بعد سنوات من الجهد والتعب للحصول على موافقات لإنشاء مستشفى مركزى"ب" بقرية المحروسة، لخدمة قرى غرب النيل بمركز قنا ، يواجه تنفيذ القرار مصاعب تقف عائقاً فى سبيل تحقيق حلم السنين، حيث صدر قرار بإنشاء مركز طب أسرة بدلاً من مستشفى مركزى ،رغم حصول أهالى القرية على تبرعات بالملايين لإنشاء المستشفى بالجهود الذاتية، ورغم وجود العديد من الوحدات الصحية بالقرية الأم والقرى التابعة لها.
حلم مستشفى المحروسة المركزى صدر له قرارات رسمية من قبل وزارة الصحة، الموافقة الأولى صدرت فى 2008 و الثانية فى 2019 بجهد من أعضاء مجلس نواب، ما يجعل مطلب الأهالى قائماً على موافقات رسمية، استندت على اشتراطات ومعايير محددة، أبرزها وجود مسافة لا تقل عن 15 كيلو متر عن أقرب مستشفى عام أو مركزى، وكثافة سكانية تزيد عن ربع مليون مواطن بقرى غرب النيل، و وجودها على طرق سريعة وزراعية.
المستشفى المركزى صادر لها موافقتين
قال أحمد حمدى راضى" بالمعاش"، مستشفى المحروسة منذ وجودها على طريق مصر أسوان الزراعى تحمل مسمى مستشفى،و لم تكن فى يوم من الأيام وحدة صحية، وصادر لها قرار وزارى بمستشفى مركزى" ب" عام 2008 ، وموافقة أخرى فى 2017 ، لكن ظروف ثورة 25 يناير 2011 التى شهدتها مصر، تسببت فى توقف اجراءات إنشاء المستشفى المركزى، وبعدها عدم وجود ميزانية، رغم وجود متبرعين لإنشاء وتجهيز المستشفى.
وتابع راضى، خاطبنا الكثير من النواب على مدار السنوات الماضية لمساعدتنا وتوصيل صوتنا للمسئولين، لكن حتى الآن لم نجد منهم أى استجابة، وفوجئنا فى الفترة الأخيرة، بصدور قرار بتحويل المكان إلى وحدة طب أسرة، بخلاف طلب أهالى المحروسة و طلب التبرع الذى يتحدث عن مستشفى مركزى.
الموافقة الأولى اعتمدت 50 مليون جنيه لإنشاء المستشفى
وقال كرم سالمان" مدرس"، كل ما نرجوه تنفيذ القرارات القديمة الصادرة بحق مستشفى المحروسة من 2008 ، حيث تمكن النائب عبداللاه أبوالعلا مرعى، عضو مجلس الشعب وقتها، من الحصول على موافقة بإنشاء مستشفى مركزى" ب"، و إدراجها فى ميزانية 2009/2010، وجرى خلالها تخصيص 50 مليون جنيه، ما جعل الأهالى يقيمون الأفراح فرحة بالقرار والمبلغ المدرج، لكن بعد ثورة 25 يناير تغيرت الأمور وتم تأجيل تنفيذ القرار لعدم وجود الاعتمادات المالية وقتها، وفى 2017 تجددت الموافقة من خلال طلب مقدم من النائب عبدالسلام الشيخ.
وأضاف سالمان، بأن إنشاء مستشفى المحروسة المركزى وتجهيزها لن يكلف ميزانية الدولة أى أعباء، فالأرض والمتبرع موجودين، والمتبرع له سابقة تبرع فى مستشفى المرزوقى بجامعة جنوب الوادى، كما أن إنشاء مستشفى مركزى بمثابة حلم لأهالى المحروسة وقرى غرب النيل التى تمتد على مسافة تتجاوز 20 كيلو متر، تمتد من قرية الجبيل بدندرة شمالاً مروراً بقرى الترامسة و الطويرات والمنيرة الحديثة والدير الشرقى والغربى، وانتهاءًا بقرية المحروسة بما تملكه من كتلة سكانية ضخمة، فضلاً عن طرق زراعية وسريعة تمر عبر القرية يقصدها يومياً آلاف المواطنين.
وناشد سالمان، رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء، بالاستجابة لمناشدات أهالى قرية المحروسة، وتحقيق حلمهم بإنشاء مستشفى مركزى لكتلة سكانية تتجاوز الـ 400 ألف نسمة، كما تتوافر لها كافة المقومات والشروط المطلوبة، خاصة و أن الرئيس يسعى لتوصيل الخدمة الطبية الجيدة لكافة الفئات فى مختلف المناطق.
المستشفى المركزى يخفف العبء عن قنا العام
وأشار مصطفى عبدالعاطى" أعمال حرة"، إلى أن إنشاء مستشفى مركزى بقرية المحروسة سوف يساهم فى تخفيف العبء عن مستشفى قنا العام و مستشفى نقادة المركزى، ويحقن دماء الكثير من ضحايا الطرق التى تمر عبر قرية المحروسة أو من خلال الظهير الصحراوى، كما يساهم فى تجويد الخدمات الطبية المقدمة للمواطنين، والتى ينادى بها دائماً الرئيس السيسى لتوفير حياة كريمة لكافة فئات الشعب.
وأضاف عبدالعاطى، بأن المستشفى مطلب جماهيرى للمواطنين فى ظل ارتفاع أسعار العيادات الخاصة، لكى توفر خدمة طبية حقيقية لأبناء المنطقة المحيطة، لن تحققها الوحدات الصحية أو وحدات طب الأسرة، مطالباً وزارة الصحة دراسة الأمر بواقعية وتنفيذ وعودها و موافقاتها التى صدرت مرتين فى أعوام مختلفة و أكدت احتياج المنطقة لمستشفى مركزى من خلال تطابق كافة الاشتراطات المطلوبة.