تضرب العالم أزمات عديدة تسببت فيها الأزمة الروسية الأوكرانية وتداعياتها الاقتصادية، ولكن ما زاد الطين بلة، هو الأزمات المتزامنة مع حرب روسيا وأوكرانيا مثل التداعيات الممتدة من وقف سلاسل الإمداد والتوريد خلال جائحة كورونا، إلى جانب أزمة التضخم التي تضرب العالم، وهو ما أثر على جميع الأسعار، ومن ضمن هذه السلع الشاي الذي شهدت ارتفاعا للمرة الثانية على التوالي في 3 أشهر.
ارتفاع أسعار الشاي
وأعلنت الشركة المنتجة لشاي العروسة في مصر، عن رفع الأسعار للمرة الثانية على التوالي في 3 أشهر، حيث أصبح سعر ربع كيلو الشاي بـ 35 جنيها بعدما كان 25 جنيها.
وفي سبتمبر الماضي، ارتفع سعر كرتونة شاي العروسة البالغ وزنها 20 كيلو إلى 2509 جنيهات، وجاء ارتفاع أسعار الشاي كالتالي:
- زاد سعر كرتونة الشاي إلى 2500 جنيه، بدلا من 1900 جنيها.
- بلغ سعر عبوة الشاي الصغيرة 6 جنيهات بدلا من 5 جنيهات.
- أصبحت العبوة الربع كيلو بـ 35 جنيها بدلا من 26 جنيها.
- أصبح كيلو الشاي بـ 125 جنيها، بدلا من 90 جنيها.
62 مليون دولار قيمة واردات الشاي
وفي تقرير صادر عن الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، أكد أن قيمة واردات الشاي سجلت في يناير 2021 حوالي 15 مليون دولار، فيما وصلت في أبريل إلى 62 مليون دولار، فيما يؤكد الاستهلاك الكبير للشاي.
جاءت الارتفاعات التي أعلنت عنها الشركة المنتجة لشاي العروسة، بعد أن تقدمت شركة شاي العروسة في 28 أغسطس الماضي، بشكوى رسمية إلى مجلس الوزراء، ووزارة التموين، لمحاولة تدبير العملة الصعبة "الدولار"، اللازم لعمليات استيراد الشاي لتلبية احتياجات الاستهلاك المحلي، خاصة لما يمثله الشاي من أهمية ويعد سلعة استراتيجية للمواطن المصري إلى جانب البن، حيث ذكرت إحصائيات أن المصريين ينفقون 5 مليارات جنيه سنويا على الشاي والبن.
تستورد 60% من احتياجات السوق
شكوى شركة شاي العروسة، في أغسطس الماضي، طالبت بتوفير الدولار لضمان عمليات استيراد الشاي، خاصة وأن الشركة تستورد 60% من احتياجات السوق المحلي من الشاي، ولا يتم زراعته في مصر، وبالتالي فإن توفير الدولار، سوف يمكن الشركة من استلام مستندات الشحن والتخليص الخاصة باستيراد نحو 6 آلاف طن من الشاي، موجودة في الموانئ المصرية منذ أكثر من ، موضحة أن 80% من المستندات الخاصة بشحنة الـ 6 آلاف طن من الشاي موجودة بالبنك الأهلى المصري.
وحذرت الشركة من أن التأخر في توفير الدولار قد يؤدي إلى نقص حاد في الشاي، مشددة أن استمرار الأزمة قد يعرض مصانع شاي العروسة للتوقف، وتعرض العاملين البالغ عددهم 5 آلاف مهندس وكيميائي وإداري لعدم صرف رواتبهم، ومن ثم تعثر الشركة في سداد التزاماتها تجاه القروض وفوائدها للبنوك.
رصيد الشاي يكفي 13 شهرا
وفي 31 أغسطس الماضي، أكد اتحاد الغرف التجارية في بيان له، بشأن نقص رصيد بعض السلع مثل الشاي والبن، أن تلك المعلومات غير صحيحة، حيث أن رصيد الشاي 91,670 طن ويكفي لاستهلاك أكثر من 13 شهرا، أما البن يتجاوز رصيده 18,960 طن، يكفي لاستهلاك أكثر من ثلاثة أشهر ونصف، إلى جانب الأرصد في الموانئ والتي تضاف للرصيد بمجرد سداد قيمتها.
ارتفاع سعر كرتونة الشاي
وفي تصريحات سابقة، قال جلال معوض، نائب رئيس شعبة المواد الغذائية بالاتحاد العام للغرف التجارية، إن خام الشاي يتم استيراده بالكامل من الخارج، بجانب العبوات الداخلية أيضا يتم استيرادها، ومن المعروف أن عملية الاستيراد تتم بالدولار، ولكن منذ بداية العام الحالي 2022، وارتفاع قيمة الدولار نتيجة الأزمات العالمية أدي ذلك إلى زيادات متكررة في تكلفة الاستيراد، حتى ارتفاع سعر كرتونة الشاي الـ 20 كيلو، 4 مرات بتكلفة قدرت 400 جنيه فوق سعرها على المستهلك منذ يناير 2022.
%80 من استهلاك الشاي يأتي من العروسة
وأضاف معوض، أن استيراد الشاي مرتبط بشكل وثيق بالدولار، لذلك تقدمت شركة العروسة بشكوى لتتحصل على الدولار، حتى تتمكن من تلبية احتياجات الشعب المصري من الشاي، خاصة أن شاي العروسة يستحوذ على 80% من استهلاك الشاي في مصر.
وأوضح نائب رئيس شعبة المواد الغذائية، أنه كلما تأخر الاستيراد، تأثر السعر نتيجة قلة المعروض، مؤكدا أن يجب وضع ضوابط لتوفير الحد الأدنى من الشاي خاصة أن شاي العروسة يمثل أرخص منتج ومتاح للجميع.