قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صارع السرطان وخسر معركته بشرف.. بكاه الصحفيون والأطباء|حكاية الكاتب محمد أبو الغيط

تكريم محمد أبو الغيط
تكريم محمد أبو الغيط
×

توفي صباح اليوم، الطبيب والكاتب والصحفي الشاب محمد أبو الغيط، بعد رحلة محزنة مع مرض السرطان، عانى خلالها من الآلام وسكن فراش المرض لعدة أيام قبل أن يتغلب عليه السرطان ويرحل في ريعان شبابه.

محمد أبو الغيط

وفاة الصحفي محمد أبو الغيط

ونعاه الجميع الأعداء قبل الأصدقاء وتحدث الكل عن سيرته الطيبة فكتب البعض على صفحتهم، قائلين: "ولأمثاله وجد الرثاء والبكاء على الراحلين، فقدنا اليوم الكاتب والصحفي الرائع النقي محمد أبو الغيط بعد صراع مرير مع مرض السرطان الف رحمة ونور عليه."

وكتب البعض عن خبر وفاه أبو الغيط، قائلا: "مفيش كلمات نعي نقدر نقولها الحقيقة للأخ والصيق الغالي نموذج البذل والعطاء والمحبة".

والجدير بالذكر، أن محمد أبو الغيط يعتبر من أبرز الكتاب في مصر، واكتسب شهرة كبيرة بعد إصداره لعدد كبير من الكتابات، حيث أصدر مؤخرا كتاب بعنوان "أنا قادم أيها الضوء

وتحدث أبو الغيط - في كتابه عن القوة والعزيمة التي يمكن للشخص أن يتحلى بها في مواجهه التحديات الحياة وكيف التغلب عليها دون خوف واستسلام، فهو لم يعهد لنفسه الهزيمة للصعوبات والعثرات.

أبو الغيط

كتابات الراحل محمد أبو الغيط

وفي تخصصه في الصحافة الاستقصائية التي شملت تغطياته حول العالم قضايا تجارة السلاح الدولية، وانتهاكات حقوق الإنسان، والتطرف، وتحقيقات الفساد وتتبع الأموال، وعمل مدققًا للحقائق، وأشرف على إنتاج تحقيقات ودرب صحفيين لصالح عدة مؤسسات.

وعمل أبو الغيط في مجال الإنتاج التليفزيوني لقنوات عربية وأجنبية، وكذلك عمل مذيع في الراديو، ورغم مرضه بالسرطان لكنه لم يستلم قط، واستمر في كتاباته وفي مشواره في مجال الصحافة والإعلان.

وعمل الصحفي الشاب خلال فترة حياته ككاتب بارز في الصحافة الاستقصائية حتى يتمكن من إيصال الحقيقة إلى الناس، وحصل أبو الغيط على العديد من التكريميات لمجهوده الجبار.

وكان أخر هذه التكريمات خلال حفل ختام منتدى مصر للإعلام، حيث كرمت رئيسة المنتدى نهى النحاس أسماء ساهمت وأثرت بأعمالها في العمل الصحفي، على رأسها تكريم الصحفي الاستقصائي محمد أبو الغيط، لإسهاماته العديدة في المجال الصحفي وتجربته الملهمة.

وفي فيديو له لعدم قدرته على حضور الاحتفال طلب الكاتب الراحل من الحضور بنهاية كلمته، الصلاة والدعاء له من أجل تجاوز أزمته الحالية، لكي يكون متواجدا بينهم في الدورات المقبلة من المنتدى والتجمعات الأخرى لأبناء المهنة ولكن يشاء القدر أن يلتقي بربه صباح اليوم.

أبو الغيط وأسرته

كان نموذجا حيا لعدم اليأس

وكان أبو الغيط نموذجا حيا، فعبر سنوات المرض لم ييأس بل واصل الأخذ بكل السبل والأسباب للعلاج، والأهم من ذلك أنه لم ينس الأديب الذي بداخله حتى في أشد مراحل المرض ألما.

أخذ الراحل يشارك قراءه ومتابعيه خطوة بخطوة كل مراحل العلاج، ولكن بشكل أدبي بديع يعكس معاني وخبرات الحياة بكل تقلباتها، معاني الألم والرضا والصبر والحزن والخوف والأمل وغيرها من مشاعر مختلفة تتعلق بالحياة والقدر.

وفي لفته إنسانية من أبو الغيط تحدث كثيرا عن صلابة إسراء زوجته في محنته وعن دعم الأهل والأصدقاء، وعن أمه وأبيه وإخوته فكانوا دائما السند له بعد الله سبحانه وتعالي.

ومن جانبها أوضحت نقابة الأطباء، أن محمد أب الغيط، كان شابا في أوائل الثلاثينات من عمره، الهدوء سمة تلاحظها فيه عند لقائه، وعندما تتبادل الحديث معه تكتشف الحماس والأمل الممزوجين بالأوجاع والألم، وفي النهاية تشعر نحوه بالألفة ويحتل مكانه في قلبك، نفس الألفة وسكن القلب تكون لكلماته في مقالاته وتحقيقاته المتعددة، التي مهما استرسل فيها يأخذك الشغف لأخر كلمة، الفارق أن الكلمات تبدو لكهل عاش دهراً بينما كاتبها كان شابا بقلب طفل.

مسقط رأسه قلب الصعيد أسيوط، درس بها الطب وتخرج فيها ثم عمل بمستشفيات القاهرة، ربما هموم مهنة الطب وأوجاع وآلام المرضى هي التي دعمت موهبته وأمدت قلمه زاداً ليتميز كاتباً وصحفياً، يحكي ويناقش مشكلات الطب ومآسي المرضى، يزداد قلبه رقياً فيمتلئ وعقله إدراكاً، فيتسع كلاهما لمزيد من المكلومين والمظلومين، ويتوسع قلمه ليستقصي الحق والحقيقة، يدافع عن المظلومين ويكشف الفاسدين.

الراحل محمد أبو الغيط