أصبحت المنازل "مكان خطير" بسبب تعرض العديد من الأطفال لـ العنف الأسري بأشكال مختلفة فمهن من يتعرض لـ العنف الجسدي وهناك من يتعرض العنف اللفظي وفئة أخري تتعرض النفسي.
العنف الأسري
أكدت الدكتورة فيفيان فؤاد، مستشار وزارة التضامن الاجتماعي لبرنامج وعي وبرامج المواطنة، إن العنف الأسري مفهومه أكبر كثيرًا من مفهوم ضرب الزوجات، موضحًا أن العنف الأسري هو العنف الممارس من الأشخاص داخل الأسرة من الأقوى على الأضعف، وأشهر أنواعه هو العنف ضد الأطفال.
ونشرت الصفحة الرسمية لوزارة التضامن الاجتماعي عبر "فيسبوك" فيديو جديد لمستشار الوزارة لبرنامج وعي وبرامج المواطنة، وأوضحت من خلاله أن نسبة العنف الأسري ضد الأطفال وفقًا لأخر مسح للأسرة المصرية، وصلت إلى 75 % من الأطفال من سن سنة واحدة لسن 14 سنة تعرضوا لأشكال مختلفة من العنف، بداية من الضرب الخفيف وانتهاءً بأنواع من الضرب والحرق والركل العنيف.
وأشارت إلى أن العنف ضد المرأة وفقًا للمسح الصحي الأخير هناك حوالي 25 % من النساء المصريات من سن 15: 45 سنة تعرضن لأنواع مختلفة من العنف، من بينها اللفظي والمعنوي، موضحة: أشكال كثيرة جدًا من العنف تتعرض لها النساء وخاصة البنات الصغيرات في السن، مثل ختان البنات وزواج الأطفال، وكلما كانت الطفلة أصغر كلما يزداد العنف ضدها، وأيضًا هناك عنف داخل الأسرة ضد المسنين، وعنف يمارس ضد الرجال عند كبر سنهم.
وفي ذلك الصدد، أكد الدكتور وليد هندي، استشاري الطب النفسي، أن هناك أكثر من مليار طفل سنويًا حول العالم يتأثرون بالعنف الجسدي، وهذه الإحصائية كبيرة للغاية، وتؤكد تلك الإحصائية أن كل 4 أطفال على مستوى العالم 3 أطفال يتعرضون إلى العنف الأسري، وكان هناك دراسة مصرية في عام 2015 أن 60% من الأطفال يتعرضون إلى العنف الجسد، وفي عام 2019 خط نجدة الطفل الدولي أصدر إحصائية أنه تلقى من مصر في ذلك العالم ما يقرب من 648 ألف مكالمة 37% منهم تخص العنف ضد الأطفال.
العنف ضد الأطفال
أكد هندي – في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد"، أن 88% من بلدنا العالم أصدرت قوانين تحمي الطفل من ممارسة العنف الأسري ضده، وتنفذها بشكل صارم على مرتكب العنف ضد الأطفال، وذلك بسبب الإحصائية العالمية التي تم إصدارها في عام 2017 والتي كانت تنص أن هناك 40 ألف طفل توفوا نتيجة العنف الأسري، وكانت الدولة المصرية على رأس الدول التي تنفذ القوانين الصارمة ضد مرتكبي العنف ضد الأطفال منذ بداية عام 2014، ولكن بتغيير القيادة السياسية منذ 7 سنوات أصبح هناك إرادة حقيقية لحماية الأطفال من العنف الأسري من خلال إصدار قوانين مختلفة تمنع انتشار تلك الظاهرة بشكل نهائي، وبكل أشكاله.
وتابع هندي، أن دستور 2014 أول دستور في تاريخ الدولة المصرية تدعم قانون الطفل المصري والتي تم تطويرها مؤخرًا، وهذه أول مرة يتم نص قوانين تشريعية بشكل واضح داخل الدستور تحمي الطفل وتمنع ممارسة العنف الأسري معة بكل الأشكال، وهذا كان بعد الواقعة التي حدثت بدخول ولي أمر داخل المدرسة وظل يضرب في الأطفال حتى ظهرت على أجسادهم علامات عنف واضحة.
واختتم هندي، أن ممارسة العنف الأسري ضد الأطفال ينتج عنه العديد من المشاكل الصحية، فمن الممكن أن ينتج عنه تأخر في النمو أو النطق، ومن الممكن أن ينتج عنه تهتك في بعض أوطار أطراف الجسد من اليد والقدمين، ومن الممكن أن يدخل أيضًا الطفل في أمراض نفسية مثل التوحد، فممارسة العنف الأسري تجعل الطفل يكبر بداخله الخوف ويصبح جبان ولا يجرأ على مواجهة المجتمع بمختلف أشكاله.