“نحن من علمكم كل شيء واسألوا شارلمان عن ساعة هارون الرشيد”، بهذه الجملة الافتتاحية قدم المعلق التونسي الشهير عصام الشوالي المباراة الافتتاحية لـ كأس العالم قطر 2022، حيث أثارت الجملة التي أطلقها فضول الكثيرون، فقد أراد من خلالها استعادة تراث العرب وذكريات المجد التي مرّت على البلاد العربية خلال فترات التاريخ.
تساءل الكثيرون عن هذه الساعة الغريبة وعن شارلمان نفسه، وانهالت التعليقات سريعًا من جانب رواد التواصل الاجتماعي لمعرفة سر هذه الساعة.
روايات شفهية
وفقًا للروايات الشفهية فقد كان خليفة المسلمين في عهد الدولة العباسية هارون الرشيد، والملك شارلمان ملك مملكة الفرنجة وإمبراطور فرنسا في تلك الفترة على مقربة من بعضهم البعض رغم العداء التاريخي بين كلا الإمبراطوريتين، حيث سعى كلا منهما لتفادي الكثير من الحروب، رغبة منهم في تحقيق سلام مؤقت بين القوتين العظمتين في تلك الفترة.
ساعة هارون الرشيد
أراد شارلمان تحقيق نوع من التبادل الثقافي والمعرفي بين بغداد، تلك المدينة التي كانت في أوج عصرها ونشاطها في تلك الفترة، إذ كانت عاصمة للعلوم، فقد سعى شالرلمان لنقل تجربة بغداد داخل إمبراطوريته التي كانت مجرد إمبراطورية واهية، لا يوجد بداخلها أي تحديث للعلوم والمعرفة.
أسطورة ساعة هارون الرشيد
عندما حان وقت مغادرة مبعوثي شارلمان لتطبيق ما تعلموه في بلادهم، قرر هارون الرشيد أن يمنح لملكهم الكثير من الهدايا، وقد كان من ضمن هذه المقتنيات والهدايا ساعة مائية كانت محل إعجاب الجميع، فقد صنعت من النحاس وكان طولها يزيد عن الـ4 أمتار، وكانت تعمل بقوة دفع الماء الموجود بداخلها. كانت الساعة بحق أسطورة لم يتخيل أحد أنها من الممكن أن تصنع من جانب البشر.
سر ساعة هارون الرشيد
كانت الساعة تعمل بنظام "الإسقاط"؛ أي عندما تسقط منها كرة فوق قاعدة نحاسية داخل الساعة، كانت تصدر صوتًا جميلًا داخل القصر أشبه بصوت الجرس، وكانت هذه الكرات تسقط على كل رأس ساعة فإذا حلت الساعة الخامسة وقت الغروب كانت تسقط خمس كرات، وإذا حلت السابعة كانت تسقط سبع كرات.
الأغرب أن الساعة كان بداخلها 12 باب كان يخرج منها على رأس كل ساعة فارس على هيئة تمثال صغير بداخلها فإذا حلت الثانية ظهرًا كان يخرج منها فارسان وهكذا تتكرر العملية حتى نجد في النهاية إثنى عشر فارسًا وقد خرجوا من أبوابهم!
شارلمان يحاول فك لغز الساعة
استطاعت الساعة إصابة الكثيرين بنوع من الهوس، إذ كانت بالنسبة للجميع لغزًا حاولوا فكه لمعرفة هذا السر العظيم، وقد أعجبت الملك شارلمان؛ خاصة نظامها الذي لا يخطيء في تحديد موعد الساعة، لكن على الجانب الآخر حاول الرهبان في تلك الفترة من فك شفرة الساعة لكنهم لم يستطيعوا من الإجابة على تساؤلاتهم، فتساور الشك بداخلهم، وقالوا إن من يحرك هذه الساعة هو “الشيطان!”.
محاولة الرهبان لفك اللغز!
قام الإمبراطور شارلمان بتصديقهم، فقرر جنوده أن يصطحبوا فأسًا وقرروا كسر الساعة؛ رغبة منهم في فك اللغز العظيم، لكنهم في نهاية الأمر لم يقدروا على فك اللغز، فحاولوا إصلاحها مرة أخرى لكنهم فشلوا.
محاولة إصلاح ساعة هارون الرشيد
أرسل شارلمان بدوره أفضل المهندسين وأمهر الفنيين والعلماء؛ رغبة منه في إصلاح الساعة وإعادتها مرة أخرى، إلا أنهم فشلوا أيضًا، وقد جخل شارلمان من التطور الذي سبقهم فيه العرب، وذكائهم الغير عادي، وقد اقترح عليه المقربون بمراسلة هارون الرشيد كثي يصلحوا الساعة؛ لكنه رفض إذ كان خجلًا من هارون وقال لهم نصًا: “ماذا سأقول له..؟ سأقول له حطمت هديتك كي اكتشف مابداخلها ولم أستطع إصلاحها مرة أخري.. أنا وكل المهندسين والعلماء الموجدين في المملكة..؟”
رفض شارلمان مخاطبة هراون الرشيد إلا أن الواقعة لم ينساها التاريخ حتى اللحظة الراهنة.