحدث على رغم أن أيا من رابطة سبارتاكوس أو الحزب الشيوعي الألماني لم يشرع أو يقود الانتفاضة وشاركا فقط بعد أن كانت قد بدأت بالفعل، وهي إحدى العناصر التي ساهمت بقيام حكومة فايمر.

 

 

"كاب – لوتويتز"  1920

 

 

كانت حركة كاب، والمعروف أيضًا باسم حركة "كاب – لوتويتز" حيث قادته هم ولفجانج كاب، وفالتر فون لوتويتز، وهي محاولة لتغير الحكم بألمانيا في 13 مارس 1920 تهدف إلى التراجع عن الثورة الألمانية في 1918-1919، وإطاحة جمهورية فايمار وإنشاء حق يمين الحكومة الأوتوقراطية بدلاً منها، وكانت مدعومة من قبل أجزاء من الريسوفير (الجيش في وقتها) وغيرها من الفصائل المحافظة والوطنية والملكية.

 

وقعت الأحداث في العاصمة برلين، واضطرت الحكومة الألمانية الشرعية إلى الفرار من المدينة، ولكن فشلت المحاولة بعد بضعة أيام، عندما تلقت قطاعات كبيرة من السكان الألمان دعوة من الحكومة للانضمام إلى إضراب عام، ورفض معظم موظفي الخدمة المدنية التعاون مع كاب وحلفائه. 

 

وعلى الرغم من فشله، كانت لتلك الحركة نتائج مهمة بالنسبة لمستقبل جمهورية فايمار، حيث أنها كان السبب في انتفاضة الرور اليسارية  في مارس 1920، والتي قمعتها الحكومة بالقوة العسكرية، بينما كانت تتعامل برفق مع أولئك الذين يقفون وراء المحاولة، وهذه الأحداث استقطبت الناخبين، مما أدى إلى تحول في الأغلبية بعد انتخابات الرايخستاغ في يونيو.

 

 

محاولة بير هول ... قادها هتلر لـ24 ساعة وفشل

محاولة السيطرة على الحكم المعروفة بـ"بير هول" أو محاولة هتلر الاولى للوصول للحكم، وكانت محاولة فاشلة نفذها هتلر مع الحزب النازي من أجل الاستيلاء على السلطة في بافاريا وألمانيا، ابتدأت المحاولة في مساء يوم 8 نوفمبر حتى ظهيرة يوم 9 نوفمبر عام 1923، وكان أدولف هتلر قد قرر استخدام اسم الجنرال إريش لودندورف كواجهة في محاولته التي انتهت بالفشل الذريع وسجن رئيس الحزب النازي آنذاك أدولف هتلر.

 

في 8 نوفمبر 1923 قام هتلر مع وحدات النخبة النازية "س س" التابعة للحزب النازي باقتحام اجتماع سياسي في أحد الأندية التي كانت تنتشر في جنوب ألمانيا بالمدن الكبرى في بدايات القرن العشرين والتي كان يقصدها المئات - بل والآلاف من الزوار - للتباحث في الأمور الاجتماعية والسياسية التي تهمهم. 

 

وأعلن هتلر أنه قد شكل حكومة جديدة بمعاونة لودندورف، وطلب - تحت تهديد السلاح - كل من قيادات المؤسسة العسكرية المحلية بدعمه من أجل الإطاحة بحكومة برلين، ولكن قادة هذا المجلس سحبوا دعمهم وفروا هاربين لينضموا إلى المعارضين لهتلر في أول فرصة سنحت له.

 

وفي اليوم التالي، عندما زحف هتلر وأتباعه في مسيرة من هذا النادي إلى وزارة الحرب البافارية للإطاحة بالحكومة البافارية في بداية "مسيرة برلين"، نجحت قوات الشرطة في تشتيت شملهم، وأسفرت هذه المسيرة عن مصرع ستة عشر عضوًا من أعضاء حزب العمال الألماني الاشتراكي الوطني

 

وفر هتلر وفكر في الانتحار، ولكن تم القبض عليه بعد ذلك بوقت قصير بتهمة الخيانة العظمى، وفي الأول من أبريل في عام 1924، حكم على هتلر بالسجن لمدة خمس سنوات في سجن لاندسبرج، وذلك قبل أن يصدر حكما بالعفو عنه ديسمبر في عام 1924، وتم إطلاق سراحه، حيث قضى هتلر أقل من سنة من مدة عقوبته حيث اشتملت هذه السنة على الفترة التي قضاها في السجن الاحتياطي انتظارًا لقرار المحكمة، وذلك قبل أن يعود ويسيطر على الحكم في مارس 1933.

 

مؤامرة أوستر الفاشلة في 1938

كانت مؤامرة أوستر التي وقعت عام 1938 خطة مقترحة لاغتيال الدكتاتور الألماني أدولف هتلر، زعيم ألمانيا النازية، إذا خاضت ألمانيا حربًا مع تشيكوسلوفاكيا عبر مقاطعة السوديت، حيث قام المقدم هانز أوستر من المخابرات الحربية الألمانية بتنظيم المؤامرة وإعدادها؛ وقد أشرك معه في هذه المؤامرة بعض الأشخاص مثل لودفيغ بيك (الرئيس السابق لهيئة الأركان العامة)، والعقيد الجنرال فالتر فون براوخيتش (القائد العام للجيش)، وفرانز هالدر (رئيس هيئة الأركان العامة)، والأدميرال فيلهلم كانراس (رئيس المخابرات الألمانية)، وإرفين فون فدسلين (رئيس فيرماخت ( القوات المسلحة الموحدة لألمانيا)). 

 

ولتحقيق ذلك الغرض، كان المتآمرون على اتصال، بالإضافة إلى هذه الشخصيات العسكرية، بوزير الخارجية ارنست فون فايتسكر والدبلوماسيين تيودور وإيري كورت، ولعب تيودور كورت دور جهة الاتصال الحيوية مع البريطانيين الذين توقف عليهم نجاح المؤامرة؛ حيث يحتاج المتآمرون إلى المعارضة البريطانية القوية للقبض على هتلر من مقاطعة السوديت.

 

ولكن نيفيل تشامبرلين، تخوف من احتمال نشوب حرب، فقبل التفاوض المستمر مع هتلر وتنازل له في نهاية المطاف، وقد قضى ذلك على أية فرصة لنجاح المؤامرة، حيث كان يُنظر إلى هتلر آنذاك في ألمانيا باعتباره «أعظم رجل دولة في جميع العصور في لحظة انتصاره العظيم».

 

 

عملية فالكيري 20 يوليو لاغتيال هتلر 

كانت مؤامرة 20 يوليو أو محاولة الاغتيال هتلر، هي التي وقعت في 20 يوليو عام 1944، وكانت محاولة لاغتيال رأس النظام النازي أدولف هتلر حيث حاول كلاوس فون شتاوفنبرغ وغيره من المتآمرين اغتيال أدولف هتلر – قائد ألمانيا النازية – وهو بداخل مقر وكر الذئب الميداني بالقرب من راستنبرغ في بروسيا الشرقية، عُرف هذا الحدث لاحقًا باسم عملية فالكيري.

 

الهدف الظاهر من تلك المؤامرة هو نزع السيطرة السياسية على ألمانيا وقواتها المسلحة من براثين الحزب النازي (بما في ذلك قوات الإس إس)، وعقد السلام مع الحلفاء الغربيين بأسرع ما يمكن.

 

كانت تلك المؤامرة نتاج جهود عدة مجموعات داخل المقاومة الألمانية لمحاولة الإطاحة بالحكومة الألمانية النازية، وأدى فشل محاولة الاغتيال ومحاولة الإطاحة بهتلر إلى اعتقال أكثر من 7 آلاف شخصًا من قبل الجيستابو، وأعدموا منهم 4980.

 

وكانت البداية الحقيقية بنجاح أوستر وتريسكوامر في بناء شبكة مقاومة فعالة خلال عام 1942، ومن أهم المجندين لديهم الجنرال فريدريش أولبريشت، رئيس مقر الجيش العمومي في بيندلربلوك في قلب برلين، الذي كان يتحكم في نظام اتصالات مستقل للوحدات الاحتياطية في سائر أنحاء ألمانيا، وبذلك كان أولبريخت ذخرًا قيمًا لمجموعة المقاومة التي أسسها تريكسوامر في محاولتهم للإطاجة بهتلر.

 

في آخر عام 1942، صاغ تريسكوامر وأولبريخت خطة لاغتيال هتلر والإطاحة بنظامه أثناء زيارة هتلر لمقر مجموعة الجيوش الوسطى في سمولينسك في مارس عام 1943، وذلك عن طريق إخفاء قنبلة في طائرته (عملية سبارك). ولكنهم أخفقوا في تفجير القنبلة، حاول المتآمرون اغتياله مرة ثانية بعدها بأسبوع أثناء زيارته لمعرض أسلحة سوفيتية مأسورة في برلين، ولكنها باءت هي الأخرى بالفشل، وفي عام 1943 حاول تريسكوامر أن يجند ضباط الجيش الميدانيين الكبار لمحاولة الاستيلاء على السلطة بلا جدوى، ومن بينهم المشير إريش فون مانشتاين والمشير غيرد فون رونتشتيت. 

 

و20 يوليو 1944، حاول أعضاء المقاومة الألمانية بقيادة كلاوس فون شتاوفنبرغ اغتيال أدولف هتلر والاستيلاء على الحزب النازي، وبالفعل قصفت بنجاح عرين الذئب في راستنبورغ، شرق بروسيا، لكنها فشلت في قتل هتلر.