شنّت السلطات الألمانية، اليوم الأربعاء، واحدة من أكبر العمليات الخاصة في البلاد في 11 ولاية من أصل 16 ولاية فيدرالية ألمانية، والتي أسفرت عن اعتقال 25 رجلاً وسيدة من المتطرفين اليمينيين خططوا للإطاحة بالحكومة وتنفيذ هجمات مسلحة ضد مؤسسات دستورية.
وكشفت ألمانيا أن المحتجزين الذين كانوا يخططون للإطاحة بالحكومة الفيدرالية وخطف وزير الصحة لاوتيرباخ، ينتمون لحركة "مواطني الرايخ" وهي جماعة متطرفة تتمسك بإيديولوجية تنكر الدستور الحالي وتعتقد أن الرايخ الثاني لا يزال موجودا وذلك على أساس دستور عام 1871.
وفي التقرير التالي نرصد أبرز المعلومات عن تلك الحركة..
تدعى هذه الحركة بـ"رايخ برجر" أو "مواطني الرايخ"، والتي تعتقد أن ألمانيا هي بمثابة مبنى إداري لا يزال محتلا من قبل القوى الغربية، ولا يعترفون بالدولة الألمانية الحديثة التي تأسست بعد انهيار النازية "الرايخ الثالث" عقب الحرب العالمية الثانية سنة 1945.
كما يعترف أغلب المنتمين لتلك الحركة بحدود ألمانيا عام 1937، أي قبل الحرب العالمية الثانية، والتي تضم أجزاءً من بولندا وفرنسا حالياً، لكنهم لا يعترفون بالمؤسسات الألمانية، مثل المحاكم والسلطات الحكومية، وكذلك بالقوانين، ويظهر ذلك في امتناعهم تقديم طلب فواتير الضريبة مثلاً أو دفع الغرامات الحكومية أو الاستجابة للدعوات الموجهة من قبل المحاكم والسلطات الألمانية.
ويقوم أعضاء هذه الحركة بطباعة جوازات السفر ورخص القيادة لدولهم المفترضة، حتى إنهم ينتجون قمصاناً وأعلاماً لأغراض الدعاية.
ووفقا لبيانات هيئات حماية الدستور في الولايات الألمانية "المخابرات الداخلية"، فإن أعداد "مواطني الرايخ" قد وصلت إلى 15,600 شخص في مطلع عام 2018، فيما أعلنت قناة "العربية" أن التقديرات تشير إلى أن "جماعة الرايخ" تضم نحو 21 ألف شخص بألمانيا.
وتخشى السلطات الأمنية الألمانية من تجمع الناشطين والمجموعات غير المنظمة في الحركة للعمل سوية، خاصة أن الكثير منهم يملك أسلحة مرخصة وغير مرخصة قانونياً، بالإضافة إلى أن أكثر من 1000 من أعضاء الحركة يملكون ترخيصا أو أكثر لحمل السلاح.
وقد ازدادت الحركة تطرفاً في السنوات الأخيرة واعتبرت خطراً أمنياً متزايداً. ويُعتقد أن جنوداً سابقين هم من بين أعضاء المجموعة الإرهابية التي تشكلت حديثاً، ولذا تم تفتيش ثكنة عسكرية اليوم في إطار الحملة على الحركة.