الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رجل استثنائي يمثل جيل.. الحزن يخيم على السوشيال ميديا بوفاة محمد أبو الغيط

الكاتب والصحفي محمد
الكاتب والصحفي محمد أبو الغيط قبل وبعد إصابته بالسرطان

حالة من الحزن سادت مواقع التواصل الإجتماعي اليوم، بعد رحيل الكاتب والصحفي محمد أبو الغيط عن عمر يناهز 34 عاما بعد صراع مع مرض السرطان، حيث دون الكثير من الكتاب والفنانين والمشاهير نعيهم المؤثر لأبو الغيط.

محمد هنيدي ينعي محمد أبو الغيط

وكتب الفنان محمد هنيدي عبر حسابه بموقع “فيسبوك”: “محمد أبو الغيط، كاتب وإعلامي شاب فضل يحارب السرطان سنين طويلة وكان شخصية ملهمة وجميلة على كل المستويات لكل شباب جيله .. اليوم محمد بيتوفى بعد أيام من تكريمه واصدار كتابه .. البقاء لله في محمد  وربنا يصبر أهله”.

موقف مؤثر لمحمد أبو الغيط

فيما كشف الكاتب هيثم التابعي، موقفا شخصيا مر به مع محمد أبو الغيط، وهي رفضه التظاهر بعمل خيري لم يقوم به.

وكتب التابعي عبر حسابه: "كل اللي عمله محمد أبو الغيط علشان يكسب المحبة  والتقدير الجارف ده، إنه كان صادق، صادق في إنسانيته وصداقته وشغله وشغفه، صادق في كل حاجة بيعملها.
حتى صادق انه محدش يفتكر انه عمل حاجة هو معملهاش
اول ما بلغني انه مصاب بالمرض اللعين
قلتله هنعمل صدقة جارية وربنا هيكرم
فعلا اشتغلنا على كدة وبعتله درافت اعلان المشروع
شكرني وقالي محتاج تعديل علشان محدش يفهم بالغلط اني ان داف الفلوس دي 
خليها مشروع بنية شفاء محمد ابو الغيط
ربنا يرحمك يا محمد يا صادق ويرزقك الجنة مع الصادقين".

السرطان لم ينتصر على أبو الغيط

وكتب المدون مصطفى منير عبر حسابه: "الإنسان الجميل إللي في الصّورة ده، اسمه محمد أبو الغيط، صحفي استقصائي واستثنائي، المرض الخبيث فاكر إنه انتصر عليه، لكن السّرطان ميعرفش إن محمد عايش في قلب وعقل كل إللي بيحبوه، وكمان نازل له كتاب اسمه (أنا قادم أيها الضّوء) فيه تجربته، وهي دي قدرة الكتابة، إللي اتقنها محمد، فقدر يضحك على السّرطان، وأعتقد يعني إن محمد هو المثال الجميل للسيرة الطّيبة، إللي كله حاليا عمّال يشكر في إنسانيته ونبله وسعيه.
للأسف مكنش ليا الشّرف إني أقابله، وهو مؤكد ميعرفنيش، لكن من كلام كل الأصدقاء، لازم أقولها بصدق تام؛ لقد خسر العالم إنسانًا حقيقيًا، وسيتأثر بفراقه فعلا وليس مجازًا".

نضال في معركة شرسة

فيما كشفت الدكتورة إيمان جبل أنها عطلت حسابها على فيسبوك منذ يومين خصيصًا كي لا تشاهد خبر موت محمد أبو الغيط، وتقول: "لينزل عليّ قول صديقتي في الصباح:"لقد ذهب محمد نحو الضوء".

وتابعت: "رغم علمي، علمنا جميعًا.. رغم أنه كان وشيكًا، قريبًا ونافذًا، إلا إن فكرة قرب الموت لن تجعله مقبولًا أبدًا.. نضال محمد في معركته الشرسة كان يبعث داخلي أملًا بالتركيز على الضوء، الضوء الذي هنا تحت قدميّ، وليس الضوء الذي هناك!
لا أعرف الحكمة وراء المرض، وراء الموت، وراء لعنة الصدمات النفسية التي تقتات علينا حتى نهلك.
وإن كانت هنالك حكمة، فلا أريد أن أدركها.
أي حكمة؟
الحكمة في مواجهة العبث! في مواجهة طلاسم غير مفهومة!
في مواجهة المتاهة، والضياع!
في مواجهة حياة مقامة على عجلة دوارة!
لم تحدث لمحمد المعجزة التي دعونا بها، لا تحدث لنا المعجزات أصلًا، ورغم ذلك لا زلت بقدرات عقلي الأرضي المحدود أصلي له من أجل معجزة هناك، وأن يكون الضوء أهلًا به.

خسارة رجل استثنائي

وكتب الكاتب زين توفيق: "خسرت الدنيا اليوم رجلا استثنائيا في كل شيء. كان صحفيا استثنائيا يتعلم منه الكبير قبل الصغير.  وعرفنا في مرضه كيف كان زوجا استثنائيا وابنا استثنائيا وأبا استثنائيا.

عزاؤنا أن محمد ظل يقول ما يريد ويبوح بما يشعر حتى اخر لحظة. ومن حسن حظنا أنه ظل في كامل وعيه وعطائه حتى الساعات الأخيرة من عمره القصير (٣٤عاما) فترك لنا معاني جديدة لكل شيء : للحب للبر للالم للصدق للجدية للجد للصبر للضعف للقوة للتحمل للجلد للمثابرة للانتصار للاستسلام للهزيمة للتسليم بالقضاء والرضا والجمال والمعرفة والتعلم والتعليم للعطاء. كلها معاني أعاد تعريفها وأصبح لها مسطرة جديدة هي مسطرة محمد أبو الغيط".

أبو الغيط.. رجل يمثل جيل

كشف عبر حسابه: "يثير حزني على رحيل محمد أبو الغيط  الكثير من الخواطر التي أضعها هنا دون تنقيح أو مراجعة.. 
رغم الاختلاف الخيارات، أعتبر أن محمد يمثل جيلي بشكل من الأشكال.. يتبنى قيم ما تبقى من الطبقة الوسطى المتعلمة في مصر، التي لازالت تتفق على أهمية الاجتهاد كسبيل للنجاح، إتقان العمل، واحترام التعليم والثقافة، وأخلاق وذوقيات التعاملات الاجتماعية مثل "مع احترامي حضرتك..".. على عكس منظومة قيم "انتش واجري" و "حقي بدراعي" و "انا عبد المأمور" و "مش عارف أنا أبقى مين؟" ومثل ذلك مما يفتخر به البعض. 

قد تختلف معه، لكنه يمثل القيم التي تضمن أرضية مشتركة لحوار "ولاد ناس" محترمين مختلفين يتناقشون في ذوق واحترام لا يفسد للود قضية.. لا خناقة شوارع لا يريد كل واحد فيها إلا التنكيل بالآخر. لا يوجد مجتمع يتطابق أفراده في عقلياتهم تماما، إلا في عالم الحيوان، والمعيار هو كيفية تقبل هذا الاختلاف. 

اتخذ محمد خيارات صعبة في حياته، أصاب فيها أو أخطأ، لكن المؤكد أنه اجتهد وثابر وتفوق مهنيا بدرجة لا يمكن إنكارها، تثير للإعجاب وتفوق عمره بعشرات السنوات. ودفع ثمنا فادحا لذلك.
محمد أبو الغيط هو أول من أرسلت لهم مسودة كتابي الجديد كاملا، الذي كتبت فيه عنه وتشرفت بنشر إضافاته وتوضيحاته التي تعكس كرما عظيما واهتماما كبيرا رغم ذلك المرض اللعين. 

وداعا محمد أبو الغيط. أشهد أنك كنت رجلا محترما نبيلا، ولا يمكن لمن تعامل معك أن ينكر هذا. خالص عزائي لأسرتك وأصدقائك ومحبيك الذين لازلت تعيش في وجدانهم.