الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل الدين يثبت للإنسان لمجرد كان عليه الآباء؟.. دار الإفتاء ترد

دار الإفتاء
دار الإفتاء

أجابت وحدة حوار ، إحدى الوحدات الجديدة بدار الإفتاء المصرية، على سؤال يقول "هل الدين يثبت للإنسان لمجرد أنه دين الآباء؟ أو هناك معايير أخرى تحدد؟ انا ولدت مسلم وغيري لم يحصل على ذلك.
وأجابت وحدة حوار بدار الإفتاء، أنه في تصور كل أتباع دين من الأديان أن الخلاص والنجاة حصري فيهم، وبما أن دين الإسلام هو أحد الأديان وأن السؤال موجه لنا كمسلمين، فالجواب سيكون في اعتقادنا عن أصول البحث "العقدي" الديني.
 

وتابعت: نعتقد نحن المسلمون أن كل مولود يولد على الفطرة كما في نص الحديث الشريف عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من مولود إلا يولد على الفطرة..."، ومعنى الفطرة ببساطة هي عدم التمييز بمعنى أنه البحث المفرد عن النجاة دون اعتبار التنشئة، وهي التوجه القلبي نحو الاعتقاد بوجود إله وأن هذا الإله واحد لا شريك له.
 

وذكرت أنه بالبحث في الأديان نجد أن كل دين يحتوي أحد الأمرين:
إما أن يكون الإله موجود إلا أنه متعدد الصفات والأفعال، فهذا شرك، أو أنه واحد إلا أنه غير متصرف في الوجود وهذا كفر.
أما نحن المسلمون ننزه الله عن كل ذلك، فنعتقد أنه موجود ووحدانية ثابته له وهذا الاعتقاد الذي نحن عليه هو "الإسلام" بمعناه العام، فمن اعتقد هذا المعتقد وكان يسمي نفسه بأي دين آخر فهو في اعتقادنا مسلم.
الخلاص: الإنسان مطالب بالبحث والتفكر للوصول إلى الحقيقة، ومعايير اختيار الدين ومكوناته لا علاقة لها بالمكان  ولا الأسرة وإنما بالعقل والتفكر في الخلق.
لِيَنظُرُوا وَيَتَفَكَّرُوا، وَيَتَأَمَّلُونَ مَا حَولَهُم لِيَعتَبِرُوا وَيَتَذَكَّرُوا، مُمتَثِلِينَ أَمرَ رَبِّهِم حَيثُ قَالَ - سُبحَانَهُ -: ﴿ قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ العنكبوت: 20


أما من لم يصله الحق أصلا أو اجتهد في طلبه ولم يظفر به أو وصله الإسلام في صورة شائهه فهو وإن كان في الأحكام الدنيوية في عداد الكفار إلا أن نوع المعذورية ثابت لهذا الصنف في الحكم الأخروي فشرط التكليف هو بلوغ الدعوة مع سلامة الحواس وأولئك جميعًا يصدق عليهم أنهم لم تصلهم الدعوة وقد قال تعالى {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} [الإسراء: 15]، فظاهر هذه الآية أن الله لا يعذب أحدًا من خلقه لا في الدنيا ولا في الآخرة حتى يبعث إليه رسولا. [أضواء البيان في إيضاح القرآن للشنقيطي 3/65]