الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد مصر والوطن العربي.. الفيروس المخلوي يجتاح ألمانيا والمستشفيات تعلن الطوارئ

فيروس المخلوي
فيروس المخلوي

حذرت الجمعية المهنية لأطباء الأطفال بـ ألمانيا من أن حياة الأطفال والمراهقين "معرضة للخطر بشكل ملائم"، خصوصا مع وجود أزمة حقيقية في توافر أماكن حجز بالمستشفيات، وانتشار واسع لمرض الفيروس المخلوي في معظم مقاطعات ألمانيا.

ووفقًا للجمعية المهنية لأطباء الأطفال، فإنه تم فرض حالة الطوارئ الحالية في طب الأطفال نتيجة موجة من التهابات الجهاز التنفسي تشكل مخاطر جسيمة على المرضى الصغار، وقال المتحدث الفيدرالي جاكوب ماسك إن صحة الأطفال والشباب وحياتهم أيضًا معرضة للخطر في الوقت الحالي.

انتقد ماسك بشدة، في تقرير نشرته مجلة فوكس الألمانية، السياسة الصحية في السنوات الأخيرة، بما في ذلك في عهد وزير الصحة الألماني كارل لوترباخ، قائلا "لقد ظل نظام الرعاية الصحية الخاص بالتأمين، هو المظلة الموفرة لعلاج الأطفال، ورغم أنه تم توفير مدخرات كبيرة للغاية في حالة أطباء الأطفال، إلا أنه تم تخفيض عدد الأسرة، وذلك لأن طب الأطفال والمراهقين لا يستحق العناء في نظر مسئولي الوزارة، وتزداد الأزمة وضوحا مع الاحتياج للطوارئ في العيادات الألمانية".

وأضاف : "أخفت الـ كورونا أزمة النظام الأساسية، ولكن هذا انتهى الآن، ونحن لدينا الآن زيادة طبيعية تمامًا في الأمراض المعدية، مثل تلك التي نراها كل شتاء - والأنظمة تنهار".

وطالب بضرورة نقل الأطفال المصابين بأمراض خطيرة على بعد مئات الكيلومترات من برلين لعدم وجود أسرة، موضحا أنه لم يكن يريد قول ذلك حتى لا تثير الذعر، ولكن الأمر أصبح ضروريا لأنها لم تعد أزمة مؤقتة بل هى الآن حياتنا اليومية مع تزايد أعداد المصابين.

وكشف لوترباخ عن الوضع على الأرض قائلا "بالفعل هناك تدابير إغاثة مفعلة، حيث يتم نقل طاقم التمريض من أجنحة البالغين إلى عنابر الأطفال، ويجب على شركات التأمين الصحي الإسراع في توفير متطلبات التوظيف في الوقت الحالي وتعليق كل أنواع العقوبات، كما أناشد أولياء الأمور وأطباء الأطفال تأجيل الفحوصات التي ليست ضرورية على الفور".

تشريعات جديدة لتوفير الدعم المالي

من جانبه أصدر المجلس التشريعي الاتحادي يوم الجمعة، مجموعة من القوانين الخاصة بالمستشفيات تهدف إلى توفير المزيد من الأموال لعيادات الأطفال وإغاثة طاقم التمريض الذي تمس الحاجة إليه، وتأتي تلك التحركات في ظل مطالب بضرورة توفير 300 مليون يورو إضافية لكل من مستشفيات الأطفال في عامي 2023 و 2024.

فيما اعتبرت جمعية طب الأطفال هذا التحرك بأنه البداية، ولكنهم طالبوا بأن تكون هناك رؤية أوسع بعدم قصر التطوير على الطب السريري فقط كما هو في الخطط، ولكن يجب أن يشمل العيادات الخارجية، فهى الجهة التي تتعامل من 85 إلى 90%  من المرضى.

انتشار الفيروس المخلوي والطوارئ في المستشفيات

ووفقا لتقرير الصحيفة الالمانية، فإنه لا تكاد توجد أسرة رعاية مركزة مجانية للأطفال مع انتشار فيروس RS أكثر فأكثر، ويحذر كبير الأطباء على وجه السرعة، قائلا : "الوضع خطير في ألمانيا لا تكاد توجد أسرة مجانية للأطفال في وحدات العناية المركزة، وينتشر فيروس RS ويمكن أن يكون خطيرًا ، خاصة بالنسبة للأطفال الصغار، والأطفال يموتون لأننا لم نعد قادرين على الاعتناء بهم".

وأضاف "تطور المرض من معتدل إلى مهدد للحياة مع المزيد والمزيد من حالات RSV – وهذا ما يجب على الآباء الانتباه إليه، هذا المرض غير ضار للبالغين - لكن الفيروس المخلوي التنفسي يمكن أن يهدد حياة الرضع والأطفال الصغار، ويشكو الأطباء حاليًا من زيادة سريعة في الحالات. ما هي الأعراض التي يجب على الآباء الانتباه لها الآن؟

وختم حديثه بأن هناك المزيد والمزيد من التهابات الجهاز التنفسي وأنه موجة كبيرة لأمراض الأطفال، ويبدو أن الأطفال حاليًا معرضون بشكل خاص للإصابة بعدوى الجهاز التنفسي الحادة، وأحد أسباب ذلك هو جائحة كورونا، ومع ذلك ، لا تزال الآليات الدقيقة غير مفهومة.

الفيروسات بالوطن العربي والمخلوي بمصر

يبدو أن الأجواء الموسمية مع بدء دخول فصل الشتاء تحمل عددا من الفيروسات التي تصيب الأطفال، ففي الوقت الذي اتخذت مصر إجراءات لمواجهة عدوى بدأت في الانتشار في الأطفال، أعلنت كل من السودان وتونس عن إجراءات وقائية وخطة طوارئ لمواجهة انتشار عدوي معدية أيضا في أطفال كلا البلدين.

وتعد تونس أحدث من أعلن عن انتشار العدوى بين أطفالها، حيث سجلت السلطات الصحية في تونس خلال الأيام الأخيرة، تزايدا في عدد الإصابات بجرثومة "شيجيلا" (shigella sonnei)، التي ظهرت من جديد، خاصة في صفوف الأطفال، في عدد من مناطق البلاد، وذلك بعد سنوات من اختفائها.

وفي السودان أعلنت وزارة الصحة السودانية، عن انتشار وباء بين الأطفال، كما نصحت المواطنين باتخاذ الإجراءات اللازمة للتصدي لذلك الوباء، خاصة بعد ما انتشر بين الطلاب في المدارس، وازدادت حالات انتقال العدوي بهذا الوباء، ما استدعى أن تعلن الحكومة السودانية أخذ الحيطة والحذر.

وكانت قد انتشرت عدوى الفيروس المخلوي التنفسي في مصر، خلال الفترة الأخيرة لدى العديد من الأطفال بمختلف الأعمار، وتسبب الأمر في رعب كبير لدى أولياء الأمور، ويعد الفيروس المخلوي التنفسي، هو مجموعة من الفيروسات المخاطية التي من الممكن أن تسبب في بعض الحالات، التهابات شديدة في الجهاز التنفسي وتتسلل إلى الجهاز التنفسي عند الأطفال والأشخاص البالغين.