رغم مرور ما يقرب من 80 عاما على انتهاء الحرب العالمية الثانية، والتي كانت سببا في انتهاء فكرة سيطرة الاستعمار الغربي على بلدان العالم الثالث، إلا أنه مازالت فرنسا تحتفظ بإرث باق من تلك الإمبراطورية التي كونتها في القرن الماضي، وذلك عبر 5 جزر منتشرة في سواحل أفريقيا وأمريكا اللاتينية.
وفي 1 يناير 2016، أعلنت فرنسا التقسيم الإداري الجديد لمناطقها الداخلية، وكان الإعلان عن بدء بالعمل بتقسيم فرنسا إلى 13 منطقة في فرنسا، ليصبح العدد الإجمالي 18 بإضافة 5 مقاطعات وأقاليم ما وراء البحار، وبذلك يكون 5 من أصل 18 من مناطق فرنسا ليست جزء من أوروبا.
جزيرة مايوت في أفريقيا
مايوت أو جزيرة الموت أو مايوطة أو ماهوري (بالفرنسية: Mayotte) هي جزيرة تقع في المحيط الهندي تابعة لفرنسا، وهي جزء من أرخبيل جزر القمر تقع في الطرف الشمالي من القنال الفاصل بين موزمبيق ومدغشقر، أغلبية سكانها من المسلمين، رفضوا الاستقلال في الاستفتاء الذي أدى لاستقلال الجزر الأخرى كدولة اتحادية.
في القرن 19م، وتحديدا سنة 1841، وقعت جزر القمر تحت الاحتلال الفرنسي ليخوض شعبها فيما بعد كفاحا من أجل التحرر انتهى بالاستقلال البلاد سنة 1975، إلا أن الاحتلال الفرنسي رفض استكمال القمريين وحدتهم الترابية، مفضلاً الاحتفاظ بسلطته على جزيرة "مايوت" إلى اليوم، لتبقى الجزيرة وشعبها المسلم الأرض الوحيدة الإسلامية العربية بالاتحاد الأوروبي.
وقد كافح سكان جزر القمر الاحتلال الفرنسي طويلاً، إلى أن متَّعهم بالحكم الذاتي سنة 1961، بعدها بثلاث سنوات طالبت الجزر بالاستقلال التام. وبعد كفاح طويل ضد الاحتلال أجبرت فرنسا على إجراء استفتاء حول الاستقلال في جزر القمر عام 1974.
سنة 1974، صوت 95% من سكان جزر القمر الكبرى لصالح الاستقلال، الذي اعترفت به الأمم المتحدة بعد خمسة أشهر، إلا أن فرنسا أعادت الاستفتاء عام 1976، وهذه المرة صوّت 65% من سكان جزيرة مايوت لصالح البقاء تحت الإدارة الفرنسية، في حين صوّت 95% من سكان الجزر الأخرى لصالح الاستقلال، ولم تحصل على استقلالها رغم قرار الأمم المتحدة بهذا الخصوص.
واستخدمت فرنسا حق الفيتو وأبدت اعتراضها على قرارات مجلس الأمن التابع لمنظمة الأمم المتحدة التي تؤكد سيادة جزر القمر على الجزيرة، ولم يعد الحكم إلى جزر القمر مطلقا.
وتتكون الدولة رسميًا من أربعة جزر في أرخبيل جزر القمر البركاني وهي: انجزيجة جزيرة موالي وجزيرة أنزواني وجزيرة ماهوريه بالإضافة إلى العديد من الجزر الأصغر مساحة، وعلى الرغم من ذلك، فإن حكومة الاتحاد القمري (أو أسلافها منذ الاستقلال) لم تحكم مطلقا جزيرة مايوت التي تعتبرها فرنسا مستعمرة فرنسية عبر البحار ولا زالت تحكمها.
جزيرة ريونيون بالقرب من موريشيوس
لاريونيون (بالفرنسية: La Réunion) هي جزيرة فرنسية يبلغ عدد سكانها حوالي 800,000 نسمة تقع في المحيط الهندي، شرق مدغشقر، على بعد حوالي 200 كم (120 ميلاً) من موريشيوس، أقرب جزيرة.
وإدارياً، لاريونيون واحدة من أقاليم ما وراء البحر الفرنسية، مثل باقي أقاليم ما وراء البحر، وهي جزء لا يتجزأ من الجمهورية بنفس الوضع القانوني للأراضي الفرنسية الموجودة على البر الأوروبي، وتعتبر لا ريونيون من إحدى المناطق الخارجية في الاتحاد الأوروبي وهي باعتبارها إقليم فرنسي وراء البحر، جزء من منطقة اليورو.
أثّرت الهجرة الفرنسية المصحوبة بأفواج من المهاجرين الأفارقة والهنود والملايو خلال فترة الواقعة ما بين القرن السابع عشر والقرن التاسع عشر على التنوع العرقي في الجزيرة، ومع افتتاح قناة السويس عام 1869 قلّت أهمية الجزيرة اقتصاديا وتوقفت على إثرها شركة الهند الشرقية التجارية، وخلال الحرب العالمية الثانية، كانت ريونيون تحت سلطة حكومة فيشي التي وقعت الاستسلام أمام ألمانيا النازية بعدما احتلتها في 22 حزيران 1940، إلى أن تحررت في 30 نوفمبر 1942 من قبل المدمرة ليوبارد.
جزيرة مارتينيك بالكاريبي
مارتينيك (بالفرنسية: Martinique) هي جزيرة تقع في شرق البحر الكاريبي الي الشمال من ترينيداد وتوباغو، مساحتها 1128 كم2 وعدد سكانها 398000 نسمة (2005)، وهي من مجموعة جزر الأنتيل الصغرى، وتعتبر أحد الأقاليم المكونة للأراضي الفرنسية.
وصل كريستوف كولومبوس إلى الجزيرة عام 1502 م في رحلته الخامسة، وبدأ الفرنسيون استعمارهم للجزيرة عام 1635 م وجعلوا فور دو فرانس العاصمة.. وجعلت الحكومة الفرنسية من الجزيرة جزءاً من إدارة ماوراء البحار أي مقاطعة إدارية عام 1946، وفي عام 1958 اختارت الجزيرة أن تبقى تابعة لفرنسا، ويمثلها حاليًا ثلاثة نواب في مجلس النواب الفرنسي ويحكمها الآن مجلس عام ينتخبه السكان.
جزر وادي اللُّبّ بالبحر الكريبي
جزر وادي اللُّبّ (بالفرنسية: Guadeloupe) هي منطقة فرنسية جزرية توجد ضمن مجموعة جزر ليوارد الواقعة في جزر الأنتيل الصغرى والتي تمتد على شكل قوس من المحيط الأطلنطي والبحر الكاريبي، وبلغ عدد سكانها عام سنة 2014 الـ400,186 نسمة ويتحدث سكانها اللغة الفرنسية، وجوادلوب هي جزء من الاتحاد الأوروبي؛ ومن ثم فعملتها هي اليورو، لكنها لا تخضع لاتفاقية شينجن، وعاصمة تلك الجزر هي باس-تير.
في الماضي استطاع البريطانيون السيطرة على الجزيرة من الحكم الفرنسي، وذلك في عام 1810، واستمرت السيطرة البريطانية حتى عام 1816، ولكن تنازلت بريطانيا عن الجزيرة إلى السويد لفترة وجيزة من الزمن بلغت الخمسة عشر شهرا، وجاء هذا في ضوء الإعلان عن قيام الحلف الأنجلو-سويدي يوم 3 مارس عام 1813، وظلت الإدارة البريطانية في موقعها خلال فترة التبعية السويدية واستمر الحكام البريطانيون في مناصبهم.
تنازلت السويد عن جوادلوب إلى فرنسا في معاهدة باريس عام 1814، وأدت التسوية التالية بين بريطانيا والسويد إلى ظهور صندوق غوادلوب، واعترفت معاهدة فيينا عام 1815 بالسيطرة الفرنسية على غوادلوب بصورة حاسمة.
منطقة جويانا على حدود البرازيل
منطقة جويانا الفرنسية (بالفرنسية: Guyane française)، المعروفة رسميًا باسم جويان (بالفرنسية: Guyane) هي أحد أقاليم ما وراء البحار الفرنسية، تقع على الساحل الشمالي لأمريكا الجنوبية ولها حدود مع دولتي البرازيل وسورينام، وتعتبر جويانا الفرنسية، كما باقي أقاليم ما وراء البحار، وعملتها اليورو.
تبلغ مساحة غويانا الفرنسية حوالي 83,534 كيلومترًا مربعًا، وهي قليلة السكان، حيث يعيش أقل من 3 أشخاص في كل كيلومتر مربع، ويقطن حوالي نصف السكان، الذين وصل عددهم لحوالي 229,000 نسمة في سنة 2009، يقطنون الضواحي المحيطة بمنطقة المدينة الرئيسية، كايين.
يعود تاريخ غويانا الفرنسية المكتوب إلى القرن الخامس عشر عندما راد كريستوفر كولومبوس شواطئها للمرة الأولى، وقد توالى على حكم المنطقة والسيطرة عليها 4 إمبراطوريات أوروبية كبرى هي البرتغال وفرنسا وبريطانيا وهولندا، إلا أن الغلبة في نهاية المطاف كانت لفرنسا التي جعلت من غويانا إقليمًا تابعًا لها فيما بعد.