ترسيب الطمي.. خطر جديد يعجل بانهيار سد النهضة الإثيوبي| ماذا يحدث؟

لا يتوقف الحديث عن المشكلات التي يواجهها “مشروع سد النهضة”، منذ عملت إثيوبيا على إنشائه في أبريل عام 2011.

أسباب تعرض سد النهضة للانهيار

يتم الحديث من حين لآخر عن الأزمات التي قد تعصف بالمشروع وتؤدي إلى انهيار السد في فترة قريبة، وقد سبق وتم الحديث عن الأرض التي يقام عليها السد وهي أرض شديدة التحلل والتشقق.

بالإضافة إلى أن إثيوبيا تحتل المرتبة الأولى عالميا في شدة انجراف التربة والإطماء، هذا بجانب أن مياه النيل الأزرق تجري في انحدارات شديدة من 1800م عند بحيرة تانا إلى 500م عند سد النهضة، وتصب المياه بغزارة في فترة “يوليو- أغسطس - سبتمبر”، ويصل متوسط الصرف اليومي في أغسطس إلى 600 مليون متر مكعب، ما يشكل فيضانات كبيرة.

ولا توجد أراضٍ مسطحة حول سد النهضة أو البحيرة للزراعة المروية، وأن السد المكمل ركامي وطوله 5 كم ومقوس، بحيث توجد جهة مقعرة في اتجاه البحيرة، ما يسبب ضعفه، بالإضافة إلى انتشار ظاهرة الانزلاقات الأرضية وتساقط الصخور بفعل التشققات والأمطار الغزيرة وقوة اندفاع المياه والفيضانات الطميية.

جدير بالذكر أن إثيوبيا أكثر الدول الأفريقية من حيث النشاط الزلزالي، حيث شهدت 8 زلازل في السنوات الخمس الأخيرة تراوحت شدتها بين 4 و5.2 درجة على مقياس ريختر.

ظاهرة خطيرة تعجل بعمر السد

ومؤخرا، أثار الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، الجدل حول مشروع سد النهضة، وكتب منشورا عبر حسابه الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، قال فيه: “إثيوبيا الأولى عالميا في ترسيب الطمى، ما يعجل بالعمر الافتراضي لسد النهضة”.

وأضاف: "تتكون الهضبة الإثيوبية من جبال بركانية بازلتية تكونت في العصور الجيولوجية القديمة نتيجة وجود الأخدود الأفريقي العظيم الذي يقسم إثيوبيا نصفين، وترتفع الجبال إلى أكثر من 4620 مترًا فوق سطح البحر”.

وتابع: "كما تكون نظامًا مطريًّا فريدًا، حيث تسقط الأمطار بغزارة في موسم قصير من يوليو إلى سبتمبر مندفعة من أعلى الجبال، وتعمل بشدة على تعرية الصخور البازلتية التي تتكون من أضعف المعادن (أولوفين وبيروكسين) وأغناها من العناصر الكيميائية (سيليكون - صوديوم - بوتاسيوم - كالسيوم - حديد - ماغنسيوم - منجنيز) الضرورية للنباتات، ولذا فإن البازلت يكون أخصب الأراضي الزراعية، وتكونت حوالي %95 من التربة الزراعية في السودان ومصر من الرواسب الإثيوبية”.

وأوضح أن جميع الأنهار التي تنبع من إثيوبيا تتميز بكمية طمي هائلة تصل في حوض النيل الأزرق إلى حوالي 200 مليون م3/سنة، ولهذا سمي “الأزرق”، وعند انتهاء اكتمال سد النهضة فإن السعة التخزينية سوف تقل تدريجيًّا كل 5 سنوات بمقدار مليار م3 واحد نتيجة ترسيب الطمي، وسوف يتوقف التوربينان الحاليان (عند مستوى منخفض 565 م) بعد حوالى 17 عامًا، ثم باقي التوربينات (عند مستوى 595 م) بعد 70 عامًا وهو العمر الافتراضي للسد طبقًا للظروف الحالية.

ولفت إلى أنه لم يحدث انهيار قبل ذلك نتيجة العوامل الجيولوجية المختلفة، منها العمر الافتراضي للسد العالي الذي قدر بـ 500 سنة، وبعد مرور أكثر من 51 سنة على إنشائه ازداد عمره إلى أكثر من 550 سنة نتيجة ترسيب معظم الطمي في السدود السودانية.

وأشار إلى أن الصور الفضائية تظهر استمرار فيضان المياه أعلى الممر الأوسط بكمية تقدر بحوالي 50 مليون م3/يوم نتيجة توقف التوربينين، وغلق بوابتي التصريف، وسوف يتوقف تدفق المياه من أعلى في حالة تشغيل التوربينين أو أحدهما بكفاءة (تصريف 50 - 100 مليون م3/يوم) أو فتح إحدى بوابتي التصريف.