دعت الصين إلى بذل جهود دولية جماعية لتسوية القضية الفلسطينية لأنها هي جوهر قضايا الشرق الأوسط، موضحة أن الحل الشامل والعادل أمر بالغ الأهمية للسلام والاستقرار الإقليميين، وهو كذلك بالنسبة للنزاهة والعدالة الدوليتين.
وقال قنج شوانج، نائب مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة- أمام جلسة للجمعية العامة بشأن القضية الفلسطينية والوضع في الشرق الأوسط، نقلا عن وكالة الأنباء الصينية (شينخوا) ، اليوم /الخميس/- أنه منذ بداية العام الجاري، ظل الوضع في الأرض الفلسطينية المحتلة متقلبا مع تجدد القتال في غزة، ما أدى إلى سقوط مئات الضحايا المدنيين وإلحاق أضرار جسيمة بالبنية التحتية، فضلا عن اندلاع اشتباكات عنيفة في الضفة الغربية.
وقال قنج "الحقائق تثبت مجددا أن الإدارة الجزئية للأزمة لا يمكن أن تحل محل تسوية شاملة وعادلة، وأن المساعدة الاقتصادية والإنسانية كإجراء مؤقت لا يمكنها سد العجز السياسي والأمني الراسخ.. المطلوب الآن هو الإرادة السياسية القوية، والعمل الدبلوماسي الفعال، والجهود الجماعية للمجتمع الدولي بأسره، ما يتضمن مجلس الأمن"، مضيفا "إن الصين تشجع فلسطين وإسرائيل على السعي لتحقيق الأمن المشترك".
وتابع أن "إسرائيل وفلسطين جارتان لا تنفصلان، وأمنهما معا مترابط وغير قابل للتجزئة ، وإذا كان أمن أحد الطرفين مبنيا على انعدام الأمن لدى الطرف الآخر، فلن يتم كسر دائرة العنف ولن يمكن التغلب على المعضلة الأمنية، ويتعين على المجتمع الدولي أن يولي اهتماما متساويا للمخاوف الأمنية لكلا الجانبين، ويشجعهما على إيجاد أكبر أرضية مشتركة من خلال الحوار والتعاون لتحقيق الأمن المشترك".
وأوضح أن الصين تدعو إلى التمسك بسيادة القانون على الصعيد الدولي، لافتا إلى أن الأنشطة الاستيطانية تنتهك القانون الدولي، وتتعدى على الأراضي الفلسطينية، وتصادر الموارد الفلسطينية، وتضغط على الحياة المعيشية للشعب الفلسطيني، وتحث الصين إسرائيل على الوقف الفوري لجميع الأنشطة الاستيطانية، والتوقف عن تغيير الوضع الراهن في الأراضي المحتلة من جانب واحد، وترسيم الحدود النهائية من خلال المفاوضات السلمية.
وقال إن الصين تدعم تحسين الاقتصاد الفلسطيني وسبل العيش في فلسطين، داعية إسرائيل إلى تخفيف القيود غير المعقولة على استخدام الأراضي وحركة الناس في الأراضي المحتلة، وتهيئة الظروف المواتية لتنمية المجتمعات الفلسطينية في الضفة الغربية، ورفع الحصار عن غزة في أقرب وقت ممكن.
وأضاف "يتعين على المجتمع الدولي تقديم المساعدات لفلسطين عبر قنوات متعددة للمساعدة في تخفيف أزمتها المالية وضمان توفير الخدمات العامة"، مشيرا إلى أن الصين تحث على تنفيذ حل الدولتين على نحو كامل.
ولفت إلى أن السعي إلى حل دائم على أساس حل الدولتين يعد توافقا دوليا وهو السبيل الوحيد للمضي قدما، الذي يجب التمسك به بقوة، مشددا على أنه يتعين على المجتمع الدولي تحويل حل الدولتين من مجرد توافق في الآراء إلى إجراءات عملية، ومن مجرد رؤية إلى حقيقة واقعة.
وجدد قنغ التأكيد على أن الصين تدعم إقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة والاستقلال على أساس حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، كما تدعم التعايش السلمي بين فلسطين وإسرائيل والتنمية المشتركة للعرب واليهود معا.
وقال إن الصين، باعتبارها عضوا دائما بمجلس الأمن ودولة كبيرة مسؤولة، ستواصل العمل مع المجتمع الدولي على ممارسة التعددية الحقيقية، والمساهمة بنشاط في تحقيق حل دائم وعادل وشامل للقضية الفلسطينية، وتحقيق أمن شامل وازدهار مشترك في الشرق الأوسط.