متاعب المعيشة و أعباء التنقل من مكان إلى آخر بمدينة نقادة جنوب قنا ، خلال رحلته اليومية لبيع الأسماك و الفواكه، حولته إلى شاعر بالفطرة، مرة يتغزل فيما يحمل من فواكه وخضراوات، ومرة أخرى ينشد مربعات واو شاكياً بها حاله، أو مداعباً زبائنه، إلى أصبح من المميزين فى فن الواو.
جابر محمد عبدالمطلب، و الشهير بـ جابر العبد، مثل الكثير من الشباب لم يحظى بوظيفة حكومية توفر عليه عناء البحث عن فرصة عمل فى القطاع الخاص، فقرر أن يبدأ حياته بالعمل فى مجال السياحة، وخلالها استطاع إتقان عدد من اللغات، لكنه سرعان ما تركها عائداً إلى قريته الخطارة بمركز نقادة، ليعمل فى بيع الأسماك و الفواكه.
جولاته فى القرى ومواقف الحياة اليومية، التى يعيشها و يصادفها خلال رحلة عمله فى بيع الفواكه و الأسماك، ساهمت بشكل كبير فى ثقل موهبته فى الشعر ، و مالكاً لثروة كبيرة من مربعات الواو تستحق أن تحتويها كتب و دواوين كاملة، إلا أن الظروف المادية و المعيشية لا تسمح بأن ينشرها فى كتاب.
اعتاد جابر العبد، تقسيم اليوم إلى نصفين، الصباح يقضيه فى بيع الفواكه و الأسماك، ليستعين من أرباحهم على تلبية متطلبات الحياة اليومية، والمساء فى تدوين مربعات الواو على صفحات موقع التواصل الاجتماعى"فيسبوك"، لكى يوثق ما جادت به خواطره من إبداع.
قال جابر العبد، أقيم فى قرية الخطارة بمركز نقادة جنوب قنا ، و أعمل فى بيع الفواكه و الأسماك، منذ فترة كبيرة، وخلال عملى فى البيع، رزقنى الله موهبة كتابة شعر الفصحى، لكن لم استمر كثيراً لظرف البيع التى تأخذ منى وقت كبير، ومع الوقت بدأت أتخصص فى شعر الواو، حيث تتناسب مع طبيعة الحياة التى أعيشها، و أيسر فى توصيل الرسالة المطلوبة للأهالى الذين أتعامل معهم.
و تابع العبد، الشعر مشاعر من حزن هم وفرح أعيشها و أصوغها وفقاً لمشاعرى، فأكتب أحياناً عن الموز أو التفاح ، أو حسب الفواكه الموجودة معى وحسب حالتها، حتى أخفف عن نفسى متاعب الحياة، فعلى سبيل المثال قلت الواو:
الواو دا فن مدروس
يلمس قضايا و واقع
لا هجص ولا مد روس
غلباوي صدرك و واقع
أما الفواكه، فحظيت بنصيب كبير من مربعاتى، فقد تغزلت فى بعضها، و عبرت عن غضبى من سوء حالة بعضها.
قلت عن الموز:
الموز عندى بنقطة
وتعبانة منى مفاصل
تجيك يا نطع نقطة
واقف ساعة تفاصل
أما التين فقال عنه:
خلينى جارك أبيع تين
أفضى و أعبى كياسى
مولود فى ساعة كانت طين
ولا شوفت ياس كياسى
فيما قال عن الجوافة:
و قعدت أبيع جوافه
من الصبح حتى بطانى
عزيز ونفسى عوافه
بس الزمان م أعطانى
و أضاف العبد، لم أشترك فى مؤتمرات أو مهرجانات، لكن ظهرت فى بعض القنوات و الصحف المحلية، و لدى رصيد هائل من شعر الفصحى و عدد لا حصر له من مربعات الواو، لكن ليس لدى وقت أو أموال لطبع ديوان يضم أعمالى.
و يأمل العبد، أن يجد الدعم المناسب من وزارة الثقافة، لظهور دواوينه إلى النور، خاصة و أنها تعبر عن مواقف يومية حقيقية، يواجهها خلال رحلة عمله اليومية من قرية إلى أخرى.