الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تحويل الصغار لسلعة.. كيف أثرت مواقع التواصل على المجتمع بالسلب؟| 10 توصيات

تأثير مواقع التواصل
تأثير مواقع التواصل على الصغار

تؤثر مواقع التواصل الاجتماعي سلبا بشكل كبير على المجتمع، وفي القلب منه الطفل، حيث رصدت العديد من الدراسات أن مواقع التواصل الاجتماعي، أظهرت بشكل كبير كيف يتم استغلال الأطفال لتحقيق الربح المادي، وذلك إلى جانب التأثيرات النفسية والسلوكية، مثل الانعزالية التي يعيش فيها الطفل، والتي تؤثر على شخصيته وتهز ثقته بنفسه.

أصدرت مؤسسة ملتقى الحوار للتنمية وحقوق الإنسان تقريرها بشأن تأثير مواقع التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا على الأطفال وانتهاك حقوقهم اليوم الثلاثاء والذي يتناول تأثير السوشيال ميديا السلبي على الأطفال وانتهاك حقوقهم باستغلالهم في فيديوهات السوشيال ميديا.

وأكد التقرير أن استخدام، وسائل التواصل الاجتماعي، كظاهرة اجتماعية وثقافية حديثة ترتبت عليه مجموعة من الآثار الإيجابية والسلبية في المجالات التعليمية والاجتماعية والنفسية والصحية، موضحا أنه باعتبار المحتوى الذي ينشره المستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي للأطفال محتوى يثير جدلًا ومخاوف سواء من طرف الآباء أو خبراء التربية الذين يتخوفون من تأثر الأطفال بما يشاهدونه فيظهر ذلك على سلوكهم وأخلاقهم وعاداتهم ويستحوذ على تنشئتهم وتربيتهم.

سلبيات مواقع التواصل الاجتماعي

وناقش التقرير هذا الأمر من خلال عدة محاور تتمثل في تعريف مواقع التواصل الاجتماعي، وتوضيح تأثيرات استخدامها السلبية التعليمية والتربوية، والاجتماعية والنفسية، والصحية على الطفل، ودراسة انتهاك حقوق الأطفال واستغلالهم في قنوات السوشيال ميديا من قبل عائلاتهم، والتأثير النفسي والاجتماعي الناتج عن هذا الاستغلال على الاطفال، عرض بعض الأمثلة على استغلال الأطفال في قنوات السوشيال ميديا من عائلاتهم، وتوضيح دور الدولة في حماية حقوق الطفل وتقديم بعض التوصيات.

أكد التقرير على أن خطورة وسائل التواصل الاجتماعي تكمن عندما لا تستثمر بالطريقة المناسبة في المجال التعليمي فإن استخدام الطلاب والمعلمين لوسائل التواصل الاجتماعي في عملية التعليم منخفضة جداً بالرغم من توفر البنية التحتية مع جميع المعلمين وأغلبية الطلبة وهذا ما يعكس في مجمله أن كلا من المعلمين والطلبة يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي للتفاعل مع الآخرين ولأغراض أخرى غير التعليم.

كما إن الإفراط في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، مضر بالأطفال وشخصيتهم الرقيقة فهم يعانون اليوم على كافة الأصعدة، اجتماعياً وعقلياً وجسدياً وعاطفياً، بحيث يتحكم مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي اليوم، بهوية جيل كامل، بقيمه وبصحته، ويظهر أثر هذا على صحتهم العقلية أكثر من أي جانب آخر.

تأثير السوشيال ميديا على الأطفال

وأشار الى أبرز اﻵﺛﺎر السلبية اﻟﺘﻲ تمخضت ﻋﻦ استخدام الأطفال لوسائل التواصل الاجتماعي كالتالي:

  • الإغراق ﻓﻲ التسلية وإضعاف الإبداع.
  • تشتيت الانتباه وتعطيل النوم.
  • نشر الشائعات ووجهات النظر غير الواقعية عن حياة الآخرين.
  • التحريض ﻋﻠﻰ الكراهية والعنف.
  • تشجيع  الجريمة والأفعال ﻏﯿﺮ القانونية.
  • قله التفاعل ﻣﻊ الأسرة وانعزالهم عن المجتمع وانغماسهم في عالمهم الافتراضي.

وبالتالي يؤدي إلى أمراض نفسية كثيرة منها ما يلي:

  • الانطواء الاجتماعي وعقدة الاختلاط بالآخرين.
  • عدم الثقة بالنفس وسهولة الانخداع بالمظاهر.
  • الخجل من التعبير عن الذات.

استغلال الأطفال في تحقيق الأرباح

كما أشار التقرير إلى أن ظاهرة استخدام الأطفال من قبل ذويهم لتحقيق أرباح عبر يوتيوب ومواقع التواصل الاجتماعي تمثل إشكالية كبيرة في المجتمع المصري، وذلك بسبب سعى العديد منهم لـ ركوب التريند والسعي خلف الربح السريع، حيث شهدت مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرًا سعى العديد من الآباء للتجرد من مشاعر الأبوة واستغلال أطفالهم والتشهير بهم من خلال نشر مقاطع فيديو لمواقف في حياتهم اليومية تخترق خصوصية الأطفال في مواضع مثيرة للضحك وأخرى تسعى استعطاف المشاهدين.

وأوصى التقرير الآباء بضرورة تعديل سلوك أبناءهم في النقاط التالية:

1- تأخير تملك الأبناء ما أمكن للهواتف المحمولة الحديثة، ووضع شروط متفق عليها واستشارتهم تحد من العزلة والانهماك ﻓﻲ جو هذه المواقع.

2- إيجاد بدائل من النشاطات الجاذبة والترفيهية والتطوعية للمراهقين والأطفال في داخل الأسرة.

3- يجب على الاهل تعليم ابنائهم الصواب والخطأ والإشراف عليهم وإرشادهم إلى استغلال هذه التكنولوجيا بالدعوة إلى الخير، والبعد عن استغلالهم في محتويات على السوشيال ميديا من أجل الحصول على الربح والشهرة من ورائهم بحجة موهبتهم وانتهاك حقوق الطفولة.

4- مساعدة الأطفال على تعلم كيفية الحفاظ على خصوصية المعلومات الشخصية خاصةً من الغرباء، فبعض الأشخاص ليسوا كما يدعون.

5- تذكر الأطفال بأن ما يحدث عبر الإنترنت يبقى على الإنترنت ومن الصعب حذفه (الرسائل والصور ومقاطع الفيديو).
6- تعليم الأطفال أن يحترموا دائمًا المعلومات الشخصية للأصدقاء والعائلة وألا يشاركوا أي معلومات عن الآخرين قد تسبب لهم أي إحراج أو أذى.

7- الانتباه لعلامات الضيق عند الطفل مثل: الانسحاب أو الانزعاج أو الهوس الشديد بالأنشطة عبر الإنترنت.

8- وضع حدود لوقت التعامل مع هذه الوسائل وتشجيع الطفل على اللعب في العالم الواقعي.

9- عدم استخدام وسائل التكنولوجيا كوسيلة ضغط أو مكافأة أو ابتزاز.

10- تعليم الأطفال التعامل المهذب والأخلاق الحسنة في المواقف المختلفة، خاصة على شبكات التواصل الاجتماعي التي قد يتم فيها إثارة بعض القضايا الاجتماعية والسياسية.

قوانين منع استغلال الأطفال هي الحل

من جانبه طالب سعيد عبد الحافظ رئيس مؤسسة ملتقى الحوار بحماية أطفالنا من أخطار السوشيال ميديا وضرورة توعية الآباء بهذه المخاطر من خلال وسائل الإعلام ، كما شدد على الابتعاد عن استغلال الأطفال فى قنوات السوشيال ميديا وضرورة وضع قوانين لحماية الأطفال من هذا الاستغلال، والذى يضر بالأجيال القادمة ومصلحة ابنائنا.

من جانبها، أكدت زينب صالح سالم الباحثة بمؤسسة ملتقى الحوار على ضرورة ابتعاد الآباء والأمهات عن استغلال براءة أطفالهم وتحويلهم إلى سلعة بهدف كسب المال والشهرة ، ولابد من التدخل فى هذه الظاهرة وإيقافها لما تتسبب به من انتهاك جسيم لحق الطفولة البريئة التى يجب على هؤلاء الأطفال أن يعيشوا في هذه الفترة من حياتهم.