أعلن تنظيم داعش الإرهابي، اليوم الأربعاء، مقتل زعيمه أبو الحسن الهاشمي القرشي، خلال معركة، كما أعلن عن خليفة جديد له.
وقال متحدث باسم التنظيم إن الهاشمي، وهو عراقي، قُتل في معركة مع "أعداء الله"، دون أن يوضح تاريخ وفاته أو ملابساتها.
مقتل زعيم داعش
وأضاف المتحدث، في رسالة صوتية، أن الزعيم الجديد للتنظيم هو أبو الحسين الحسيني القرشي، ولم يفصح المتحدث عن تفاصيل بشأن الزعيم الجديد، لكنه قال إنه جهادي "مخضرم"، ودعا جميع الجماعات الموالية لتنظيم الدولة الإسلامية إلى مبايعته.
من جهته، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي للصحفيين إن البيت الأبيض رحب بنبأ مقتل زعيم تنظيم داعش أبو الحسن الهاشمي القرشي.
وأضاف كيربي عندما سئل عن أنباء وفاة زعيم التنظيم "نرحب بإعلان أن زعيما آخر لداعش لم يعد يمشي على وجه الأرض".
وفي 26 مايو الماضي ألقي القبض على زعيم تنظيم داعش أبو الحسن القرشي، بمداهمة في إسطنبول، وقال مسؤولون أتراك إن زعيم تنظيم داعش الجديد قد ألقي القبض عليه في غارة بإسطنبول.
وقُتل زعيم التنظيم السابق، أبو إبراهيم القرشي، فبرايرالماضي، في غارة أمريكية في محافظة إدلب شمالي سوريا، كما قُتل سلفه، أبو بكر البغدادي، في إدلب أيضا في أكتوبر عام 2019.
أبو الحسن الهاشمي
ولقب أبو الحسن الهاشمي، أو زيد العراقي، أيضاً بأستاذ داعش، حيث كان يتولى إمارة ديوان التعليم في التنظيم وقت بسط سيطرته على مناطق واسعة من سوريا والعراق وإعلان خلافة مزعومة.
وعادة ما يعرف زعماء داعش بأكثر من كنية، فأبو بكر البغدادي هو نفسه إبراهيم عواد البدري وأبو دعاء السامرائي. كما أن أبو إبراهيم الهاشمي القرشي هو نفسه حجي عبد الله قرادش، وأبو عمر قرادش.
ومني تنظيم داعش الذي سيطر في العام 2014 على مناطق واسعة في سوريا والعراق، بهزيمة أولى في العراق في العام 2017 ثم في سوريا في العام 2019، وخسر كامل مناطق سيطرته.
إلا أن عناصره المتوارين لا يزالون يشنون هجمات وإن محدودة في البلدين خصوصاً ضد القوى الأمنية. كما يتبنى التنظيم هجمات في دول أخرى.
ومن جانبه قال الدكتور منير أديب، باحث متخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، لا شك أن مقتل أبو الحسن القرشي سينعكس على التنظيم وقواته ومستقبله ولكن لا يمكن اعتبار أن التنظيم انتهى بموت أحد قادته خاصة وأن التنظيم خسر في فترة وجيزة ثلاثة حلفاء له بدءاً من أبو بكري البغدادي وإبراهيم الهاشمي وأبو الحسن الهاشمي وقد بدأ التنظيم الأن في إعلان قيادة جديدة له خلفاً على القيادة التي قتلت.
وأضاف أديب في تصريحات لـ “صدى البلد”، أنه تمت تسمية خليفة جديد باسم أبو الحسين القرشي وبالتالي التنظيم الأن بات قادراً على اختيار قياداته والتنظيم منذ اللحظة الأولى منذ إعلان وفاة أبو الحسن الهاشمي اختار خليفة في نفس إعلان الوفاة ليصير خليفة جديدة له ولديه أيضاً القدرة على تجديد دمائه واختيار بدائل ربما تخلف القيادات التي تم استهدافها وهذا دليل قوة للتنظيم وليس دليل ضعف ولا نستطيع أن نحصر التنظيم في بعض القيادات التي قتلت أو التي لم تقتل.
قوة لا ضعف
وتابع إذا تعاملنا على أن زعيم داعش قتل فهذا دليل ضعف التنظيم فيمكن اعتبار أن مقتل أبو بكر البغدادي الذي استمر في تولي قيادة التنظيم منذ 2014 ومنذ تم إعلان دولة داعش وصعد المسجد النوري حتى سقطت هذه الدولة وهذا دليل على أن التنظيم كان تنظيماً قوياً منذ عام 2014 وحتى العام 2019 وربما وجود أسامة بن لادن على رأس التنظيم، وكونه لم يستهدف إلا في في عام 2011 هذا يدل على أن التنظيم كان قوياً.
وأضاف أديب أنه لا يمكن اعتبار القوة والضعف في وجود رأس التنظيم وبقائه لأن قوة التنظيم لا تحسب بوجود هذه القيادات أو بنجاحها في الاختباء وإنماء بقدرة التنظيم على تنفيذ عمليات مسلحة وعمليات نوعية وداعش مازال قادر على تنفيذ عمليات نوعية كما أن الظروف التي مر بها التنظيم قبل إعلان دولته 29 يونيو 2014 مازالت ماثلة وموجودة حتى هذه اللحظة وهذا قد يؤدي إلى إعلان ثاني للتنظيم حتى وإن قتلت بعض قيادات هذا التنظيم.
ولفت أديب أن إعلان الخليفة الجديد في نفس بيان النعي هو دليل على رغبة التنظيم في أن يقول أنه مازال قوياً وقادر على تنفيذ عمليات مسلحة وأن قوته ليست في وفاة الزعيم السابق وإنما في اختيار زعيم جديد ربما يقوم بمواصلة المسير مرة ثانية وهي المسيرة التي ربما نجح الزعيم السابق في أن يقوم بها على مدار السنوات القليلة الماضية وهي ضربة موجعة للتنظيم لكنها لم ولن تقضي على التنظيم بصورة قوية وإذا أردنا أن نقضي على التنظيم لابد أن نقضي على الظروف التي أدت إلى قبام هذا التنظيم أو ساعدت في قوة التنظيم لأن هذه الظروف مازالت موجودة وتبشر بعودة التنظيم مرة أخرى.