في الوقت الذي يبلغ فيه إنتاج مصر سنوياً من قش الأرز نحو 3.6 مليون طن، نجد أن محافظة كفر الشيخ من أكبر محافظات الجمهورية زراعة وإنتاجاً لمحصول الأرز وقش الأرز، ونجحت خلال السنوات الماضية في حسن استغلال القش من خلال تحفيز المزارعين على تدوير القش بدلاً من حرقه.
وتعد محافظة كفر الشيخ من أبرز المحافظات التي نجحت في استغلال إنتاجها الوفير من الأرز، واستطاعت تحويل القش من خلال تدويره إلى علف للمواشي وسماد للأراضي الزراعية لتنهي بذلك أزمة حرق قش الأرز وما يصاحبها من سحابة سوداء، وهو ما تهدف إليه الحكومة المصرية خاصة وزارتي البيئة والزراعة بالتنسيق مع وزارة التنمية المحلية.
يقول عبد المجيد علي، مزارع من مركز بيلا، إن قش الأرز كان في الماضي يمثل عبئاً كبيراً على الفلاح، وكان المزارعون يضطرون للتخلص منه بحرقه، لكن الوضع حالياً اختلف كثيراً لاسيما خلال السنوات الخمس الماضية، أصبح الفلاح يستفيد أقصى استفادة من بيع قش الأرز والاستفادة بثمنه بدلاً من حرقه وعدم الاستفادة منه.
وأضاف، أحمد عليوة، محامٍ، من مدينة كفر الشيخ، لـ «صدى البلد»، أن ظاهرة حرق قش الأرز تراجعت كثيراً عن السابق، وأصبحت عملية تدوير قش الأرز تساهم بشكل كبير في حماية صحة المواطنين من استنشاق الدخان والهواء الملوث، مشيداً في الوقت نفسه بالإجراءات الحكومية التي ساهمت في القضاء على ظاهرة حرق القش ووعي المزارعين بأهمية الاستفادة من التدوير.
وفي سياق متصل، بذلت مديرية الزراعة بمحافظة كفر الشيخ تحت إشراف الدكتور ناجح غريبة، وكيل وزارة الزراعة، جهوداً مضنية من خلال الندوات التوعوية والإرشادية بأهمية استغلال قش الأرز وتجميعه وتدويره للاستفادة منه في صورة علف للمواشي بعد إضافة بعض الإضافات الأخرى عليه وكذلك إنتاج السماد العضوي «كمبوست» منه، وهو ما استجاب إليه المزارعون بصورة كبيرة وساهم في اختفاء ظاهرة حرق القش.
ومن جانبه، طالب الكاتب الصحفي محمد زكي، عضو مجلس النواب بمحافظة كفر الشيخ، بضرورة إنشاء مصانع متخصصة في إعادة تدوير قش الأرز لإنتاج الورق والكرتون لتعظيم الاستفادة من قش الأرز الذي يمثل ثروة قومية كبيرة، وبذلك يساهم في القضاء على التلوث وتوفير فرص عمل للشباب من أبناء المحافظة، خاصة أن محافظة كفر الشيخ من أكبر المحافظات زراعة وإنتاجاً لمحصول الأرز.