الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الفاعل مجهول.. أكثر من 10 آلاف حريق خلال 6 أشهر بالعراق.. ماذا يحدث؟

صدى البلد

أعلنت فرق الدفاع المدني بالعراق إحكام سيطرتها الكاملة فجر اليوم الاثنين  على حادث حريق كبير، اندلع داخل مخازن عملاقة بمساحة (5000) متر مربع، مخصصة لخزن المواد الإنشائية والمشيدة من ألواح الصفائح الحديدية "الجينكو".

وقالت مديرية الدفاع المدني في بيان لها، إن المخزن تابع إلى شركة "البعد الرابع" والواقع داخل قرية الغدير السكنية شمال محافظة النجف، مبينة أن فرق الدفاع المدني في المحافظة، استنفرت ودفعت بثقلها من عجلات الإطفاء تخصصية بكامل طواقمها، مع زج عجلات حوضية سانده لتكافح النيران المشتعلة، داخل مخازن الشركة.

وأشارت إلى أن فرق الدفاع المدني تمكنت من تطويق النيران من أربعة محاور، وإبعاد خطر انتشار الحريق إلى المخازن المجاورة لموقع الحادث وإنهاء أعمال الإخماد والتبريد، من دون تسجيل إصابات بشرية، مع تحجيم الأضرار المادية.

وأوضح بيان مديرية الدفاع المدني أن المديرية طلبت فتح تحقيق واستدعاء خبير الأدلة الجنائية، لرفع العينات وتحديد أسباب اندلاع الحريق داخل مخازن الشركة.

يشار الى أن سلسلة الحرائق باتت شبه يومية في العراق، فقد أعلنت مديرية الدفاع المدني يوم أمس إخماد أربعة حرائق، إثنان منها في بابل وواحد في كل من كربلاء والأنبار.

وتكثر في العراق حوادث الحرائق بشكل كبير في الآونة الأخيرة، رغم كل الجهود التي تبذلها مديرية الدفاع المدني من حملات توعية في الدوائر والمدارس، إلا أن قلة الوعي بإجراءات السلامة والبناء بمواد غير أمنة، تجعل احتمال اندلاع الحرائق أكثر بكثير من النسب الطبيعية.

في 6 نوفمبر 2022، اندلع حريق في مخازن الوزيرية في بغداد، أعلن الدفاع المدني بعدها أن سبب الحادث هو سقوط مصعد بسبب الأحمال الزائدة، مما ولد شرارة أشعلت عبوات العطور التي تحمل داخلها غازاً سريع الاشتعال ليبدأ الحادث الذي أسفر عن كارثة، مخلفاً ضحايا مدنيين.

وكانت مديرية الدفاع المدني العامة، قد أفادت بنشوب أكثر من 10000 حريق في المدن العراقية، خلال الستة الأشهر الأولى من العام الحالي 2022، عازية ذلك إلى عدة أسباب، منها التماس الكهربائي وضعف الإجراءات الوقائية وغيرها.

وقال مدير إعلام مديرية الدفاع المدني العامة، العميد جودت عبد الرحمن داوود، في تصريح صحفي سابق إن "أكثر من 10 آلاف حادث حريق حدث خلال الستة الأشهر الأولى، متوزعة بين حادث كبير ومهم وجسيم وصغير، ومن ضمنها حوادث النفايات".

أما بشأن الأسباب الرئيسة خلف حوادث الحريق، أشار داوود في حينها إلى أن "الأسباب متنوعة وكثيرة، منها التماس الكهربائي الذي أخذ حصة الأسد بهذا الموضوع، ولأسباب أخرى منها عبث الأطفال، وعدم الاهتمام بإجراءات الوقاية والسلامة بالإضافة إلى الحوادث المتعمدة، لكن حصة الأسد تعود إلى التماس الكهربائي".

كما أعلنت مديرية الدفاع المدني إحصائيات حوادث الحرائق خلال عام 2021، التي تم إخمادها من قبل رجال الدفاع المدني في عموم المحافظات العراقية عدا إقليم كوردستان، وبلغت في مجموعها (31533) حادث حريق، تصدرت بغداد المحافظات بعدد حوادث الحرائق المسجلة، وفقاً لمديرية الدفاع المدني.

وشملت تلك الإحصائيات، حوادث الحرائق التي اندلعت داخل مبان حكومية وتجارية ومصانع ومخازن ودور سكنية وأراض زراعية وغيرها.

وأحصت مديرية الدفاع المدني، عدد حوادث الحرائق في القطاع الحكومي بـ (6189) حادث حريق، فيما بلغت عدد حوادث الحرائق في القطاع المختلط (293) حادث حريق، أما حرائق القطاع الخاص فقد بلغت (25051) حادث حريق.

يعرف العراق بالحرائق المتكررة خلال فصل الصيف، سواء في المباني الحكومية أو المنشآت الخاصة، لكن ارتفاع عددها في غير الموسم الصيفي يثير المخاوف حول تردّي الإجراءات الوقائية التي تعهدت الحكومة باتخاذها قبل نحو عامين، عقب سلسلة حرائق طالت مستشفيات كبرى، وخلفت عشرات القتلى والمصابين.