تنظم مكتبة الإسكندرية من خلال متحف الآثار ومركز زاهي حواس للمصريات، محاضرة بعنوان «أيام أفندينا» يلقيها د. ماجد محمد فرج، مؤرخ فترة مصر الحديثة، اليوم الأحد، بقاعة الوفود، مركز المؤتمرات، مكتبة الإسكندرية.
تُلقي المحاضرة الضوء على شخصية الخديوي إسماعيل وفترة حكمه، وأهم إنجازاته، وحياته في المنفى إلى أن وافته المنية.
ويُعد الخديوي إسماعيل المؤسس الثاني لمصر الحديثة، خلفًا لجده محمد على باشا، وقد أخذ على عاتقه استكمال حلم جده الأكبر لبناء دولة قوية الدعائم متطورة في شتى المجالات. تولى حكم مصر في ١٨ يناير عام ١٨٦٣وبدأ بتحويل مجلس المشورة إلى مجلس شورى النواب، كما أتاح للشعب اختيار ممثليه. وحوّل الدواوين إلى نِظارات، وشَكّل أول نِظارة تشاركه مسئولية الحكم، وقام بإلغاء المحاكم القنصلية، واستبدل بها المحاكم المختلطة.
جدير بالذكر أنه قد انتهى في عهده حفر قناة السويس. وقد أمر بإنشاء عددًا من القصور المهمة مثل قصر عابدين وقصر رأس التين وقصر القبة، كما أنشأ دار الأوبرا وكوبري قصر النيل. فضلاً عن اهتمامه بالزراعة حيث عَمِل على زيادة مساحة الأراضي الزراعية، وحفر عدد من الترع أهمها ترعة الإبراهيمية وترعة الإسماعيلية.
وأنشأ المصانع من بينها تسعة عشر مصنعًا للسكر، وقام ببناء خمسة عشر منارة لإنعاش التجارة. وأدرك أهمية التعليم فقام بزيادة ميزانية نِظارة المعارف، وكلفَ علي مبارك بوضع قانون أساسي للتعليم، وأمر بإنشاء دار العلوم لتخريج المعلمين، ودار الكتب.
وظهرت في عهده بعض الصحف مثل الأهرام، والوطن، ومجلة روضة المدارس، وكان له السبق في إنشاء الجمعية الجغرافية، ودار الآثار المصرية، وأنفق ببذخ على المشروعات النهضوية ومظاهر العظمة؛ ما ألجأه إلى القروض، الأمر الذي أدّى إلى تدخّل الأجانب في الشأن المصري اقتصاديًّا وسياسيًّا.
ولعل ما بدا من الخديوي إسماعيل من استقلالية في حكم البلاد أدى إلى ضغط كل من إنجلترا وفرنسا على السلطان العثماني ما دفعه إلى إصدار فرمانًا يقضي بعزله في ٢٦ يوليو عام ١٨٧٩، سافر بعدها إلى نابولي بإيطاليا ثم انتقل للإقامة في الآستانة حتى وفاته في مارس عام ١٨٩٥.