بأعين دامية من البكاء، وصوت غير قادر على التحدث من هول الصدمة والمفاجأة، تحدثت والدة الأطفال الثلاثة، الذين لقوا مصرعهم في حادث حريق المنتزه لموقع صدى البلد، ببضع كلمات قبل أن تنهار بالبكاء غير مصدقة وغير مدركة لما حدث.
وذكرت والدة الأطفال، أن لديها بنتين وولد، الكبرى في الصف الأول الابتدائي عمرها 7 سنوات، والوسطى عمرها 5 سنوات، والابن الأصغر عمره عامين، مشيرة إلى أنها تركتهم في المنزل بعدما أطعمتهم، وقاموا "بالاستحمام" وغيرت لهم ملابسهم، وتركت الصغار نائمين، والكبرى "تكتب واجبها المدرسي"، ونزلت لقضاء بعض الاحتياجات بالمنزل.
وقالت إنها وجدت أبنائها عقب الحريق متفحمين، ووجدتهم كما تركتهم، الطفل الصغير واخته الأكبر منه تحتضنه وهما نائمين، والكبرى محترقة في مكانها بينما كانت تكتب الواجب المدرسي.
ولم تستطع استكمال الحديث، حيث أصيبت بصدمة افقدتها القدرة على النطق، وظلت تنظر إلى شرفة المنزل وتطلب رؤية أطفالها غير مصدقة ما حدث على الإطلاق.
ووصل فريق من النيابة والبحث الجنائي لمعاينة موقع الحريق الذي اندلع داخل شقة سكنية بمنطقة المعهد الديني، التابعة لحي المنتزه ثان، شرقي محافظة الإسكندرية، مساء أمس الاثنين، ومعرفة أسباب وقوع الحريق.
وقررت نيابة المنتزه نقل جثث الأطفال وهم في حالة تفحم كامل إلى المشرحة لحين انتهاء التحقيق.
وعمت حالة من الحزب بجميع أرجاء الشارع الذي وقع فيه الحريق، وسط بكاء وصراخ من الجيران.
وبدأت الواقعة عندما تلقى اللواء خالد البروي، مدير أمن الإسكندرية، إخطارًا من قسم شرطة المنتزه بوجود حريق داخل شقة سكنية بشارع متفرع من المعهد الديني داخل نطاق القسم.
وعلى الفور، انتقل رجال مباحث القسم رفقة سيارة الإسعاف والمطافئ لإخماد الحريق، وتبين وجود ثلاث جثث متفحمة لأطفال داخل الشقة.
وذكر شهود العيان لموقع صدى البلد، أن الشقة تسكنها الأم رفقة أبنائها بعد انفصالها عن والدهم، وقد اندلع الحريق والأم خارج المنزل، ولم تنجح المحاولات في إنقاذهم.
وأضافوا أن الأم تعمل بائعة بالسوق وكانت خارج المنزل وقت الحريق، وأنهم فوجئوا بتصاعد ألسنة النيران من الشرفة ولم تفلح محاولات إنقاذهم.
تحرر محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة لتتولى التحقيق لمعرفة سبب الواقعة.