قالت الدكتورة نهى السيد ابراهيم سيد أحمد، أستاذ باحث مساعد بقسم التكنولوجيا الحيوية الطبية، قسم التكنولوجيا الحيوية الميكروبية، معهد بحوث التقنيات الحيوية، إن تغير المناخ هى ظاهرة يحدث فيها اخـتلال فـي الظـروف المناخيـة المعتـادة كـالحرارة وأنمـاط الريـاح والمتسـاقطات التـي تميز كل منطقة علـى الأرض.
وأوضحت في بيان صادر عن المركز القومي للبحوث،أن وتيـرة وحجـم التغيـرات المناخيـة الشـاملة تـؤديعلـى المـدى الطويـل إلـى تـأثيرات هائلـة على الأنظمة الحيوية الطبيعية، كما ستؤدي درجات الحرارة المتفاقمة إلى تغير في أنواع الطقس كأنماط الرياح وكمية المتساقطات وأنواعها، إضافة إلى حدوث عدة أحداث مناخية قصوى محتملة؛ مما يؤدي إلـى عواقـب بيئيـة واجتماعيـة واقتصادية واسعة التأثير ولا يمكن التنبؤ بها.
وأضافت أنه قـد سـجلت درجــات الحـرارة لسـطح الأرض زيــادة مطـردة خـلال المائــة عـام الماضـية تتــراوح بـين 5,0 – 7,0 درجــة مئويــة وهى ما يطلق علي هذه الظاهرة مسمى "الاحتباس الحراري" التي تعاني منها الكرة الأرضية نتيجة الثورة الصناعية. حيــث أدت الأنشــطة البشــرية المتمثلــة فــي الثــورة الصــناعية والتكنولوجيــة إلــى زيــادة معــدل انبعاثــات غــازات الاحتباس الحراري وزيادة تركيزاتها بالغلاف الجوى.
وأشارت إلى التغير المناخى وآثاره السلبية فهناك العديد من المخاطر المناخية التي يجب على العالم أن يستعد لمواجهتها بشكل عاجل، بدءا من الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية بسبب الظروف المناخية القاسية إلى انعدام الأمن الغذائي الناجم عن الجفاف، لكن أحد المجالات التي يشكل فيها تغير المناخ الخطر الأكثر أهمية هى صحة الإنسان. عندما تحل الكوارث الطبيعية يكون عدد القتلى الناجم عن الفيضانات أو المجاعات أو انهيار المباني هو مجرد بداية؛ فالأمراض الناتجة عن مثل هذه الأحداث تُسبب أضرارا أكبر بكثير، وفي حال استمرار ارتفاع درجات الحرارة ومستويات سطح البحر في العالم، يزداد عدد الكوارث الطبيعية وشدتها، بالإضافة إلى خطر الأوبئة القاتلة وتفشي الأمراض.
كما أوضحت تأثير التغير المناخى على الصحة العامة للانسان، وهو أن التغير المناخي يساهم في نشر الأمراض وأدّت نتائج ارتفاع الحرارة إلى زيادة عدد الأشهر التي تنتشر فيها الملاريا منذ الخمسينيّات، وتوسّع عدد المناطق التي تؤمّن بيئة حاضنة لانتقال الكوليرا. كما ازدادت قدرة انتشار الفيروسات على الانتشار، وبينها الفيروسات المسببة لحمّى الضنك وزيكا، على مستوى العالم.
ونوهت بأنه قد أدت ظاهرة التغير المناخى بطريقة مباشرة وغير مباشرة على الصحة العالمية والبيئة العالمية فمثلا على سبيل المثال، تؤدي عملية إزالة الغابات في الوقت نفسه إلى زيادة ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي وتجبر الخفافيش والحيوانات الأخرى التي قد تكون حاملة للمرض على الاتصال بالبشر، وهو ما كان على الأرجح سبب ظهور هذا الفيروس التاجي ( فيروس كورونا) . على المدى الطويل، من المرجح أن يؤدي الاحتباس الحراري إلى نقل أمراض استوائية يحملها البعوض مثل فيروس غرب النيل وزيكا والملاريا إلى خطوط العرض الشمالية.
وتابعت تعد أيضا حرائق الغابات في الولايات الغربية الأمريكية (وفي أجزاء من أستراليا وسيبيريا وأوروبا) إلى حد كبير نتيجة للاحتباس الحراري. لكنها تُساهم أيضًا في زيادة انبعاثات الغازات الدفيئة من خلال إرسال العديد من أطنان ثاني أكسيد الكربون إلى الغلاف الجوي. ويمكن أن تتسبب الجسيمات المنبعثة من الدخان في إتلاف رئتي الأشخاص المعرضين بالفعل لخطر الإصابة بفيروس كوفيد 19.
واستطردت "الرعاية الصحية والتحصين للحد من الاثار السلبية للتغير المناخى على الصحة العامة
بدون رعاية صحية أولية فعالة ستكون الاستجابة للصدمات متفاعلة ومكلفة وغير فعالة دائما، ولحسن الحظ، هناك بالفعل نظام يمكنه توفير المستوى اللازم من الرعاية، وهذا النظام هو الذي كفل وصول التحصين إلى عدد أكبر من الأشخاص مقارنة بأي تدخل طبي آخر، فأصبح بإمكان أكثر من 80٪ من الأطفال في جميع أنحاء العالم- بما في ذلك العديد من أفقر دول العالم وأكثر البيئات صعوبة- الحصول على لقاحات روتينية تحميهم من أمراض مثل الدفتيريا والكزاز والسعال الديكي".
واستكملت: “ ويمكن أن يكون نظام التحصين والذي يجب بالتأكيد توسيعه للوصول إلى جميع الأطفال بمثابة أساس لبناء الرعاية الصحية الأولية، وبفضل العلاقات المجتمعية وسلاسل الإمداد والموظفين المدربين ومراقبة البيانات والأمراض والسجلات الصحية الموجودة بالفعل، يصبح من الأسهل بكثير تقديم التدخلات الصحية الأخرى التي يمكن أن تفيد الأفراد والمجتمع ككل، مثل المكملات الغذائية وبرامج الوقاية من الملاريا”.