لا شك أن السؤال عن هل من تأخر رزقه مبتلى أم مغضوب عليه؟، يعد من أهم الاستفهامات التي تثير الحيرة وتؤرق الكثير من أولئك الذين يتم وضع أحوالهم ضمن قائمة من تأخر رزقه سواء بالزواج أو بإنجاب الذرية من البنين والبنات ، حيث سرعان ما يبدأ في الشعور باليأس ويتسلل إليه الشيطان ليصل به إلى القنوط من رحمة الله سبحانه وتعالى.
هل من تأخر رزقه
أجابت دار الإفتاء المصرية، عن سؤال : ( هل من تأخر رزقه مبتلى أم مغضوب عليه؟)، بأن رزقك المتأخر قد يكون خيرًا من أرزاقهم المتقدمة ، ولا تخف من فوات الرزق ؛ فالرزاق خزائنه لا تنفد ، ومن جعل همه الآخرة كفاه الله أمر دنياه، قائلة: اعلم أنه لن يصيبك إلا ما كتب لك، فعليك بالرضا والصبر.
وأوضحت «الإفتاء » عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن العبد أحيانًا يؤخر رزقه بعض الشيء، وهذا التأخير لحكمة من الله-سبحانه وتعالى- فالله كريم وقادر على قضاء حوائج الناس، مشيرًا إلى أن العبد عندما يرى نفسه يدعو ولا يوجد استجابة له عليه ألا يتحسر ولا يترك الدعاء.
وأضافت أنه على العبد إذا تأخرت إجابة دعواته أن يعلم بأن هذا ابتلاء وعليه أن يصبر ويستمر في قرع باب الملك حتى يفتح الله جل وعلا له، مستشهدة بما يقول ابن مسعود -رضي الله تعالى عنه- : "إن العبد ليهم بالأمر من التجارة والإمارة حتى ييسر له فينظر الله إليه فيقول للملائكة اصرفوه عنه فإنه إن يسرته له أدخلته النار".
أنواع الرزق
الرزق ليس مخصوصًا أو منحصرًا في المال وحده، وإن كان من حرم المال يشعر بالتعاسة، رغم أن السعادة غير مرتبطةٍ بجني المال وحسب، وسبب ذلك أنه يتصوّر كثير من الناس أنَّ الرزقَ محصورٌ فقط في المال، وهذا نوعٌ واحدٌ ضيِّقٌ من أنواع الرزق، بينما أنّ أنواع الرزق أكثر من أن يُحصر في المال، وهي كثيرة يمكن تعدادها حتى تشمل جميع جوانب حياة الإنسان وما يُنتفع به فيها، وما قد يسَّره الله له لتسهيل العيش في الدنيا، ومن أنواع الرزق ما يلي:
• أجمل الأرزاق؛ سكينة الروح، ونور العقل، وصحة الجسد، وصفاء القلب، وسلامة الفكر، ودعوة أم، وعطف أب، ووجود أخ، وضحكة ابن، واهتمام صديق ودعوة محبين.
• رزقُ الإيمان: فالمؤمن بربّه والمؤمن بوجوده هوَ صاحبُ رزقٍ عريض وعطاءٍ عظيم، ولأنّ الرزق هوَ نفعٌ للإنسان ومن مميزاته أنّهُ يأتي دومًا بالخير، فالإيمان رزقٌ يؤدّي بصاحبهِ إلى دُخول الجنّة والسعادة في الدُّنيا والآخرة.
• رزقُ العِلم والفقه والحِكمة: فالعِلم هو ميراث الأنبياء، وكذلك الحِكمة هيَ عطاء عظيم؛ لأنَّ الله قالَ عمّن أوتي الحكمة بأنّهُ أوتيَ خيرًا كثيرًا، وكذلك الفقه والفهم هوَ رزق واسِع؛ لأنَّ من يُرِدِ اللهُ بهِ خيرًا يُفقّههُ في الدين.
• رِزق الصحّة والعافية: الصحة هيَ نعمةٌ ورزقٌ لا يملكها كثيرٌ من الناس، ومن كانَ مُعافىً في بدنه فكأنّهُ قد ملكَ الدُنيا بأسرها، فليست نعمةٌ في الدنيا -بعدَ الإيمان بالله- تعدلُ نعمة الصحة والعافية.
• رِزق المال: وهوَ رزقٌ يعتاش منهُ الإنسان، ويقضي بهِ حوائجه، وينتفع بهِ هو وأهله. رزق الزوجة الصالحة: فإن الزوجة الصالحة من الرزق الذي يهبه الله لعباده، وبذلك جاءت الإشارة النبويّة؛ حيث صحَّ عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: (الدُّنيا متاعٌ، وخيرُ متاعِ الدُّنيا المرأةُ الصَّالحةُ).
• رِزق الذُريّة الصالحة: رزقُ الذريّة الصالحة من خير ما يتحصّل عليه الإنسان في الدنيا؛ لأنَّ الذريّة الشقيّة تُشقي صاحبها وتُشقي المُجتمعات، بينما الذريّة الطيّبة تَسعد بها أنت ومن حولك، وهي قُرّةُ عين ومصدر للسعادة.
• رزق محبّة الناس لك: فالإنسان القريب من الناس والمألوف عندهم هوَ شخصٌ محظوظ قد ألقى الله لهُ القَبول في الأرض وبين عباده، فكم من شخصٍ ذائع الصيت بكرمِ أخلاقه وحُسن سُمعته! وكم من شخصٍ منبوذ بين الناس مُحتقَر عندهم بغيض إلى قُلوبهم!